أوضح الاتحاد الأوروبي، أمس، أن محافظ السياسة الأوروبية للجوار في الاتحاد ستيفان فوول، سيقوم بزيارة إلى الجزائر يومي 6 و7 جوان الجاري، حيث يتوقع إبرام اتفاقية مع وزير التعليم العالي لدعم القطاع. وأشار بيان للاتحاد الأوروبي أن ستيفن فوول سيقود وفدا هاما من مديرية العلاقات الخارجية في الهيئة الأوروبية، ورتب للقاء عدد من المسؤولين الجزائريين قبل التوقيع على برنامج توجيهي لسنتي 2011 و2013، ويتضمن دعما »ملموسا« لعدد من المشاريع المشتركة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي في مجال تمويل البرامج ذات الأولوية الوطنية في الجزائر، حيث يُنتظر أن توقع اتفاقية لدعم قطاع التعليم العالي مع وزيري الخارجية مراد مدلسي ووزير التعليم العالي والبحث العلمي رشيد حراوبية. وتأتي زيارة محافظ السياسة الأوروبية للجوار قبل أسبوعين عن انعقاد اجتماع مجلس الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي يوم 15 جوان المقبل، الموعد الذي يراهن عليه الطرف الأوروبي من أجل تجاوز الخلافات مع الجزائر، إثر انتقاد الحكومة مسار الشراكة الذي لم تستفد منه الجزائر، حيث ستباشر الجزائر والاتحاد الأوروبي، مثلما أشرنا إليه في عدد سابق، مفاوضات جديدة على خلفية الخلافات التي نشأت بين الجهتين في خصوص اتفاق الشراكة القائم منذ قرابة ست سنوات. وسيقود المفوض الأوروبي المسؤول عن التوسع والسياسة الأوروبية للجوار ستيفان فول، محادثات مع مسؤولين جزائريين لتجاوز الخلافات وطرح فكرة الانضمام لسياسة الجوار الأوروبية مجددا. وعُلم من مصدر جزائري مسؤول أن المسؤول الأوروبي يحمل دعوة جديدة لضم الجزائر لسياسة الجوار الأوروبية، لكنه أوضح أن الرغبة الأوروبية تقابلها تحفظات جزائرية معروفة تتعلق ب »رفض الوصاية وطلب إصلاحيات داخلية«. ولا ترى الجزائر في سياسة الجوار »أولوية« سيما على أساس الشروط الأوروبية، على حسب قول المصدر. وتعتقد الحكومة الجزائرية أن أطروحات أوروبا في سياق هذا المشروع »تتعدى المعقول«، سيما المطالبة بإصلاحات ذات صلة بحقوق الإنسان والديمقراطية، وبإعادة هيكلة بعض القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية. وستكون هذه الزيارة والتي تأتي عشية الدورة ال 5 لمجلس الشراكة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي المقررة يوم 15 جويلية المقبل بلوكسمبورغ، فرصة »للتحضير أحسن لهذا الموعد الهام. وتُعتبر شهادة عن الاهتمام الذي يوليه الطرفان لتعزيز علاقات التعاون والحوار«. كما أوضح البيان أنه سيتم على هامش الزيارة التوقيع على مذكرة تفاهم متعلقة بالبرمجة المالية 2011-2013 بمبلغ 172 مليون يورو تغطي ستة (6) مشاريع تعاون متعلقة بالتنمية المستدامة والثقافة والتنمية الاقتصادية والشغل. ولكن صلب المحادثات يتجاوز ذلك نحو خلافات تكاد تكون جوهرية بين الطرفين، وتطالب الجزائر في اللقاء المقبل بمراجعة عدة بنود في الاتفاق، في حين يحاول الاتحاد الأوروبي »تقليص الأضرار« بعدما كاد يتوجه إلى حل »التحكيم الدولي«، على حد وصف مصادر تشتغل على متابعة الاتفاق المبرم بين الطرفين قبل أربعة أعوام، حيث أن الاتحاد الأوروبي يعتقد أن الجزائر »لم تحترم« أربعة بنود في الاتفاق على خلفية التعديلات التي أدرجتها الحكومة الجزائرية على قانون الاستثمار وشركات الاستيراد. وتنذر حقيقة المفاوضات الجارية في سرية بين الجزائر والاتحاد الأوروبي، حول إدراج الحكومة تعديلات موسعة في قانون المالية للسنة الجارية بخصوص الاستثمار والاستيراد، بتصدع في العلاقات بين الجانبين بحكم نية معاكسة من الاتحاد للذهاب إلى »تحكيم دولي«. وتقول مصادر تشتغل على متابعة الاتفاق الموقّع بينهما قبل أربعة أعوام (دخل حيز التطبيق في 2 أبريل 2005)، إن الاتحاد »يرى أن الجزائر لم تحترم الاتفاق. وخلّف هذا استياء لدى الاتحاد الأوروبي«. وإن كان موضوع الزيارة يخص التوقيع على الاتفاقيات المذكورة إلا أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي يراهنون على الزيارة من أجل إعادة إثارة ملف سياسة الجوار مع الجزائر في وقت تؤكد الهيئة الأوروبية أن الجزائر ماتزال غير مقتنعة بالسياسة الأوروبية للجوار، وتتفاوض حاليا من موقع قوة مع الاتحاد الأوروبي؛ باعتبارها دولة مصدرة للنفط. وتعثرت المفاوضات بين الجزائر والاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية سياسة الجوار، على خلفية رفض الجزائر التدخل في شؤونها الداخلية، خاصة ما تعلق بدعوة الأوروبيين لها، إلى القيام بإصلاحات داخلية حول حقوق الإنسان والديمقراطية وإعادة هيكلة بعض القطاعات الاقتصادية الاستراتيجية.