* دعوة لإقامة صلاة الغائب عبر مساجد الوطن استنكرت مجموعة من العلماء الجزائريين القصف الصهيوني الذي طال أسطول الحرية فجر أمس والحامل للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة مما أسفر عنه سقوط العديد من الجرحى والقتلى في صفوف المتضامنين الذين وصفتهم المجموعة بثلة من خيرة الأمة دينا وخلقا وعلما وعملا، ممن باع الدنيا فاشترى الآخرة، وطلّق الملذات فآثر الباقيات الصالحات في الوقت الذي تم احتجاز فيه الأسطول لدى القوات الصهيونية وهي الحادثة التي أدت بجمعية العلماء تنظيم حملة توقيعات مفتوحة لفائدة كل العلماء والمواطنين ولكل إنسان غيور. وأكد بيان حمل توقيع عدد من العلماء، تحصلت »أخبار اليوم« على نسخة منه، »الوجوب على كل مسلم عاقل، مدرك للأمور، عارف بأحوال العصر، وجوبا عينيا لا كفائيا، أن يعتقد نصرة المسلمين، وجهاد الظالمين، وأن ينصر إخوانه في غزة وفلسطين، وكذا المعتدى عليهم في »قافلة الحرية«، سواء أكانوا مسلمين أم غير مسلمين«. واستدل البيان ذلك بتضافر النصوص القطعية من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة، على هذا الحكم، من مثل قوله تعالى: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهُم أولياء بعض) ، (وإن استنصروكم في الدّين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)، (وإذا قيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا، قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم، هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان). وقال عليه السلام: »ما من مسلم يخذل امرأً مسلماً في موضع تنُتهك فيه حرمته، ويُنتقص فيه عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئٍ ينصر مسلماً في موطن يُنتقص فيه من عرضه، وتُنتهك فيه حرمته، إلا نصره الله في موطن يحب فيه نصرته«، وقال عليه السلام: »انصر أخاك ظالما أو مظلوما«، وقال: »من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم«. ولقد قرر العلماء: ولو أمرا دنيويا«. وعليه؛ فالحكم العقدي الفقهي على الجهاد في مثل هذه الحال، مما لا يجوز الاختلاف فيه، ولا المباحثة في جزئياته وتفاصيله، لاعتبارات سياسية أو مصلحية... والمقرّر شرعا أنّ الحق قديم، وأنّ الحق واحد، لا يتبدل ولا يتغير بتبدُّل الظروف وتغير الأحوال. وذكر بيان مجموعة العلماء أنه لا يجوز لمسلم الاقتصار على مجرد التألم والتكلم، ولا التعفف والتأفف، بل الواجب على كل مسلم أن ينتقل إلى طور »النصرة العملية الحقة« إلا بالتركيز على الضوابط المتينة أهمها أن تكون النصرة لوجه الله تعالى، وفي سبيله، لا لدنيا يصيبها، أو منصب يرنو إليه، أو شهرة يبتغيها وعلى أن لا يضُر ذلك بوحدة المسلمين، ولا بمصلحة الأمة والوطن، وأن يجاهد بما استطاع إلى ذلك سبيلا، وأقرب أنواع الاستطاعة اليوم هو الإنفاق بالمال والوقت والجهد، لفك الحصار، ورفع الظلم، وتحقيق العزة للمسلمين والعدالة للبشرية جمعاء، كما ركزت على أنّ كل من هو أهل للفتوى يجب عليه إعلان فتواه صراحة، ومن تقاعس تقاعس في النار، فإن لم ينفع الفقه في مثل هذه الظروف التي أُزهقت فيها أرواح واستبيحت حرمات، ففيم ينفع إذن؟ فعلى العالِم والمعلم، والإعلامي والسياسي- يضيف البيان وكلَّ من له صوت يُسمع، يحرم عليه الصمت أو الحياد، أو التبجُّح بما لا ينفع ولا يضر، ولا يقدم ولا يؤخر. وأن تُعتقد البراءة من كل من ساهم في حصار الأبرياء المسلمين في غزة وغيرها، وأن لا يُتعامل مع هؤلاء ولا يُوالون، ذلك أنهم ممن قال فيهم جل من قائل: (ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم)، وأمرنا بقوله: (إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم)، وهؤلاء ممن قاتلنا في الدين، وأخرجنا من ديارنا، وظاهر على إخراجنا. ولا يغرنكم أنهم منسوبون إلى الإسلام أو العروبة أو غيرها. كما حيّت الجمعية بالمناسبة الجزائر دولة وشعبا، لإقدامها على إرسال سفينة، وتجنيد مجاهدين؛ ضاربة بذلك أروع مثل في النصرة والتمكين. وينبغي أن نتخذ هذه المبادرة فرصة لتوحيد الصف ورأب الصدع، ومعرفة العدو، والحذر من كل ما يُودي بوطننا إلى المهالك، وسائرِ بلاد المسلمين. كما ترحمت الجمعية على الشهداء في غزة وفلسطين، وعلى الشهداء في قافلة الحرية المجاهدين، ودعت إلى صلاة الغائب في كامل مساجد الوطن، وإلى الدعاء عن ظهر الغيب لهم بالرحمة والقبول، وبأجر الشهادة وفضلها، قال تعالى: (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون، فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون). والجدير للذكر فإن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين قد فتحت حملة توقيعات على بيانها الصادر أمس والممضي من طرف عدد من كبار علماء الجزائر في انتظار توقيعات أخرى من طرف كامل العلماء والمواطنين وكل شخص غيور.