أنباء عن إنهاء مهام سفير الجارة الشرقية.. والمعني ينفي ** * من يريد رأس سفير تونس في الجزائر؟ (عقب فتور في العلاقات الثنائية.. إنهاء مهام السفير التونسيبالجزائر).. هكذا عنونت بعض وسائل الإعلام في الساعات الأخيرة خبرا زعمت فيه أن السفير التونسي في الجزائر قد أصبح في خبر كان وهو الخبر الذي راج بشدة قبل أن يتدخل المعني بالأمر وينفيه معلنا أنه باق في منصبه إلى إشعار آخر الأمر الذي يفتح باب التساؤلات واسعا حول من يريد قطف رأس السفير التونسي ببلادنا ومن يريد إثارة فتنة ووقيعة بين البلدين الشقيقين؟ ومن يسعى لافتعال أزمة بينهما وضرب علاقاتهم القوية؟.. علما أنها ليست المرة الأولى التي يحصل فيها أمر كهذا.. ولم تمر سوى بضع ساعات على تداول الخبر المشبوه حتى قطع السفير التونسي في الجزائر عبد المجيد الفرشيشي صمته مكذبا الأخبار المتداولة حول تنحيته من منصبه لأسباب متعلقة بعمله. وقال السفير الفرشيشي في تصريح لصحيفة الخبر أوردت على موقعها الإلكتروني أمس أن الخبر الذي تم تداوله ونشر على عدة مواقع من بينها موقع الخبر لا أساس له من الصحة. ونقل المصدر نفسه عن السفير التونسي قوله من بين الأسباب التي تمت الإشارة والتي تقف وراء تنحيتي من منصبي نجد سوء المعاملة وأنا أفند هذا فأبواب السفارة مفتوحة للجميع والعناية بالجالية أولوية الأولويات للتمثيليات الدبلوماسية سواء في الجزائر أو غيرها . وأضاف الفرشيشي موضحا: وبخصوص ما أشيع عن انتمائي لحركة النهضة والذي يكون من أسباب اقالتي المزعومة فأنا لا أنتمي لأي حزب كان ومعروف أن الانتماء للسلك الدبلوماسي يشترط الحياد وأنا تدرجت من أدنى المناصب في وزارة الشؤون الخارجية التونسية لأصل لمنصب أمين عام للوزارة ثم سفيرا وأظن أن اختيار سفير تونس في الجزائر يخضع لاعتبارات دقيقة نظرا لأهمية ومتانة العلاقات بين البلدين الشقيقين . وأشار المتحدث إلى أنه باق في منصبه حتى نهاية شهر أكتوبر المقبل لبلوغه السن القانوني للتقاعد (60 سنة في تونس). اما ما تعلق بتنحية القنصل التونسي في تبسة قال الوزير أنه أنهى مدة الخدمة. ولم ينس الفرشيش التأكيد على قوة العلاقات بين تونسوالجزائر والتي يترجمها العدد الهائل من الزيارات التي أجراها مسؤولون وخبراء من البلدين فضلا عن التعاون الوطيد بين الجارين في عدة مجالات. وكانت بعض المواقع قد نقلت عن مصادر دبلوماسية مزعومة قولها إن الرئاسة التونسية قررت إنهاء مهام السفير المعتمد لدى الجزائر عبد المجيد الفرشيشي لعدم قدرة المعني على تحريك عجلة التعاون الثنائي مع أقوى حليف أمني وسياسي لبلاده بالمنطقة المغاربية وفق رؤية الرئيس الباجي قائد السبسي ورئيس حكومته يوسف الشاهد شأنه في ذلك شأن القنصل التونسي العام بضاحية تبسة الذي تم تبديله بالقنصل محمد الحبيب الساسي. وادعت المصادر مثلما نقله موقع إرم نيوز مثلا أن الفرشيشي استهلك ثلاث سنوات من مهمته رئيسًا للبعثة الدبلوماسية التونسيةبالجزائر لكنها تميزت بتشنجات بين البلدين بسبب قضايا لم يفلح السفير المغادر ولا طاقمه في تسييرها بالشكل اللازم على غرار قضية رسوم المعابر الحدودية التي أثارت غضبًا شعبيًا بالجزائر خلال موسم السياحة الماضي. وقالت المصادر نفسها أن حكومة يوسف الشاهد تكون قد شكاوى عديدة من رعايا تونسيين مقيمين منذ أعوام بالجزائر وصلت إلى حد اتهام السفارة بعدم التعاون معهم وإغلاق أبوابها بوجه رعاياها وهو أمر ينسحب برأي المصادر على أداء هزيل لأطقم السفارة والقنصليات العامة. وبناءً على ذلك قالت المصادر التي نشرت الإشاعة يكون رئيس الحكومة الحالية هو من اقترح تغيير السفير التونسيبالجزائر لضخ دماء جديدة في علاقات التعاون المشترك. وقالت المصادر إن رعايا تونسيين لم يعد التواصل معهم قائمًا منذ مواعيد الانتخابات التي جرت في 2014 بينما كان يجري استدعاؤهم في السابق إلى حضور لقاءات دورية بالسفارة وقنصليتيها العامتين في ولايتي تبسة وعنابة لتفقد شؤونهم وتوجيههم إلى دعم حضورهم الجمعي بما يشكل رافدًا مهمًا للتعاون المشترك مع الجزائر. للإشارة فقد عُيّن عبد المجيد الفرشيشي بخطة سفير مفوض فوق العادة لبلاده بالجزائر في 2 جوان 2014 خلال ولاية الرئيس المؤقت السابق محمد المنصف المرزوقي. وينتمي الفرشيشي لحركة النهضة الإسلامية أكبر أحزاب البلاد منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في جانفي 2011 وهي حركة معروفة بعلاقاتها الجيدة مع الجزائر بحيث سبق لزعيمها الغنوشي أن زار بلادنا والتقى الرئيس بوتفليقة عدة مرات.