شهدت عملية بيع تذاكر المباراة الهامّة التي ستجمع يوم الأحد القادم بين منتخبنا الوطني لكرة القدم وشقيقه المغربي صبيحة أمس الأربعاء بعنابة أحداثا مؤسفة، بعد أن عمّت الفوضى بين الأنصار وقام منحرفون بتنفيذ اعتداءات غير مقبولة على أنصار قطعوا مئات الكيلومترات لحضور عرس الأحد، واختلط الحابل بالنّابل وسعى كثيرون إلى شراء أكثر من تذكرة، وهو ما أدّى إلى نشوب شجارات خلّفت سقوط عدد من الجرحى، إصابات بعضهم خطيرة· ومن الواجب تمنّي الشفاء لجميع الجرحى، ومن الواجب أيضا تنبيه جميع المناصرين الأوفياء للمنتخب الوطني، ممثل كلّ الجزائريين وصانع فرحتهم، إلى ضرورة التحلّي بالحدّ الأدنى على الأقل، من الرزانة والتعقّل لتفادي حصول انزلاقات غير محمودة العواقب· وطبعا الانزلاقات التي ينبغي التحذير منها تهدّد العرس الكروي المغاربي بكامله، ذلك أن المباراة الهامّة التي ستُلعب على أرضية ملعب 19 ماي بعنابة خلال تسعين دقيقة سهرة الأحد ينبغي أن تبقى بعيدة عن كلّ التوترات الهامشية والانحرافات والاعتداءات، خصوصا أن الجزائر ستستقبل بالمناسبة آلاف الأشقّاء المغاربة الذين سيأتون لمناصرة منتخبهم وهو حقّهم وواجبهم أيضا ولا أحد يريد أو يتمنّى أن تتحوّل المباراة وهي عرس كروي عن مسارها ويختفي الطابع الودّي الذي شهدته كل مباريات "الخضر" و"أسود الأطلس" سابقا رغم أن بعض تلك المباريات كانت مصيرية· اللاّعبون الممثّلون لكلّ منتخب "سيتقاتلون" داخل أرضية الميدان لتشريف ألوان بلدهم، أمّا خارج البساط الأخضر فينبغي أن تسود المحبّة وتنتصر الرّوح الرياضية وتسود الأخوة· ومن أجل ذلك كلّه نتمنّى ألاّ تؤثّر "فتنة التذاكر" على تركيز اللاّعبين والأنصار في وقت واحد، وأن يقف الجزائريون جميعا وراء منتخب صنع أفراحهم عدّة مرّات من أجل صنع فرحة جديدة، مع تقديم صورة حضارية راقية للعالم بأسره والمساهمة كلّ على مستواه في إنجاح عرس عنابة المغاربي الكبير·