يوم عاشوراء له فضل عظيم وحرمة قديمة فقد كان موسى _عليه السلام_ يصومه لفضله بل كان أهل الكتاب يصومونه بل حتى قريش كانت تصومه في الجاهلية وقد وردت عدة أحاديث عن فضل عاشوراء وصيامه منها: ما جاء في صحيح مسلم عن أبي قتادة أن رجلاً سأل النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن صيام يوم عاشوراء فقال: إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله رواه (مسلم 1976) وهذا من فضل الله علينا أن جعل صيام يوم واحد يكفر ذنوب سنة كاملة. وعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: ما رأيتُ النبي _صلى الله عليه وسلم_ يتحرّى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء وهذا الشهر يعني شهر رمضان رواه (البخاري 1867) (ومعنى يتحرى أي: يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه). الحكمة من صيامه والحكمة من صيامه أن يوم عاشوراء هو اليوم الذي نجى الله فيه موسى _عليه السلام_ وقومه من فرعون وجنوده فصامه موسى شكراً لله _تعالى_ وصامه نبينا _صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه فقد جاء في الصحيحين من حديث ابن عباس _رضي الله عنهما_ قال: قدم النبي _صلى الله عليه وسلم_ المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فقال لهم النبي _صلى الله عليه وسلم_: ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكراً لله فنحن نصومه فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: فنحن أحق بموسى منكم فصامه رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وأمر بصيامه . أما الحكمة في صيام اليوم التاسع فقد نقل النووي _رحمه الله_ عن العلماء في ذلك عدة وجوه : أحدها: أن المراد من مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر. الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصوم كما نهى أن يصام يوم الجمعة وحده. الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر. وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة اليهود كما أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية _رحمه الله تعالى_.