اكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس ان مواد مشعة انبعثت مباشرة في الجو اثر الحريق الذي اندلع في المفاعل 4 في محطة فوكوشيما داي ايتشي النووية لتوليد الطاقة الكهربائية الواقعة شمالي اليابان، والتي تضررت بالزلزال الذي اصاب المنطقة يوم الجمعة الماضي وامواج التسونامي التي تبعته. وقالت الوكالة ان حوض الوقود النووي المستنفذ المتضرر في المفاعل النووي 4 من محطة فوكوشيما دايشي يحترق والاشعاعات تنبعث مباشرة الى الجو. لكن الناطق باسم الحكومة اليابانية اعلن فيما بعد في لقاء مع الصحافيين ان مستوى الاشعاعات تراجع في المحطة. وذكرت وكالة الانباء اليابانية جيجي ان الحريق في المفاعل 4 اطفىء على ما يبدو. وقالت ان الحريق الذي وقع في الطابق الرابع من المفاعل 4 اخمد على ما يبدو. الا ان شركة طوكيو الكتريك باور المشرفة على المحطة قالت ان الحرارة في حوض يحوي وقودا مستنفذا قد تكون في ارتفاع مطرد، وان مستوى المياه فيه ربما يتراجع بشكل خطير. وابلغت السلطات اليابانية الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان حريقا وقع في المفاعل 2 من المحطة نفسها، وقد يكون نجم عن الهيدروجين. وتابعت ان معدلات الاشعاعات التي سجلت في المكان بلغت 400 ميليسيفرت في الساعة. وتشير ملاحظات الاطباء الى ان جرعات تبدأ من مئة سيليفترت في الجسم البشري تزيد من الاصابات بمرض السرطان. وكان رئيس الحكومة اليابانية ناوتو قد اعلن في وقت مبكر من يوم أمس بعد اندلاع الحريق في المفاعل الرابع ان نسبة الاشعاع قد ارتفعت بشكل ملحوظ. وحث ناوتو سكان المنطقة المجاورة للمحطة وحتى مسافة 30 كيلومترا منها بالتزام بيوتهم. وقالت السفارة الفرنسية في اليابان يوم أمس إن الرياح التي تحمل مستويات متدنية من الاشعاعات النووية من محطة فوكوشيما قد تصل الى العاصمة طوكيو في غضون ساعات، وحثت السفارة الرعايا الفرنسيين على البقاء في منازلهم واغلاق النوافذ. وتعطلت الطرق والسكك الحديدية والكهرباء والموانئ في معظم أنحاء شمال شرق اليابان وقفزت تقديرات الخسائر الى نحو 170 مليار دولار وقال محللون ان الاقتصاد قد ينزلق الى الركود من جديد. وأغلقت الاسهم اليابانية على انخفاض باكثر من ستة في المئة في اكبر هبوط منذ الازمة المالية العالمية عام 2008 . ومشط عمال الانقاذ المنطقة التي اجتاحتها أمواج المد الى الشمال من طوكيو بحثا عن ناجين وكافحوا للاعتناء بالملايين الذين انقطع عنهم التيار الكهربائي والمياه فيما وصفها رئيس الوزراء ناوتو كان بأنها أسوأ أزمة تمر بها البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وقال مسؤولون ان عشرة الاف شخص قتلوا على الارجح في الزلزال الذي بلغت قوته 8.9 درجة وأمواج المد التي تبعته وذكرت وكالة كيودو للانباء يوم الاثنين أنه تم العثور على الفي جثة في بلدتين ساحليتين فقط. وذكرت وكالة كيودو للانباء أنه تم اجلاء 80 الف شخص من المنطقة لينضموا الى اكثر من 450 ألفا اخرين أجلوا من المناطق التي تضررت من الزلزال وامواج المد بشمال شرق البلاد. ومن جهتها قالت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية (إن.إتش.كيه) إن زلزالا بلغت قوته ست درجات هز شرق اليابان أمس في إحدى أعنف الهزات الارتدادية التي تضرب البلاد منذ الزلزال المدمر يوم الجمعة وأمواج المد العاتية التي تلته. وكان الزلزال وأمواج المد يوم الجمعة أسفرا عن سقوط عشرة آلاف قتيل على الأقل. وشعرت طوكيو بالهزة الارتدادية اليوم حيث اهتزت مباني العاصمة. وتبعا للموضوع الكارثة النووية اعلن رئيس هيئة السلامة النووية الفرنسية اندريه كلود لاكوست أمس ان الحادث النووي في محطة فوكوشيما في اليابان بلغ 6 درجات من الخطورة على المقياس العالمي للحوادث النووية والاشعاعية المؤلف من سبع درجات. وقال لاكوست خلال مؤتمر صحافي ان الظاهرة اتخذت حجما مختلفا تماما عما كانت عليه امس (الاثنين). من الواضح اننا بالمستوى 6. وتستند الهيئة في تقييمها بصورة خاصة على موقع المفاعل الثاني في محطة فوكوشيما واوضح لاكوست ان حجرة احتواء المفاعل الثاني لم يعد عازلا. وحجرة الاحتواء التي تحيط بقلب المفاعل تهدف الى حمايته وعزله عن محيطه تجنبا لاي تلوث اشعاعي. ومن جهتها لم ترفع وكالة السلامة النووية اليابانية تصنيف الحادث ولا تزال تقدره بالمستوى 6، على ما اعلن احد مسؤوليها لوكالة فرانس برس الثلاثاء. وافادت هيئة السلامة النووية ان انفجارين متتاليين في الساعة 6,10 و10,00 (بالتوقيت المحلي) اديا على الارجح الى اتلاف حجرة الاحتواء ما تسبب بالتزايد الكبير في الانبعاثات الاشعاعية التي تم رصدها. وقال لاكوست من الواضح اننا امام نسب مرتفعة للغاية من المواد الاشعاعية في المحيط المباشر للمحطة. واوضحت الهيئة في بيان ان المعدلات التي يتم رصدها في الموقع تشير بصورة خاصة الى نسب مرتفعة مع تسجيل حدود قصوى على مقربة من المفاعلين الثاني والثالث. وشددت الهيئة على ان المفاعل الثاني بات محور المخاوف الكبرى وكان توقف تلقائيا عند وقوع الزلزال غير انه لم يتم تبريده لعدة ساعات. وكانت الجهود تتركز حتى الان على المفاعلين الاول والثالث وقد اصيبا بحوادث متتالية اعقبت الزلزال. وكانت وزيرة البيئة الفرنسية ناتالي كوسيوسكو ماريزيه حذرت قبل الظهر من اننا نتجه الى كارثة نووية في اليابان مشيرة الى مخاطر بطلان احتواء المفاعل الثاني في محطة فوكوشيما. واضافت هذا ما تؤكده نسب اشعاعات عالية جدا تم قياسها.