اقتربت ساعة افتتاح عرس الجزائر الإسلامي المنتظر منذ مدّة، والذي ستكون عاصمة الزيانيين تلمسان مسرحا له بداية من يوم السبت 16 أفريل، وقد أكّدت وزيرة الثقافة السيّدة خليدة تومي أمس الأربعاء بالجزائر العاصمة أن كلّ المنشآت المخصّصة لاحتضان أهمّ النّشاطات الثقافية لتظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وإيواء الوفود المشاركة "جاهزة"· كما أوضحت السيّدة تومي في حديث أدلت به لوكالة الأنباء الجزائرية عشية الافتتاح الرّسمي الذي سيصادف يوم العلم 16 أفريل الجاري أنه "بالفعل كلّ شيء جاهز لاحتضان هذا الموعد الهام، كلّ المنشآت المخصّصة لاحتضان أهمّ النّشاطات الثقافية وإيواء الوفود المشاركة جاهزة"، وأفادت بأنه "لا يوجد أيّ مشكل" بشأن الإيواء نظرا للاستلام الأخير لعدد من المنشآت الفندقية لإيواء الوفود المشاركة الكبيرة· وحسب وزيرة الثقافة فإن "15 وزيرا و05 أمناء عامّين أو مدراء عامّين لهيئات دولية وإقليمية سيترأسون وفود بلدانهم للمشاركة في الافتتاح الرّسمي" للتظاهرة، وتمثّل هذه الوفود 25 بلدا و8 منظّمات دولية وإقليمية· وفيما يخصّ مكان انطلاق هذا الحدث الثقافي أشارت الوزيرة إلى أن إشارة الانطلاق الرّسمي ستعطى من خيمة ستنصب بأعالي هضبة "لالّة ستي" بحضور "شخصيات سامية وطنية وأجنبية" والسلك الدبلوماسي المعتمد والعديد من ضيوف الجزائر، وسيلي عرض الافتتاح استعراض للألعاب النارية· كما سيقدّم بالمناسبة عرض "تلمسان صدى العقيدة" من إعداد السيّد عبد الحليم كركلا مصمّم الرّقصات اللّبناني، والذي سيؤدّيه شباب جزائريون· وسيجسّد العرض الكوريغرافي والموسيقي الذي سيكون مصحوبا بالأنوار والمؤثّرات الخاصّة تاريخ تلمسان عبر العصور، كما سيبرز العرض التناسق بين البعد الأمازيغي والعربي والإسلامي في الثقافة الوطنية والإسهام الثري لتلمسانوالجزائريين في الحضارة الإسلامية· وسيسبق الافتتاح الرّسمي - حسب الوزيرة - افتتاح شعبي يوم 15 أفريل الذي سيكون بمثابة استعراض ل 22 شاحنة كبيرة تحمل مجسّمات ترمز إلى الفنون والعلوم والعبقرية الإبداعية للحضارة الإسلامية، وسيجول هذا الاستعراض الذي ينظّمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام شوارع المدينة في جوّ احتفائي للتعبير عن عرفان الجزائر بلإسهام القيّم لكلّ مسلمي المعمورة في تشييد الحضارة الانسانية· وبخصوص مشاركة ليبيا وسوريا واليمن اعتبرت وزيرة الثقافة "أن الجميع يقدّرون الصعوبات التي يجتازونها، لكن يمكننا القول من الآن إن المفكّرين والمبدعين والفنّانين والمثقّفين في هذه البلدان الثلاثة حاضرون"، مشيرة إلى أنهم شاركوا في بعض النّشاطات التي تمّ تنظيمها منذ الافتتاح الوطني للتظاهرة، لسيّما من خلال الملتقيات، كما سيسجّلون حضورا قويا خلال الأنشطة المبرمجة على مدار السنة· وردّا على سؤال حول مدى إرادة الجزائر تنظيم تظاهرة خاصّة بالثقافة الأمازيغية، على غرار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية" و"الجزائر عاصمة للثقافة العربية في 2007"، قالت الوزيرة إن هذا الأمر "لا يقرّر بشكل أحادي، بل في إطار الهيئات الإقليمية المتخصّصة" التابعة لمنظّمات متعدّدة الجوانب خاصّة بالعلوم والتربية والثقافة· وأفادت تومي بأن الجزائر ستشهد في السنوات المقبلة "ترسيخ بعض المهرجانات الدولية" في مختلف جوانب النّشاطات، علاوة على تكثيف المبادلات الثقافية مع الخارج·