لقي الرعية المالي "ساما كي مادي" حتفه بعدما تعرض لكل أنواع التعذيب على يد صديقين له قاما بتكبيل يديه ورجليه وغلق فمه بشريط لاصق أدى إلى اختناقه ووفاته وهي القضية التي فشل المحققين على مدار ستة أشهر من التحريات إلى الوصول إلى السبب الحقيقي وراء ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء التي احتضنتها فيلا ببلدية بني مسوس بالعاصمة شهر جوان من سنة 2010 حيث تحول نقاش بسيط إلى قضية قتل عمدي متبوعة بالضرب والجرح بواسطة آلة حادة التمس فيها ممثل النيابة العامة عقوبة الإعدام· ملابسات هذه القضية التي لازال الدافع وراء ارتكابها لغزا محيرا خاصة وأن استجواب المتهمين "هارونا ديانا" و"كوليبابي سيكو" أمس من طرف رئيس الجلسة لم يأت بجديد سوى المزيد من التناقضات وعلامات الاستفهام حيث تتلخص تفاصيلها حسب ما ورد على لسان الشاهد أنه بتاريخ 22 جوان 2010 التقي الضحية بصديقه "ساكو كريم" وطلب منه إقراضه مبلغ 15 ألف دينار قبل أن يتنقلا معا إلى مقر إقامة الضحية هناك دار نقاش بين هذا الأخير والمتهمان انتهى بخروج المتهم "ديان" من الغرفة وهو ثملا طالبا من الجميع السكوت غير أن الضحية رفض الانصياع لأوامره ما جعل المتهم يقدم على تكبيل رجليه ويديه ووضع الشريط اللاصق على بطنه وصدره وهنا تقدم الشاهد "ساكو كريم" وطلب منه أن يفك وثاقه غير أن المتهم وجه له لكمة على مستوى العين أفقدته وعيه، وبعدما استيقظ شاهد المتهم يضع الشريط اللاصق على فم الضحية قبل أن ينهال رفقة المتهم الثاني عليه بالضرب ثم قام بنقله إلى المطبخ أين سمع صراخ الضحية بعدما تعرض للضرب بواسطة آلة حادة، وفي حدود الساعة الثالثة صباحا اتصل المتهم بصديق له وطلب منه الحضور لنقل الضحية إلى المستشفى وتلك الأثناء لاذ الشاهد بالفرار وبعد توجهه على مستشفى ببني مسوس في اليوم الموالي علم بوفاة الضحية في حين حرر له الطبيب شهادة عجز عن العمل لمدة 15 يوما ما جعله يتأسس طرفا مدنيا وشاهدا في نفس الوقت· المتهم نفى في محاضر الضبطية القضائية التهمة المنسوبة إليه مصرحا أنه بتاريخ 23 جوان 2010 وفي حدود الساعة الثالثة صباحا استيقظ لأداء صلاة الفجر فسمع طرقا على الباب وبمجرد فتحه شاهد شخص من بني جلدته لم يسبق له رؤيته وعلامات المرض بادية عليه فاتصل بصديقه يدعى "إبراهيم" وطلب منه الحضور من أجل نقله إلى المستشفى غير أن هذا الأخير رفض ولكن بعد إلحاح أحضر للمتهم سيارة مستأجرة وغادر المكان، وهي التصريحات التي تراجع عنها أمس المتهم "ديانا" حيث أكد أقوال الشاهد فيما نفى أن تكون لديه نية قتل صديقه بل كان غرضه تأديبه فقط وأنه لم يقم بوضع الشريط اللاصق على فمه الذي أدى إلى وفاته لتعرضه للخنق· المتهم الثاني "كوليبالي سيكو" نفى مشاركته في الجريمة وارتكابه مخالفة الضرب والجرح العمدي ضد كل من الضحية والشاهد، حيث صرح أنه يوم الوقائع كان نائما وأنه استيقظ على وقع الضجيج وبعدما توجه إلى المطبخ وجد الضحية مكبلا، وليس له علم بسبب النزاع·