قدّم قادة مجموعة العشرين أمس تنازلات للرئيس الامريكي دونالد ترامب في ملفي التجارة والمناخ البالغي الحساسية سعياً إلى إبقاء واشنطن ضمن المجموعة. وحمل البيان الختامي الذي صدر بعد قمة استمرت يومين في هامبورغ في ظل تدابير أمنية مشددة وعلى وقع تظاهرات غالباً عنيفة بصمات الخلافات بين الإدارة الامريكية الجديدة وسائر أعضاء المجموعة. ولعل التنازل الأول الذي قدمته القمة لترامب وتضمنه البيان الختامي يتعلّق بالحمائية بعد أن أثار على مدى أشهر قلق شركائه الرئيسيين بسبب توجهاته الحمائية وتهديده بفرض رسوم جمركية على الصين وأوروبا في قطاعي السيارات والفولاذ. وأقرّت المجموعة للمرة الأولى بحق الدول التي تدفع ضريبة الإغراق في اللجوء إلى أدوات مشروعة للدفاع عن نفسها في مجال التجارة. ولم تكن الولاياتالمتحدة الوحيدة التي أشادت بهذا التطور إذ إنّ الرئيس الفرنسي يخوض معركة من أجل أوروبا تحمي ضمن النطاق الأوروبي لاسيّما على الصعيد التجاري حيال الصين. وبشأن المناخ أعطت مجموعة العشرين الولاياتالمتحدة الضوء الأخضر لانتهاج سياسة مختلفة وفي الوقت نفسه شدّدت على أنّ كل الدول الأخرى تعتبر ألّا عودة عن هذا الاتفاق الدولي في موقف يعد بمثابة عزل لواشنطن. وأورد البيان أنّ المجموعة ستساعد دولاً أخرى في العالم في الوصول إلى الطاقات الاحفورية واستخدامها ما يتنافى وسعي الأممالمتحدة إلى اقتصاد أقل استهلاكاً للكربون رغم أنّ المجموعة حرصت على التوضيح أنّ هذه الطاقات الاحفورية ستستخدم في شكل أكثر نظافة. وحاولت الولاياتالمتحدة التقرب من دول شرق أوروبا الساعية إلى التعويل في شكل أقل على روسيا على صعيد الطاقة بهدف بيعها الغاز الصخري الامريكي فيما أثار هذا الموضوع جدلاً حاداً لأنّ دولاً عدة تخشى انتقال العدوى وفق ما قال دبلوماسي إلّا أنّ ذلك كان الثمن الواجب دفعه للحفاظ على العلاقة مع الولاياتالمتحدة ضمن المجموعة. بدوره تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تسوية هي الأمثل حول المناخ فيما أكّد نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون أنّه لم يفقد الأمل بعد بإقناع دونالد ترامب بتغيير موقفه حيال اتفاق باريس. ودعا ماكرون إلى قمة حول المناخ في ديسمبر المقبل في فرنسا.