أجمع المشاركون في اليوم الدراسي الذي احتضنته قاعة صالح بوبنيدر بڤالمة، أمس، بمناسبة الذكرى 54 لعيد الاستقلال بعنوان «جرائم الاستعمار الفرنسي في حق البيئة»، أن فرنسا تفننت في جرائمها ضد البلاد والعباد من القمع والإبادة في حق الأهالي، وألحقت أضرارا بالأرض من خلال سياسة الأرض المحروقة وغرس الألغام على طول الشريط الحدودي بواسطة خطي شال وموريس. في هذا الإطار، أكدت الأستاذة سرايدي منيرة رئيسة جمعية حماية البيئة وتهيئة الإقليم «الكوكب الأزرق» ل»الشعب» أن من واجب الذاكرة والأخلاق والضمير احتراما لحقوق الإنسان والشعوب أن يعتذر من اقترفوا أبشع الجرائم وأن تدان أفعالهم علانية وجهرا، مشيرة إلى أن مسعى الجمعية هو استعراض الجرائم المرتكبة من طرف المستعمرين في حق الأراضي الفلاحية، وفي حق الثروات الطبيعية، التفجيرات النووية بالصحراء وأثرها على البيئة من منظور القانون الدولي والذي يندرج في إطار مساندة وتثمين جهود الدولة الجزائرية من أجل افتكاك الاعتراف الرسمي بهذه الجرائم من طرف فرنسا ومن ثم المطالبة بالتعويض المادي للضحايا المتضررين. بدورها أوضحت المحامية بن براهم فاطمة في مداخلتها بعنوان جرائم فرنسا الاستعمارية ضد البيئة في منظور القانون الدولي أن الحفاظ على الإنسانية هو أولا وقبل كل شيء حماية الفضاء الذي تتطور فيه هذه الإنسانية، من أجل هذا أصبح الحفاظ على البيئة أحد أولويات جميع الدول. وتأسفت بن براهم لعدم التوازن الذي تولده السلطة والقوة مما يسيء ويخل بالتوازن البيئي، حيث أن الدول القوية تحتفظ بسلطتها على الدول الضعيفة التي تستعملها كدول أو بلدان لتجارب باسم العلم والتنمية، وهو ما تم تنفيذه على المستوى العسكري والاستراتيجي والعلمي فضاعت ضد الإنسانية مثل التفجيرات النووية وتجارب الأسلحة الكيمائية والبيولوجية على البشر من أجل إقامة سلطة بعض الدول على حساب حياة الإنسان والحيوان والنبات والتوازن الايكولجي. وقالت المحامية أنه بالرغم من التطورات القانونية المحتشمة الرامية إلى وضع حد للآثار السلبية لهذه الأعمال، فإن معاناة الإنسان مستمرة نتيجة الآثار الوخيمة للعلم بلا ضمير في ظل رفض الدول تحمل مسؤولياتها وهو الحال بالنسبة لفرنسا الاستعمارية التي هي في وضع سيئ مع ماضيها وأثار التفجيرات النووية والتجارب الكيمائية والبيولوجية التي أجرتها في إطار برنامج يقال عنها « تجارب علمية «. وفي المقابل ناقش الدكتور حميداني محمد أستاذ القانون المدني بجامعة ڤالمة في مداخلة له واقع حماية البيئة في الجزائر من خلال تطور التشريعات المتعلقة بها والأخطار التي تعرضت لها مؤكدا أن مسألة حماية البيئة من المسائل التي شغلت الفكر البشري منذ القدم، مشيرا إلى تعرض البيئة في الجزائر للاعتداءات كغيرها من الدول، وقال أن هناك 500 نص له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالبيئة. ومن جانبه، تطرق الدكتور منصوري عمار باحث في الهندسة النووية من الجزائر بمداخلته بعنوان «التفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية وأثرها على البيئة» إلى النفايات النووية المدفونة في مراكز التفجيرات النووية وخطورتها على البيئة والإنسان على حد سواء، موضحا ذلك من خلال صور ووثائق تعبر عن جرائم المستعمر.