قضت محكمة الجنايات بمجلس قضاء تيزي وزو مساء أوّل أمس بإنزال عقوبة السجن المؤبّد في حقّ الإرهابي "م· مراد" المكنّى "عكرمة" أمير سرية ميزرانة، والذي كان بصدد تولّى إمارة كتيبة الأنصار خلفا لقريبه قبل إلقاء القبض عليه، وذلك بجناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلّحة والقتل العمدي مع سبق الإصرار والترصّد إضرارا بعون الأمن العمومي "ع· خالد" العامل بأمن دائرة تيفزيرت· تفاصيل القضية المفصول فيها تعود حسب ما ورد في قرار الإحالة إلى تاريخ الخامس أفريل من سنة 2008 في حدود الساعة السادسة و45 دقيقة صباحا حين تلقّت مصالح أمن دائرة تيفزيرت مكالمة هاتفية من شخص مجهول مفادها أن مجموعة إرهابية نصبت حاجزا مزيّفا على مستوى قرية "حاقة" على مستوى الطريق الوطني رقم 72 المؤدّي إلى مدينة تيزي وزو، كما تمّ سماع إطلاق عيارات نارية وقد تأكّد فعلا أن مجموعة إرهابية تتكوّن ممّا لا يقلّ عن 25 إرهابيا يرتدون ألبسة لمختلف الأجهزة الأمنية· وبعد اتّخاذ جميع الاحتياطات الأمنية تنقّلت مصالح الأمن للمعاينة الميدانية، وبعد الوصول إلى عين المكان تمّ العثور على جثّة عون الأمن العمومي الذي قتل رميا بالرّصاص وقرص مضغوط مصوّر مدّته أكثر من ثلاث دقائق يصوّر فيه كيفية اغتيال هذا الأخير من طرف مسلّحين· وبعد التحرّيات التي قامت بها مصالح الأمن مع بعض الشهود تبيّن أن الإرهابي المتّهم كان ضمن الجماعة المسلّحة التي نصبت الحاجز المزيّف· حيث صرّح الشاهد "ع· محمد السعيد" سائق الحافلة التي كان يركبها الضحّية بأن المسلّحين قاموا بإنزال الضحّية وإثر تفتيشه رفقة بقّية الركّاب سقطت من جيبه وصفة طبّية تحوي هويته الكاملة ووظيفته الحقيقية في سلك الأمن· حينها، قام أحد عناصر المجموعة الإرهابية بمناداة إرهابي أعور العين، ويتعلّق الأمر بالمتّهم، ورغم توسّلات الضحّية إلاّ أن المتّهم "عكرمة" وجّه له وابلا من الرّصاص فأرداه قتيلا، مضيفا أن أحد المسلّحين كان يصوّر الحاجز الأمني لنشره على شبكة الأنترنت· كما تعرّف الشاهد بعد عرض ألبوم صور الإرهابيين المبحوث عنهم على المتّهم "م· مراد" المكنّى "عكرمة"· من جهته، الشاهد "ي· مراد" أكّد أنه قبل أن تقوم الجماعة المسلّحة بعرض شريط الفيديو على الأنترنت تعرّف على الإرهابي "س· بشير" المكنّى "الغدنفر" الذي تولّى عملية تصوير الفيديو، وأن في مسرح الجريمة كان بها شخص مسلّح أعور العين· الإرهابي "عكرمة" وأمام هيئة المحكمة صرّح بأنه انخرط في صفوف الجماعات الإرهابية لكنه أنكر واقعة نصب الحاجز المزيّف واغتيال عون الأمن العمومي· ممثّل الحقّ العام في مرافعته اِلتمس تسليط عقوبة الإعدام في حقّ المتّهم، وكذا الإعدام للإرهابيين الذين لايزالون في حالة فرار· وبعد المداولة القانونية قضت المحكمة بإدانة الإرهابي الأمير الموقوف بالسجن المؤبّد والإعدام للمتواجدين في حالة فرار، ويذكر أن نفس المتّهم سبق وأن أدين بالإعدام في أوّل قضية مثل من خلالها أمام المحكمة الجنائية بعد عملية القبض عليه من طرف مصالح الأمن، كما أدين خلال الدورة الجنائية الجارية بالسجن لمدّة 20 سنة·