لا تجعلوها مساحة فارغة كيف تستثمر العطلة الصيفية للأبناء؟ ما لا يدركه الكثير من الصغار والكبار أن العطلة الصيفية ليست مساحة زمنية فارغة من المهام والواجبات والاختبارات بل إن العكس من ذلك هو الصحيح فالعطلة الصيفية فرصة لأداء المهام الفنية والحرفية والثقافية المبدعة التي لا يستوعبها جدول الحصص الزمني في المدرسة بالإضافة إلى كونها محطة للتزود بالوقود الإنساني حيث يتعلم الأبناء خلالها الالتزام بفروض دينية بشكل منتظم كالصلاة في المسجد مثلاً بالإضافة إلى مجموعة من الفروض الاجتماعية التي تعلمهم دروساً إنسانية تعجز المدرسة عن تعليمها لهم بشكل تطبيقي على أرض الواقع. استثمار ممتع كما مر العام الدراسي سريعاً ستمر العطلة الصيفية كذلك لكن من المفيد جداً أن يكون هناك جدولاً بالمهام التي سنؤديها مع أبنائنا أو الهوايات التي سيقضون وقتهم في ممارستها مع العلم أن مشاركتنا لهم ولو بشكل جزئي ستساهم كثيراً في الاستفادة من برامج صيفية نعدها سوياً وبطريقة نراعي فيها احتياجاتهم السلوكية والبدنية والصحية والنفسية دون استثناء. صح أم خطأ ؟! هناك عادات يجب أن لا نغرسها في الأبناء لمجرد توفر أوقات فراغ كبيرة أثناء الإجازة لأنها قد تتحول إلى عادات لا يمكن التخلص منها بسهولة ومنها: - النوم حتى ساعة متأخرة من النهار بعد السهر حتى ساعة متأخرة من الليل. - اللعب في الشارع فهذا يسهل على الأقران غير الجيدين نشر سلوكياتهم السلبية . - الإدمان على مشاهدة التلفزيون طوال اليوم وهجر القراءة كغذاء روحي. - عدم الانتظام في تناول الوجبات الغذائية. إضافة إلى غير ذلك من الأنشطة والسلوكيات التي يستسهلها الأهل ويستبعدونها من مقص الرقابة الأبوية. جدول الأنشطة اليومية - أنشطة اجتماعية: من المفيد أن يقوم الآباء بوضع خطة لزيارات اجتماعية تعود أهميتها إلى غرس مبادئ دينية راقية في نفوس الأبناء كعيادة المرضى في المستشفيات أو زيارة الأيتام في دورهم والتعرف على معاناتهم وتحسس أهم احتياجاتهم . كما يمكن أيضاً إجراء زيارات لأقرباء مر وقت طويل دون رؤيتهم أو السؤال عنهم. - أنشطة مهارية: وفيها يصقل الأبناء هواياتهم سواءً كانت يدوية أو فكرية أو رياضية وهنا من الضروري جداً أن يتم توفير المواد المناسبة والبسيطة لهم حتى يتسنى لهم إنجازها بنجاح ويتسنى لنا قياس قدراتهم الإبداعية ودعمها بشكل أكبر في كل مرة. ونؤكد من جديد على ضرورة المشاركة الأبوية الفاعلة لما تحدثه من إعادة بناء الثقة بين الطرفين بشكل تلقائي غير مدروس. ومن الجيد أن تنتبه الأمهات تحديداً إلى ضرورة التركيز على تعليم الفتيات بعض المهارات الخاصة بالفتاة كالطهي مثلاً وأصول الإتيكيت الأساسية التي تحتاجها للتعامل مع الآخرين وأساليب التنظيف الخاصة بأنواع الأثاث المختلفة إلى سواها من المهارات الإدارة الناجحة للبيت. - أنشطة ثقافية: تعد القراءة من أهم الأنشطة الثقافية التي ينبغي إيلاؤها الاهتمام الأكبر لدى الأبناء لكن الطريقة التي تُمارس فيها خلال العطلة الصيفية ينبغي أن تختلف عن تلك التي تم اتباعها أثناء العام الدراسي. فالتنوع والمشاركة وزيارة المكتبات من الوسائل التي تلفت النظر وتجذب الاهتمام إلى اقتناء الكتب والحصول على المعلومة الحرة بطريقة اختيارية وليس إجبارية. كما أن مشاهدة البرامج الثقافية ومتابعة النشرات الإخبارية المتحدثة باسم الواقع المحلي تزيد من ثقافة الأبناء وإدراكهم لتطورات الأوضاع السياسية والاجتماعية في الوطن وتجعلهم أكثر قدرة على مواكبة الحدث وفهم مخرجاته من زوايا متعددة ومن الجيد للأبناء أن يكونوا أكثر اطلاعاً على الصحف الأكثر مصداقية في طرح قضايا الوطن .. وحتى نكون أكثر مصداقية مع الأبناء علينا أن نضع الواقع أمامهم كوجبة رابعة لكن لا يمكن التهامها بالملعقة وإنما بإتاحة الفرصة للقراءة والاطلاع وصناعة الرأي المستقل وطبعاً كل ذلك بما يتناسب مع أعمارهم ومستوى فهمهم لواقعهم وقدرتهم على التصور وصناعة الرؤى الخاصة بهم. هل العطلة فرصة للتربية الروحية؟! نعم فكما هي فرصة للتوجيه والترفيه والتثقيف فهي فرصة أيضاً للتربية الروحية ويحدث ذلك عبر حرص الآباء على اصطحاب أبنائهم لأداء الصلاة في المسجد وتعليمهم أهمية المسجد كمدرسة أولى للطفل وكيف يمكن أن يكون هذا المنبر الديني أساسا لإحياء القيم المجتمعية كاملة بالإضافة إلى ذلك فإن تعوَّد الأطفال على الصيام وتعليمهم الصدقة بشكل عملي والجلوس إلى حلقات الذكر في المنزل أو المسجد .. كل ذلك يؤثر إيجاباً في بناء الروح المؤمنة والمطمئنة بذكر ربها وطاعته.