القدس في قلب المعركة ** مرت القضية الفلسطينية خلال العام 2017 بسلسلة من التقلبات السياسية والاقتصادية كان من أبرزها حضور مدينة القدس وبقوة في أحداث هذا العام بالإضافة لإطلاق حماس لوثيقتها السياسية التي أعلنت من خلالها عن ميلاد قيادة جديدة للحركة برئاسة إسماعيل هنية كما شهد هذا العام تصاعد الانتهاكات الصهيونية خاصة في القدس فمن جهة اقتحام الأقصى ومحاولة السيطرة عليه ومن جهة أخرى محاولة الاستيلاء على القدس فكان الرد قويا من أبطال فلسطين ! في8 من جانفي نفذ الشهيد فادي القنبر عملية استشهادية باستخدام شاحنة في جبل المكبر في القدس أسفرت عن مقتل أربعة جنود من جيش الاحتلال وإصابة 15 أخرين. وفي 12 من الشهر ذاته اختتمت اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني اجتماعاتها في بيروت بحضور كلّ ّمن حركتي حماس والجهاد للمرة الأولى وأوصت اللجنة في بيانها الختامي بعقد دورة المجلس الوطني وفقا لإعلان القاهرة 2005 واتفاق المصالحة 2011. في قرار مفاجئ صادقت حكومة الوفاق الوطني في 28 من فيفري على إجراء الانتخابات المحلية مع إستثناء قطاع غزةوالقدس الأمر الذي رفضته حركة حماس وعدّته تعزيزا للانقسام. انتخابات حماس كان الحدث الأبرز في هذا العام إعلان حركة حماس في 13 من فيفري انتخاب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في غزة وتعيين خليل الحية نائبا له. في أول اختبار لقيادة حماس الجديدة أقدم مجهولون على اغتيال القائد في كتائب القسام الأسير المحرر ضمن صفقة وفاء الأحرار مازن فقهاء في 24 من مارس أمام منزله وسط مدينة غزة في عملية اتهمت فيها حركة حماس دولة الاحتلال بالوقوف خلف جريمة الاغتيال. العقوبات ضد غزة مع حلول شهر افريل بدأ مسلسل العقوبات الاقتصادية التي فرضتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة بحجة الأزمة المالية التي تعصف بها وتمثلت الإجراءات باقتطاع ما نسبته 30 في المئة من رواتب موظفي السلطة في غزة تمهيدا لإحالتهم للتقاعد وفرض ضريبة البلو على الوقود المخصص لتشغيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة ووقف العمل بكل الإعفاءات الضريبية على السلع الواردة لغزة. إضراب الكرامة شهد يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق 17 من افريل من كل عام أكبر موجة إضراب عن الطعام نفذها الأسرى الفلسطينيون داخل السجون وشارك بها ما يزيد على 1600 أسير فلسطيني بقيادة الأسير مروان البرغوثي واستمر لأكثر من 41 يوما وفي 27 من مايأعلن المضربون وقف الإضراب بعد استجابة مصلحة السجون لمطالبهم الإنسانية. وثيقة حماس أطلقت حركة حماس في الأول من ماي وثيقتها السياسية الجديدة من الدوحة نقلها رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل تضمت أكثر من 42 بندا و12 محورا ليعلن مشعل بعد خمسة أيام من إعلان الوثيقة انتخاب الحركة لإسماعيل هنية رئيسا جديدا للمكتب السياسي لحماس. بعد 45 يوما على جريمة اغتيال مازن فقهاء أعلنت حركة حماس إلقاء القبض على ثلاثة متهمين ممن تورطوا في العملية في ضربة أمنية وجهتها الحركة للمخابرات . معركة البوابات الإلكترونية كانت مدينة القدس الحدث الأبرز في هذا العام حين أعلن المقدسيون البدء في معركة البوابات الإلكترونية ضد قرار السلطات الاحتلال إغلاق المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة في 14 من جويلية في سابقة هي الأولى منذ العام 1967 وبعد احتجاجات استمرت لأكثر من عشرة أيام تراجعت سلطات الاحتلال عن قرارها بتركيب البوابات الإلكترونية في القدس. المصالحة الفلسطينية أعلنت حركة حماس في17 من سبتمبر حل اللجنة الإدارية في قطاع غزة التي شكلتها لإدارة شؤون القطاع استجابة لطلب السلطة الفلسطينية بضرورة حل اللجنة الإدارية قبل المضي في اتفاق المصالحة تحت رعاية مصرية. بناء على حل اللجنة الإدارية وقعت حركتي حماس وفتح اتفاق المصالحة الفلسطينية في القاهرة في ال12من سبتمبر بحضور اللواء خالد فوزي مدير المخابرات المصرية ونص الاتفاق على تمكين حكومة الوفاق من أداء عملها في قطاع غزة. القدس في 6 من ديسمبر أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في خطاب من البيت الأبيض الاعتراف بالقدسالمحتلة عاصمة للاحتلال القرار أثار موجة غضب اجتاحت الدول العربية وفلسطينيين الأمر الذي أدى لارتقاء شهداء خلال المواجهات مع الاحتلال بعد القرار. صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة 21 ديسمبر بأغلبية 128 صوتا لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به تركيا بعدم تغيير طابع مدينة القدس أو مركزها أو تركيبتها الديموغرافية وهو ما عدّ صفعة في وجه الإدارة الأمريكية. الاستيطان يواصل الزحف شهد عام 2017 تطورات خطيرة على صعيد الاستيطان وكان أخطرها هو القوانين التي تم طرحها وإقرارها في الكنيست وأهمها قانونا التسوية و القدس الكبرى زحف أدى لسحب البساط من تحت أي دولة فلسطينية قد يحلم بها الفلسطينيون وهم من أصبحوا يعيشون بمناطق منفصلة عن بعضها البعض بفعل التوسع الاستيطاني ما أدى لعدم وجود شبكة طرق متواصلة بين مدن الضفة. **مليون وحدة سكنية ولعل أخطر المخططات الاستيطانية المعلنة في عام 2017 ما كشف عنه وزير الإسكان والبناء الإسرائيلي يوآف غالانت حول عزم حكومته بناء مليون وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية خلال ال20 عاما المقبلة 20 إلى 30 منها ستقام بمدينة القدسالمحتلة. وقال الوزير غالانت في تصريحات للقناة الإسرائيلية العاشرة (غير حكومية) الأحد الماضي إن الحكومة ستبنى نحو 300 ألف وحدة سكنية في القدس ضمن ما يعرف بمشروع القدس الكبرى . و القدس الكبرى مشروع يهدف إلى ضم مستوطنة معاليه أدوميم الواقعة شرق مدينة القدس وإحدى أكبر مستوطنات الضفة إلى المدينة والاستيلاء على 12 ألف دونم (دونم يعادل ألف متر مربع) تمتد من أراضي القدس الشرقية حتى البحر الميت (شرق) كجزء من مشروع لفصل جنوب الضفة عن وسطها. وذكرت القناة العاشرة أن تلك الوحدات ستبنى على مساحات كبيرة جدا دون أن تحدد المناطق التي سيتم تضمينها لنطاق بلدية القدس. بدورها قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية إن الخطة الاستيطانية المذكورة تعد تطبيقاً لإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن القدس عاصمة للاحتلال.