أعلن مصدر مقرب من رئيس ساحل العاج المنتخب الحسن وتارا أن الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو يتفاوض من أجل الاستسلام، فيما تدفقت القوات الموالية لوتارا إلى أبيدجان العاصمة الاقتصادية للبلد فيما وصف بهجوم نهائي لحسم الأمور. ولم يدل السفير المعين لدى فرنسا علي كوليبالي بأي تفاصيل عن المفاوضات، ولا عن المصدر الذي استقى منه معلوماته. يأتي هذا التطور بعد يوم من هجمات نفذتها مروحيات فرنسية وأخرى تابعة للأمم المتحدة على مقر إقامة غباغبو وقواعده العسكرية وأهداف أخرى تابعة له في أبيدجان. وسمعت أصوات انفجارات وإطلاق نيران من اتجاه القصر الرئاسي والإذاعة الحكومية وجسر من جسرين يربطان المدينة المطلة على بحيرة بالمطار، وهي آخر المعاقل الإستراتيجية التي يسيطر عليها غباغبو. وقال شهود إن مروحيات بقيادة بعثة الأممالمتحدة أطلقت صواريخها على قواعد غباغبو العسكرية بالقرب من مقر إقامته الرسمي، مما أدى إلى انفجارات ضخمة هزت المنازل المجاورة وحطمت زجاج النوافذ. وقالت فرنسا إن جيشها الذي يدعم القوات الأممية يستهدف مخزونات الأسلحة الثقيلة لغباغبو والعربات المدرعة المزودة بمدافع ثقيلة وقاذفات الصواريخ. وكان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قد صرح في وقت سابق بأنه أجاز للجيش الفرنسي –بناء على طلب من الأمين العام للأمم المتحدة- أن ينضم إلى عمليات الأممالمتحدة ضد قوات غباغبو بهدف "تحييد" الأسلحة الثقيلة الخاصة بتلك القوات. وفي وقت لاحق قال متحدث باسم حكومة وتارا إن قوات موالية للرئيس المنتخب استولت على مقر إقامة غباغبو بحي كوكودي، لكن لم يتسن تأكيد المعلومات بشكل مستقل ونفى ذلك مصدر عسكري موال لغباغبو. وأكد الناطق باسم رئيس الوزراء في حكومة وتارا، صديقي كانوت، أن القوات الموالية لحكومته سيطرت على مقر غباغبو في كوكودي بشمال المدينة، لكنه قال إنه لا يعرف هل كان الأخير في المقر لحظة الاستيلاء عليه أم لا؟ وكانت عشرات من المركبات التي تحمل قوات مدججة بالسلاح مؤيدة لوتارا قد دخلت أبيدجان ظهر الاثنين من أربعة محاور بهدف الوصول إلى معقل غباغبو، وسُمع دوي إطلاق نار من البنادق الآلية وعدة انفجارات بعد دقائق من دخول هذه القوات. وصرح قائد قوات وتارا قبل الهجوم بأن تطهير المدينة سيستغرق 48 ساعة، مشيرا إلى أن لديه أربعة آلاف رجل بالإضافة إلى خمسة آلاف موجودين فعليا في أبيدجان. في هذه الأثناء قالت فاليري آموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسقة الإغاثة الطارئة إن محققين أممين عثروا على مقبرة جماعية تضم نحو مائتي جثة في بلدة دويكوي غربي ساحل العاج. ومع اتجاه قوات وتارا لكسب الصراع في ساحل العاج، ظهرت تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان خلال الأسبوع بما في ذلك مقتل أكثر من ثمانمائة في بلدة دويكوي في أعمال عنف جرت يوم 29 مارس الماضي، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر. على صعيد آخر قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن اثنين من رعاياها الفرنسيين وعدة أشخاص آخرين خطفوا في أبيدجان الاثنين على أيدي رجال مسلحين، مضيفة أن سفارتها هناك تبذل ما في وسعها للعثور على المخطوفين. وخطف الرجال من فندق في المنطقة التجارية في المدينة حيث تقاتل القوات الموالية لغباغبو القوات الموالية لمنافسه وتارا. وتزامن هذا مع إعلان باريس في وقت سابق أنها بصدد إرسال 150 جنديا إضافيا من الغابون في غربي أفريقيا "للمساعدة في حماية المدنيين في ساحل العاج".