* احتجاجات غائبة وكلّ الظروف مهيّأة لتحقيق نسبة نجاح عالية م· راضية تفتح جميع المدارس والمؤسسات التربوية اليوم، أبوابها من جديد لتلامذتها بعد خمسة عشر يوما من الرّاحة والتنزّه قضاها هؤلاء خلال عطلتهم الربيعية التي تعدّ الأخيرة خلال الموسم الدراسي الحالي تحضيرا للفصل الثالث الذي يختتم بامتحانات مصيرية آخر السنة، وهو ما يدركه جيّدا المرشّحون لاجتياز البكالوريا الذين بدأوا الاستعداد ل "باك 2011" من خلال مراجعة الدروس تحضيرا للامتحان المصيري الذي بدأ عدّه التنازلي على أمل من هؤلاء أن يكون في متناول المجتهدين طوال السنة، خاصّة وأن الموسم لم يسجّل أيّ احتجاجات تذكر من طرف الأساتذة على عكس السنة الماضية. شهران فقط يفصلاننا عن الموعد الحاسم لتلاميذ الأقسام النّهائية الذين يتأهّبون اليوم للدخول إلى مقاعد الدراسة المصادفة للعودة من العطلة الربيعية، إلى التركيز أكثر على مراجعة الدروس، خاصّة مع إمكانية تحديد عتبة الدروس حسب ما يدور من أقاويل لدى التلاميذ في انتظار ما ستفرج عنه اللّجان في النّدوة الوطنية لمديري التربية منتصف ماي المقبل بخصوص هذا الإطار، في الوقت الذي تجتمع فيه كافّة الآراء حول بوادر موسم دراسي أحسن من السنة المنصرمة بالنّظر إلى غياب الاحتجاجات المسيّرة من طرف الأساتذة مثلما شهده القطاع الموسم الماضي· ** تلاميذ الأقسام النّهائية يستعدّون أكّد جلّ من تحدّثت إليهم "أخبار اليوم" من تلاميذ القسم النّهائي أن تحضيراتهم للبكالوريا انطلقت قبل الموعد بأكثر من شهور، في حين أجبر البعض الآخر على مسايرة الدروس ومراجعتها منذ بداية الموسم بالنّظر إلى حجمها وكثافتها، متسائلين في الوقت ذاته إن كان ما يشاع من أقاويل حول تحديد عتبة الدروس وحذف الفصل الثالث من مقرّر أسئلة البكالوريا وارد هذه السنة، وأشار بعضهم إلى أنهم يجتمعون بعد انتهاء فترة التدريس بقاعات أحيانا داخل مؤسساتهم التعليمية أو حتى بأقبية العمارات من أجل حلّ التمارينات والمراجعة الجماعية· وفي هذا الصدد أشارت تلميذة إلى أنها لم تتمتّع بعطلتها الربيعية رغم حاجتها الماسّة إلى الرّاحة واللّهو إلاّ أنها فضّلت مراجعة دروسها، خاصّة مع استمرار عدم ظهور أيّ تصريحات جديدة تشير إلى تحديد عتبة الدروس التي ستدرج ضمن أسئلة الامتحان المصيري الذي حدّد له تاريخ 11 جوان لإجرائه· ** 10 أفريل آخر أجل لتصحيح الأخطاء وجّه الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات مراسلة إلى مديريات التربية يعلم فيها كافّة المترشّحين الأحرار لامتحان شهادة البكالوريا دورة جوان 2011، بأنه سيتمّ غلق الموقع الإلكتروني الخاصّ بالتسجيلات بعد 10 أيّام، وذلك حتى يتمكّن المترشّحون الأحرار من التأكّد من المعلومات التي قد ترد في استدعاءاتهم تفاديا لوقوع أيّ أخطاء بها من خلال استمارة البيانات التي تمّ ملءها عن طريق الموقع الإلكتروني الخاص· في نفس السياق أعلم الديوان المترشّحين الذين اكتشفوا وجود أخطاء في المعلومات الواردة في استمارة البيانات الخاصّة بهم توجيه مراسلة عن طريق مديرية التربية إلى فروع الديوان التابعة لولايتهم مع ذكر التصحيحات الضرورية بها، لإعادة تصحيحها قبل 10 أفريل الجاري، وحمل الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات المترشّحين الأحرار مسؤولية وقوع أيّ أخطاء قد يرد في الاستدعاءات التي من المقرّر استلامها منتصف أفريل المقبل، أي بعد 10 أيّام من إعادة غلق الموقع الإلكتروني الخاصّ بالتسجيل· وكان الديوان الوطني للامتحانات والمسابقات، قرّر نهاية شهر مارس المنصرم إعادة فتح الموقع الإلكتروني الخاصّ بالمترشّحين الأحرار لمدّة 20 يوما ابتداء من 20 مارس إلى غاية 10 أفريل الجاري، وذلك من خلال توجيه مراسلة عن طريق مديرية التربية إلى فروع الديوان التابعة لولايتهم، ومن المقرّر إعادة فتح الموقع الإلكتروني في ال 15 من شهر أفريل الجاري لسحب الاستدعاءات لاجتياز شهادة البكالوريا المزمع إجراؤها في جوان المقبل· ** الوزارة تعتمد "تسقيف الدروس" قرّرت وزارة التربية الوطنية العودة إلى مبدأ العتبة في تحديد دروس شهادة البكالوريا التي ستجري ابتداء من 11 جوان، بعدما طمأنت المترشّحين بأنهم لن يمتحنوا إلاّ في الدروس التي قدّمت فعليا في القسم، وهو ما سيتحدّد منتصف شهر ماي المقبل خلال النّدوة الوطنية للّجان الولائية، على أن يجري الامتحان بنفس الإجراءات المعتمدة العام الماضي، أبرزها عدم تطبيق الوضعية الإدماجية حسب المراسلة رقم 28 التي أرسلت إلى مختلف مديريات التربية عبر القطر الوطني، بالإضافة إلى اعتماد موضوعين اثنين للاختبار الواحد لكافّة الشعب وكافّة المواد، زيادة على إضافة 30 دقيقة للتوقيت المخصّص لكلّ اختبار· يأتي هذا القرار حسب المتتبّعين للقطاع بعد الاحتجاجات المتتالية لتلاميذ الأقسام النّهائية عبر مختلف ولايات الوطن خلال الفصل الثاني من الدراسة، تنديدا منهم بالبرنامج المكثّف الذي لم يتمكّن هؤلاء من استساغته، خاصّة منهم شعبة العلوم الطبيعية والحياة وشعبة الرياضيات الذين أكّدوا في تصريح ل "أخبار اليوم" أن الدروس المبرمجة لهم خاصّة منهم الأقسام النّهائية يستحيل فهمها واستيعابها بالكامل نتيجة كثافتها وصعوبتها وعمل بعض الأساتذة على حشوها حتى يتمكّنوا من الانتهاء من كافّة المقرّر، مشيرين إلى أن نتائج الفصل الأوّل التي وصفوها بالكارثية أرغمتهم على المطالبة بتغيير ما يمكن تغييره من طرف الوزارة الوصية أو حذف بعض المقرّرات التي من شأنها إعادة الطمأنينة للتلاميذ الذين كانوا قد اتّفقوا على الاحتجاج والخروج في مسيرة سلمية خلال الفصل الثاني من أجل الاستنجاد ولفت انتباه وزارة التربية إلى مدى الصعوبات التي تلقّوها في تحصيلهم الدراسي بسبب كثافة البرامج الدراسية التي لا تتوافق والحجم الساعي لهم وصعوبتها في بعض الأحيان أدّت إلى عدم استيعابها من طرف نسبة كبيرة منهم· وعلى صعيد آخر، فإن المجلس الوطني المستقلّ لأساتذة التعليم الثانوي والتقني كان قد أكّد آنذاك أن الإضراب الذي شنّه التلاميذ المقبّلون على شهادة البكالوريا جاء من تحوّل عتبة الدروس من حلّ مؤقّت إلى حلّ دائم، كما أن رغبة التلاميذ في تغيير تاريخ توقيف الدروس من 25 إلى 5 ماي من أجل تخفيف عدد الدروس الممتحن فيها من بين أهمّ المطالب التي ردّدها هؤلاء المضربون، وهو الأمر الذي يدعو إلى ضرورة التدخّل لإيجاد حلول سريعة وملائمة يمكن أن توصل إلى بلورة نقاش جادّ بمشاركة كلّ الفاعلين في القطاع·