لم يتأثر الجزائريون خاصة من الجنس اللطيف فقط بأحداث ومجريات المسلسل التركي "العشق الممنوع" الذي لقي اهتماما بالغا وإعجابا إلى حد الهوس خاصة وان متقمص الدور البطولي في المسلسل هو مهند الذي ألف الكل أدواره الرئيسية في العديد من المسلسلات التركية على رأسها مسلسل نور الذي حظي هو الآخر بتجاوب اغلب النسوة من مختلف الأعمار، وانعكس التأثير إلى حد تداول بعض الألبسة التركية التي تشبه بكثير الألبسة التي اعتمدت عليها بطلتا المسلسل التركي سمر ونيهال في دورهما، على غرار الفساتين القصيرة المختلفة الألوان والمخصصة للسهرات والأعراس وحتى التنورات القصيرة التي لاقت إعجاب اغلب الفتيات. خباجة نسيمة وانتشر تسويق مثل تلك الألبسة الفاخرة في المتاجر الراقية التي تعتمد على ترويج الألبسة المستوردة دليل ذلك الأسعار التي تداولت بها تلك الأخيرة والتي لم تنخفض القطعة الواحدة منها عن 2500 دينار جزائري فما فوق. لكن على الرغم من ذلك عرفت تلك القطع والألبسة على اختلاف أنواعها اقبالا من طرف الفتيات سيما المراهقات التي أرادت كل واحدة منهن الظهور بمظهر سمر أو نيهال في حفلات الأعراس والزفاف لهذا الموسم، ولايهمهن السعر مادام أنهن سيخطفن الأنظار في ذلك اليوم. وهي ليست المرة الأولى التي تتأثر فيها المنتميات للجنس اللطيف ليس فقط بأحداث تلك المسلسلات التي صنعت الحدث على مستوى العائلات الجزائرية، بل راح التأثر إلى حد تقليد هيأة البطلات بل وحتى تصفيفات شعرهن وطريقة مشيهن وكل شيء فيهن كدليل على هوسهن بالممثلات التركيات، ما لم نعرفه في السابق مع المسلسلات المصرية والسورية الذي كان الانشغال بها لا يتعدى تتبع حلقاتها المتسلسلة، إلا انه ومع ظهور المسلسلات التركية كقفزة نوعية في ميدان الإنتاج خلفت العديد من الآثار المتعددة الأوجه والجوانب سيما بعد رواج تلك المسلسلات في كامل أقطاب العالم العربي وعرضها في مختلف الفضائيات العربية. والجزائر مثلها مثل كل الدول تأثرت مختلف شرائحها الاجتماعية بتلك المسلسلات التي عرفت إنتاجا غزيرا في الآونة الأخيرة، فلا تعدو أن تتنقل بين القنوات إلا وتصادفك تلك المسلسلات على مدار اليوم في اغلب القنوات، لكن ما لوحظ هو انشغال اغلب الجزائريين أو الجزائريات على وجه التحديد بتتبع حلقات مسلسل العشق الممنوع بدليل أنهم أقاموا الدنيا ولم يقعدوها بعد حدوث التشويش على قناة أم بي سي 4 وانتهجوا سبلا غريبة من اجل مشاهدة الحلقات وعدم تفويتها. ولعل اكبر دليل على تأثرهن بالمسلسل هو قيامهن حتى بتقليد بطلات المسلسل في ملابسهن وتسريحاتهن وهيأتهن الخارجية ككل، خاصة بعد انتشار تسويق ملابس شبيهة بملابسهن في المتاجر الراقية والتي اتخذت أشكالها وألوانها وحتى مقاساتها النحيفة تبعا لقوامهن، وعلى الرغم من أثمانها الباهظة نجد أن بعض الفتيات لم يتوانين على الإقبال عليها بعد انبهارهن بموديلاتها وألوانها الجذابة الملائمة للسهرات وحفلات الأعراس. ذلك ما شدنا بالمركز التجاري علي ملاح بالعاصمة الذي اختص في تسويق الألبسة المستوردة بحيث راحت بعض الفتيات إلى تفقد بعض الفساتين التي اعتمدت على تصاميم تركية محضة ووقع اختيار إحداهن على فستان احمر قصير فسألناها عن سر اختيارها له فأجابت انه يشبه بكثير فستان سمر، كما انه مستورد من تركيا لتضيف أنها جلبته خصيصا من اجل حضور زفاف إحدى قريباتها، وأخبرتنا أنها ستسرّح شعرها مثل سمر وستلبس كعب عالي من اجل خطف الأنظار يوم العرس علما أن ثمن الفستان هو 7500 دينار، إلا أنها قالت أن كل شي يهون في سبيل تتبع الموضة وتقليد الممثلات التركيات اللواتي تطبعهن ميزة خاصة انفردن بها لوحدهن ويضاهين بها ممثلات اشتهرن عالميا .