بقلم حلمي الاسمر -1- ربما يكون لترامب أكثر من سبب لإعلانه الأحمق باعتبار القدس عاصمة للاحتلال الصهيوني المتوحش كاستعانته برضى اللوبي الصهيوني لإنقاذه من التحقيقات التي تتم معه حول علاقته بالروس ودورهم في إنجاحه في انتخابات الرئاسة هذا سبب وجيه من وجهة نظر شخصية تريد أن تستقر على الكرسي المضطرب تحتها ولكنه في تأثيره الأوسع بمثابة إعلان حرب على نحو ملياريْ مسلم يشكلون تقريبا ثلث سكان الأرض فالقدس التي لعب بها ترامب جمرة تحرق كل من يقترب منها وهي جزء من عقيدة هؤلاء وجزء من صلاتهم وقرآنهم ولئن كانوا اليوم في حالة من الضعف لا تسمح لهم بمسح كل من يقترب من مقدساتهم فالجريمة لا تسقط بالتقادم وهم يورثون الثأر لابنائهم وأحفادهم ترامب لم يسمع بالقول الماثور عن البدوي الذي أخذ ثأره بعد أربعين سنة وقال: استعجلت ولعل لديه من المستشارين ممن يستطيعون ترجمة هذا القول ليدرك إلى أي نفق أسود أدخل بلاده! -2- يقول ريتشارد باركر سفير أمريكا في المغرب ولبنان: لو صافح الزعماء العرب شامير في القدس لن ينسحب من الضفة الغربية برغبته! لا حل إلا بالقوة والقوة اليوم في حالة غياب شبه تام ولكن هذا لا يعني أن الأمة ميتة فقد مرت بها ظروف أكثر صعوبة مما هي عليه الآن ولكنها خرجت من تحت الرماد وحققت ذاتها ولقنت أعداءها درسا لا ينسى! وكل كلام خارج هذا المنطق مضيعة للوقت! -3- ترامب ليس خليفة المسلمين ولا ولي أمرهم اعترف أم لم يعترف اعترافه ليس أكثر من كلمات مكتوبة على ورقة رخيصة هل كُنتُم تنتظرون منه تحرير القدس؟! الغيران على القدس عليه أن يقاطع كل شي أمريكي وهذا هو اضعف الإيمان ولنترك بيانات الشجب والإدانة للجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ان كان لدينا أصلا بقية من حيل لكتابة بيان! اعتراف الكاوبوي الهائج لا قيمة له على الأرض فالقدس محتلة وفلسطين كلها ما يؤلم أنه لم ير أمامه أقل بقليل من ملياري مسلم يقدسون المدينة ويعلمون انها مسرى نبيهم الى السماء وأنها أقدس بقاع الأرض بعد مكةوالمدينة! -4- المشهد الأكثر إيلاما من كل شيء رؤية البعض من مدعي العروبة والإسلام وهم يدافعون عن القرار وينتصرون للعدو بكلام عربي مبين هؤلاء فقدوا كل شعور بإنسانيتهم وتحولوا إلى مخلوقات وضيعة تداس بالأحذية دون أن يشعر من يدوسها بوجودها أصلا وما يؤلم انهم يبدون على هيئة بشر ويستخدمون لغة القرآن الكريم الشريفة لبث روثهم البغيض! -5- مرة أخرى يعيد ثور هائج تعريف الحرب بين الشرق والغرب إنها باختصار مواجهة بين حضارتين الأولى أخرجت أفضل ما لديها للعالم واحتضنت اليهود على مدار قرون والثانية احتقرتهم وحشرتهم في غيتوات وأبادت منهم ما استطاعت أن تبيد وتلك مفارقة سيعلمها من يحتل القدس ولو بعد حين... ولات حين مندم فما يفعله المحتل المجرم يسجل في العقل الجمعي الشعبي وسيحاسب على كل قطرة دم أريقت وعلى كل دمعة ذرفتها أم على ابنها الشهيد أو المعتقل!