أقدم صبيحة أمس المئات من الشباب البطالين المنحدرين من مختلف قرى بلدية تيقزيرت الكائنة على بعد 40 كم شمال مدينة تيزي وزو، على غلق مقر البلدية وكذا الدائرة احتجاجا على الأوضاع المزرية التي تواجهها هذه الفئة القاطنة بالمنطقة الأكثر غنا من حيث المؤهلات والإمكانيات الطبيعية التي تزخر بها في الجانب السياحي على وجه الخصوص، غير أن البطالة بقيت لتحتفظ بأكبر مكانة لها وسط هؤلاء الذين باشروا حركاتهمم الاحتجاجية منذ أسبوع من الزمن· وقد لقيت مساندة التجار الذين دخلوا أمس في إضراب عام عن العمل مُطالبين بدورهم بإعادة فتح الطريق الوطني رقم 24 الذي أغلق منذ ما يقارب 15 سنة لدواع أمنية بحته، ما شكل نوعا من الركود الاقتصادي وتقلصا كبيرا في عدد التجار بمحور الشطر المغلق، كما خلقت هذه الحالة ارتفاعا مذهلا لأسعار مختلف المواد الغذائية ضمنها تلك المتعلقة بالاستهلاك الواسع، ما أثار استياء المواطن و التجار معا، حيث طالب هؤلاء بضرورة إعادة فتح هذا الطريق بعدما أصبح وضعه لا يختلف عن وضع معظم طرقات الولاية، الطرقات التي أصبحت في الآونة الأخيرة مسرحا لأكثر العمليات الإجرامية عن طريق الحواجز المزيفة والسرقة والاعتداءات وغيرها· ويعتبر الطريق الوطني رقم 24 الذي يربط تيزي وزو ببومرداس عبر ميزرانة ودلس الشريان الرئيسي للحركة التجارية بالمناطق الساحلية للولايتين، وعلى وجه الخصوص لدائرة تيقزيرت إذ يساهم كثيرا قصر المسافة في الوصول لأسواق الجملة وكذا اقتناء وتسويق مختلف المنتوجات· الشباب المحتج طالب بفرصته في العمل وخلق مناصب شغل تتماشى وطبيعة المنطقة وكذا تطلعاتهم وذلك للحد من درجة الضياع والآفات المنتشرة في وسطهم خاصة بعدما وجدت الحرقة طريقها إليهم، وطالب هؤلاء بضرورة الإسراع في توزيع 50 محلا تجاريا انتهت عملية إنجازها منذ مدة ولم تُسلم بعد للمستفيدين منها، وقد هدد هؤلاء بتصعيد الحركة الاحتجاجية في الأيام القليلة القادمة في حالة ما إذا بقيت آذان المسؤولين مصابة بالصم اتجاه مطالبهم التي لم تخرج لحد الساعة من حدود المعقول والحقوق المشروعة، وقد شهدت مدينة تيقزيرت يوم أمس شللا تاما على مستوى مختلف المرافق العمومية وغيرها من المنشآت·