أصدر المؤتمر العربي الأول لسياسات الإعاقة الذّهنيّة المنعقد ببنغازي الليبية ما بين 13 و 15 ديسمبر الجاري والذي مثلت فيه جمعية البركة الجزائر، بيانه الختامي، وخرج المؤتمرون خلاله بمجموعة من التوصيات في مجالات التأهيل المهني والتشغيل، الإعلام، التعليم والدمج التربوي وتقنية المعلومات، رعاية ذوي التوحد، وفي مجال متابعة التوصيات أيضا. طالب المؤتمرون من 18 دولة عربية شاركت في اللقاء، المؤسسات الحكومية وغير الحكومية المشاركة فيه التزام روح المسؤولية العالية في تطبيق التوصيات، وإشراك فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في تطبيقها. ففي مجال التأهيل المهني والتشغيل، نص البيان الختامي على احترام مبدأ عدم التّمييز وتكافؤ الفرص في التّوظيف، وتطبيق نظام الحصّة (الكوتا) وتشديد الجزاءات للمخالفين، وتقديم الحوافز للملتزمين. ودعاهم البيان إلى التعريف والتوعية بمنافع تشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة وإدخال مفهوم التنوع والدّمج والتكييف والتجهيز، والتعديل في الوصف الوظيفي، إلى الشركات والهيئات والمؤسسات العامة والخاصّة. مع التأكيد على توفير المناهج والبرامج والإطارات المتخصصة لتدريب وتأهيل ذوي الإعاقة في مختلف المناطق، والاعتماد على منهجية التأهيل المرتكز على المجتمع. وتوجه البيان إلى أرباب العمل داعيا إياهم إلى تبني استراتيجية توظيف ذوي الإعاقة كجزء أساسي من سياسة الاستخدام لديهم. واستخدام ذوي الإعاقة من الباحثين عن عمل وتدريبهم في أماكن العمل. كما حثهم على التّعاون والتنسيق مع منظمات ذوي الإعاقة في مجال الاستخدام والتدريب والترتيبات المناسبة لبيئة العمل، بما في ذلك توعية العمال من غير ذوي الإعاقة بقدرات وحاجات زملائهم من ذوي الإعاقة. مع تشجيع وتسهيل التنسيق بين منظمات أصحاب العمل والعمال وذوي الإعاقة، لتبادل الخبرات والاستشارات في المجال، وتوفير التمويلات اللازمة والمساعدات لمنظّمات ذوي الإعاقة في مجال التشغيل والتدريب، ورفع الوعي لدى أرباب العمل بقوانين العمل والحقوق العمالية والاتفاقيات الدولية ذات الصلة والتشريعات المحلية. الاهتمام بالصحافة العلمية المتخصصة لفائدة المعاقين وحث البيان الختامي، مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة لتنظيم دورات تدريبية للإعلاميين بهدف توعيتهم وتعريفهم بقضايا الإعاقات المختلفة، وكسبهم واستمالتهم للتعامل مع تلك القضايا بإيجابية، والوعي باللغة المستخدمة في الأخبار والتقارير الصحفية، سواء للنشر في الصحف أو المجلات، أو بثها عبر وسائل الإعلام المرئية، أو المسموعة، حيث إن الموقف غير الإيجابي لوسائل الإعلام قد يترك مضاعفات، وتأثيرات سلبية لدى مختلف شرائح المجتمع، كما أن هذه السلبية تنعكس على تفكير وسلوك متتبعي وسائل الإعلام ومواقفهم تجاه الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة. وطالب البيان بضرورة توعية مؤسسات الأشخاص ذوي الإعاقة بأهمية تعيين شخص متخصص في مجال الإعاقة والإعلام والاهتمام بالصحافة العلمية المتخصصة، وتشجيع الحكومات والمؤسسات الإعلامية على الاهتمام بالإعلاميين من ذوي الإعاقة، وإلحاقهم بدورات تكوينية لتنمية ورفع كفاءتهم المهنية بمجال الإعلام. أما في مجال رعاية ذوي التوحد، فتم التركيز على العمل نحو تحقيق الهدف الأسمى وهو دمج الأفراد ذوي التوحد، على مستويات مختلفة، سواء الدمج الأسري، والدمج العائلي، والدمج المجتمعي، والدمج المدرسي، والدمج في بيئة العمل المناسب لقدراتهم. كما أكد البيان على توحيد جهود التوعية،بحيث تشمل المشاركة بالمواد الدعائية الموجودة في كافة المجتمعات العربية وزيادة وعي وتدريب الأطباء والأخصائيين في الدول العربية، للوصول للتشخيص المبكر، وتحقيق التدخل المبكر، والبدء بالرعاية والعناية بالطفل ذي التوحد، مما سيعود بالفائدة على الطفل والأسرة والمجتمع عموما. وتبادل الخبرات بين الدول العربية والخبرات الأخرى والمشاركة بالدورات التدريبية للعاملين في مجال التوحد، وكذلك الدورات الموجهة للأهل، وكيفية مساعدتهم على قبول هذا الطفل والعناية به. وكذا تشجيع الأبحاث في مجال التوحد ونشر التجارب التي حققت نتائج إيجابية، بقصد الاستفادة من نتائج هذه الأبحاث لخدمة كافة جهود البحث المشتركة بين الدول.