أقدم صبيحة أمس المئات من الشبّان القاطنين بالعديد من القرى التابعة لبلدية آيت يحيى موسى بذراع الميزان جنوب مدينة تيزي وزو، على غلق مقرّ البلدية احتجاجا منهم على الوضع المزري الذي تغرق فيه معظم القرى التي كبحت بها عجلة التنمية، إذ لا وجود لأيّ مشاريع استثمارية أو تنموية طور الإنجاز أو حتى مبرمجة لذلك في المستقبل القريب· حيث طالب الشباب الذين يمثّلون نسبة 70 بالمائة من مجموع 24 ألف نسمة تحويها البلدية، بضرورة الالتفاتة السريعة إليهم والاستجابة لمطالبهم المتمثّلة في توفير فرص عمل لهؤلاء· ولم يسلم المسؤولون المحلّيون من توجيه اتّهامات من طرف الشباب الذين استنكروا سياسة الكيل بمكالين المعتمدة من طرف بعض المسؤولين الذين يدرجون مشاريع في قرى دون الأخرى رغم تساوي حاجتهما إلى هذه المشاريع· وهدّد المحتجّون بتصعيد لغة الاحتجاج في الأيّام القليلة القادمة ومنها إقدامهم على غلق الطريق الوطني رقم 25 الرّابط بين تيزي وزو والبويرة· ومن جهتهم، أقدم مساء أوّل أمس شباب بعض الأحياء الكائنة بعاصمة الولاية على شلّ حركة المرور بوسط المدينة بغلق مفترق الطرق الرئيسي بها، مقدمين على اقتلاع جميع الأعمدة والسياج الحديدي الذي وجد على حافّة الطرقات لغلق الطريق، في الوقت الذي اكتفت فيه مصالح الأمن التي تواجدت في عين المكان باتّخاذ دور المتفرّج ومتابعة الوضع من بعيد، الأمر الذي أثار استياء المواطنين· إذ أكّد ممثّلون عن المجتمع المدني أن ما تشهده الولاية في الآونة الأخيرة يعتبر انفلاتا للوضع الأمني ويتطلّب استعادة الدولة لهيبتها في وسط الشارع، حيث تعدّ التصرّفات الماسّة بالنّظام العام خرقا واضحا رغم أنهم يطالبون بحقوقهم، إلاّ أن الطرق التي يستعملونها تحرمهم منها بدل أن تخدمهم· وقد خلّفت الحركة الاحتجاجية المماثلة لتلك التي عرفتها المدينة خلال الأربعاء الماضي خسائر مادية معتبرة أثارت استياء واستنكار المواطنين الذين دعوا الشباب المحتجّين والمطالبين بالقضاء على البطالة بتحكيم العقل وانتهاج السبل القانونية والسلمية للحصول على مبتغاهم رغم أن الإدارة الجزائرية أفقدت لغة الحوار مصداقيتها من خلال سياسة التهميش واللاّ مبالاة الممارسة ضد المواطنين· من جهة أخرى، وللمرّة الثانية على التوالي خلال الأسبوع الجاري أقدم سكان حي تيزي بوشن بمدينة عزازفة الكائنة على بعد 35 كلم عن مدينة تيزي وزو، على غلق الطريق الوطني رقم 12 في وجه حركة المرور طيلة صبيحة أمس، وذلك في شطره الرّابط بين تيزي وزو وبجاية مرورا بعزازفة· المواطنون طالبوا من خلال هذه الحركة الاحتجاجية بضرورة استكمال مشروع التهيئة الذي يعرفه الحي، والذي انطلق منذ أربع سنوات دون أن يرى النّور إلى حدّ الساعة، حيث أكّد هؤلاء أن الحي يشهد وضعية متقدّمة من التدهور والاهتراء، الأمر الذي وعدت السلطات المحلّية بحلّه، لكن دون عمل ميداني يذكر، حيث انسحب المقاول المشرف على المشروع دون إنهائه بحجّة أنه لم يتلقّ المبلغ الكامل من طرف السلطات من أجل إتمامه·