خبراء يطالبونها بتحمل مسؤوليتها فرنسا قصفت الجزائريين بقذائف كيميائية طالب خبراء ومختصون في ختام ملتقى وطني حول جرائم الاستعمار الفرنسي في حق البيئة بالجزائر نظم بقالمةفرنسا بتحمل مسؤوليتها والاعتراف بضحايا استخدامها للأسلحة الكيماوية خلال الفترة الاستعمارية وأشار الخبراء والمختصون إلى أن الاستعمار الإرهابي الفرنسي لم يتردد في قصف الجزائريين بقذائف كيميائية ! ودعا المشاركون في هذا الملتقى يوم الخميس إلى ضرورة إجراء دراسات أكاديمية لمعرفة نوع وحجم الأسلحة الكيميائية التي جربتها فرنسا في الصحراء الجزائرية طيلة العهد الاستعماري وآثارها على الصحة والبيئة. وتوج هذا الملتقى الذي بادرت إلى تنظيمه جمعية حماية البيئة وتهيئة الإقليم الكوكب الأزرق لولاية قالمة بالتنسيق بين مع المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بالجزائر بإصدار توصيات تركزت حول المحور المتعلق بتجارب الأسلحة الكيماوية والبيولوجية التي قام بها المستعمر الفرنسي كنموذج حي للجرائم الاستعمارية في حق البيئة. وتطرق الأستاذ الدكتور عمار منصوري وهو باحث في الهندسة النووية بالجزائر في المداخلة الافتتاحية التي تناول فيها (الفترة الاستعمارية الفرنسية بالجزائر من 1830 إلى 1962) إلى مختلف الجرائم التي ارتكبها المستعمر الفرنسي ضد الجزائريين وممتلكاتهم مشيرا إلى أن المستعمر قام في بداية غزوه للجزائر العاصمة شهر جوان 1830 بقصف المنطقة بقذائف مدفعية محملة بأكثر من 1 طن من مسحوق كيميائي قاتل. وأضاف المحاضر بأن الجزائر ورغم مرور 55 سنة عن استقلالها ما تزال لحد الآن تعاني من تبعات ومخلفات الجرائم الاستعمارية مشيرا إلى مجموعة من المناطق التي تعاني من الآثار السيئة للتجارب الاستعمارية الكيمياوية على غرار مضلع بني ونيف ومنطقة وادي الناموس بداية من 1929. من جهته شدد الدكتور محمد حميداني من جامعة قالمة في مداخلة بعنوان (الأسلحة الكيميائية وتأثيرها على البيئة من جانب القانون الدولي) على أن المسؤولية الإجرامية للمستعمر تبقى قائمة رغم محاولاته الإفلات من العقاب بحجة نقص النصوص القانونية الدولية التي تجبره على تحمل مسؤوليته. للإشارة فقد تميزت أشغال هذا اللقاء بمشاركة عدة أساتذة ومختصين في القانون والتاريخ من جامعات وهيئات بحث من وهران والبيض والجزائر العاصمة وقالمة ركزوا في مداخلاتهم على الجانب المتعلق باستعمال الغازات السامة أثناء الثورة التحريرية والآثار السلبية للتجارب الكيميائية والبيولوجية الفرنسية على السكان والأسلحة الكيميائية وأثرها على البيئة.