ظاهرة التراكم هي من أشهر الظواهر السلبية التي تعرقل نجاح الطالب في مشروعه الدراسي ! ويسطع نحم هذه الظاهرة المتفشية في كل دورة امتحان إذ يتهافت أغلب الطلاب مهرولين إلى المكتبات رغبة في نسخ ركام الدروس لطيلة الفصل الدراسي بل إن من الطلاب من يعمد إلى نسخ كافة دروسه قبل الامتحان بأيام ومنهم من يعمد إلى النسخ ليلة الامتحان نفسها ! طبعًا فهناك من الطلاب من يمتلك طاقة الحفظ المؤقت السريع والذي يتلاشى بعد انتهاء الامتحان على الفور ! ويبقى الطالب كما لو أنه لم يتلق العلم قط! بينما تظهر نتائج الامتحان شاهدة بنجاحه.. ولا يمكن معرفة مدى هشاشة مثل هذا الأساس عند هذا الطالب إلا عند الأمد البعيد أو عند محك تطبيقي في وظيفة معينة ونحو ذلك مما لا يخفى ! وتفاديًا للفشل.. وكذلك للنجاح الفاشل . عليك أخي الطالب أن تتعلم النظام في أسلوب دراستك.. وأن تدرك أن أول نقطة في النظام هو مراجعة الدروس أولاً بأول . تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادًا ومراجعتك للدروس بالتدريج دون السماح بتراكمها له ثمار طيبة وهي : 1- تمكن الطالب من استيعاب دروسه وأداء واجباته . 2- سهولة فهم الدروس لترابطها المتسلسل . 3- تمكن الطالب من كشف اللبس المتوقع والاستفسار عنه في الفصل أو غيره . 4- قدرة الطالب على توسيع مداركه الثقافية . 5- السلامة النفسية للطالب وارتفاع معنوياته عند الامتحان . 6- صلابة التكوين العلمي للطالب وقدرته على الارتقاء بمستواه إلى أعلى المراتب والمناصب أيضًا . 7- امتلاك الطالب لمساحة واسعة من الوقت تمكنه من الراحة والأعمال الأخرى . 8- ابتهاج الأسرة بأسلوب الطالب قبل نجاحه وإعذاره في حالة رسوبه لسبب خارج عن إرادته . وإذا كان الطالب الناجح المتدرج في تناول دروسه ينال تلك النتائج الهامة فإن الطالب الذي يسمح بتراكم الدروس واجتماعها إلى لحظة الامتحان يتأثر بنتائجها السلبية ولا بد.ولو لم يكن منها إلا السهر المؤذي والقلق النفسي وهشاشة التكوين العلمي لكان جديرًا بالطالب تلافيها.. كيف وهي سلوك يحتوي على كل معاني دون الهمة وفقدان الطموح ! أخي الطالب : ولا يفوتك عند العزم على التدرج في مراجعة الدروس أولاً بأول أن تكون متوازنًا في برنامج المراجعة بحيث يعطي الجهد الأكبر للمواد الرئيسية في التخصص الذي أنت بصدد دراسته مع عدم إهمال المواد الثانوية . والطالب الناجح لا يهمل دروسه مهما كانت طبيعتها لكنه يوازن جهده ووقته بحسب نقطتين اثنتين : الأولى : قيمة المادة التي يدرسها بالنسبة لباقي المواد . والثانية : مدى قوته أو ضعفه في المواد . فلو كان مثلا تخصصه في العلوم الرياضية فلا بد أن يعطي الجهد والأولوية لمادة الرياضيات ولكن إذا كان نجاحه متوقفًا على إتقانه للغة الإنجليزية وهي مادة ثانوية في تخصصه وهو في الوقت نفسه يشكو من ضعف حاد فيها فلا بد أن يعطي أيضًا مزيدًا من الاهتمام لدراسة اللغة الإنجليزية دون أن يفرط في إعطاء الأولويات للرياضيات . وعلى هذا يقاس الأمر في سائر المواد.. فتراعي الدروس التي هي محور التخصص دون التفريط في دروس المواد الثانوية .