قالت شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) في اليابان أمس الأحد إنها اكتشفت معدلات عالية للغاية من الإشعاع في المياه التي تتسرب من محطة فوكوشيما داييتشي النووية المعطوبة، مما أرغمها على إجلاء العمال منها. وقال ناطق باسم الشركة، التي تدير المحطة، إن مستوى الإشعاع الذي اكتُشف في المياه المتسربة أعلى بعشرة ملايين ضعف من المعدل العادي في المياه بداخل المفاعل، مما يوحي بتلف قضبان الوقود فيه. ولا تزال أعمدة الدخان الأبيض ترتفع من مفاعلات المحطة، وقد أقر كبير المتحدثين باسم الحكومة يوكيو إيدانو بأن العمل بالموقع يمضي ببطء محبط وفق تعبيره. وانشغل مهندسون يابانيون بضخ مياه مشعة من المحطة المعطوبة منذ الزلزال الذي ضرب شمال شرق اليابان وما أعقبه من موجات المد البحري (تسونامي) في 11 مارس الجاري. تأتي هذه التطورات في وقت حذرت فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية من أن المعركة لجعل الأمور تستقر في المحطة المعطوبة لا تزال أبعد ما تكون من نهايتها، كما واصلت مستويات الإشعاع في مياه البحر قبالة المنشأة النووية ارتفاعها. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية في عددها اليوم عن المدير العام للوكالة الذرية يوكيا أمانو القول إن اليابان ليست واثقة بعد من كون قلوب المفاعل والوقود المستنفد تغمرها مياه كافية لتبريدها. من جانب آخر، ذكرت وكالة أسوشيتدبرس للأنباء أن ذرات صغيرة من الإشعاع المتسرب من المحطة النووية المعطوبة في اليابان وصلت إلى مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الأميركية، لكن علماء قالوا إنها لا تشكل خطرا صحيا. ونسبت الوكالة لتيد هارتويل –مدير برنامج الرصد البيئي بمعهد بحوث الصحراء- تأكيده أن جسيمات دقيقة للغاية من نظائر مادتي اليود-131 وزينون-133 الغازية المشعة رُصدت بالقرب من متحف المدينة للتجارب النووية هذا الأسبوع. وقال هارتويل إنه على يقين من أن تلك النظائر المشعة جاءت من اليابان، لأنها لم تُرصد من قبل في ولاية نيفادا. لكنه استدرك قائلا إن القراءات التي تم تسجيلها أقل بكثير من المستويات التي لا تشكل أي خطر على الصحة. وأفاد تقرير إخباري آخر أن أحد علماء الزلازل قال إنه حذر قبل عامين من أن موجات تسونامي هائلة قد تضرب محطة للطاقة النووية في شمال شرق اليابان، إلا أن شركة طوكيو للطاقة الكهربائية (تيبكو) المسؤولة عن تشغيل المحطة المنكوبة حاليا تجاهلت هذا التحذير. ونقلت وكالة أنباء كيودو اليابانية نقلا عن يوكينوبو أوكامورا قوله إن شركة تيبكو المسؤولة عن تشغيل محطة فوكوشيما 1 التي تضررت من زلزال 11 مارس وتسونامي، أصرت على سلامة التصميم المقاوم للزلزال ورفضت البحث في افتراض حدوث ضرر جراء وقوع زلزال.