إعداد: كريم مادي الدورة السادسة (السويد 1958) وداعا جول ريمي... بعد المفاجأة المدوية التي أحدثها منتخب ألمانيا الغربية بانتزاعه اللقب العالمي الخامس من منتخب المجر في البطولة الخامسة التي جرت بسويسرا 1954 وهي الخسارة التي كانت بمثابة السم القاتل للكرة المجرية فمنذ تلك الخسارة لا يزال المجريون يبحثون إلى حد الآن عن صناعة منتخب يليق بسمعة جيل بوشكاش والآخرون الذين خلدهم تاريخ الكرة بفنياتهم الرائعة والساحرة لكن الحظ أعطى لهم ظهره في دورة سويسرا. لكن ماذا حدث بعد دورة سويسرا عام 1954؟ في الجزائر اندلعت الثورة التحريرية على مستوى الفيفا فقدت الساحة الكروية العالمية ابرز شخصية رياضية وتتمثل في وفاة مؤسس كأس العالم الفرنسي جول ريمي ترى من هو هذا الرجل الذي جعل من كرة القدم معشوقة العالم اجمع والجميع بات مغرم بهاته الرياضة التي سلبت عقول الصغار والكبار حتى الجنس اللطيف بات يعشقن هاته الرياضة كعشقهن للجمال والموضة وحتى لا نطيل عليكم في الحكاية نعود بكم 60 سنة الى الوراء وبالضبط الى مونديال السويد عام 1958. حضر خمسة نهائيات جول ريمي.. وداعا الفرنسي جول ريمي هو مؤسس البطولة والأكثر استمراراً كرئيس للفيفا من جنسية فرنسية ولد عام 1873 بجنوبفرنسا مارس كرة القدم في فرق فرنسية صغيرة وكان من بين المطالبين بتأسيس اتحاد عالمي لكرة القدم منفرد عن اللجنة الاولمبية الدولية وهو من بين المساهمين في تأسيس الاتحاد الدولي للعبة في باريس يوم 21 ماي 1904. بعدما تم إنهاء دور الإتحاد السابق من قبل فرنسا وبمشاركة ست دول أوروبية وأصبحت كرة القدم لعبة عالية. والاسم الفرنسي لا يزال يستخدم حتى يومنا هذا حتى خارج نطاق الدول الناطقة باللغة الفرنسية. كان أول رئيس للاتحاد الفرنسي روبير غيرين. لا يمكن الفصل بين تاريخ مسابقة كأس العالم واسم الفرنسي جول ريمي باعث هذه المسابقة والرجل الذي قدم من مدينة بيل فرانش جنوبفرنسا ليحقق حلماً حالت الظروف دون تنفيذه منذ بداية القرن العشرين ولم تكتب له البداية إلا في العالم الثلاثين في مونتيفيديو عاصمة الأورغواي. على الرغم من أن فكرة بعث بطولة للعالم في كرة القدم كانت ضمن طموحات الاتحاد الدولي منذ عام 1904 خلال أول مؤتمر للفيفا في باريس وتعهدت سويسرا بتنظيم البطولة بعد سنة فقط إلا أن المشروع سقط في الماء بسبب تدخل البريطانيين وعرقلتهم للمشروع ولم يعد الحديث عن هذه البطولة إلا خلال أولمبياد عام 1924. وتحمس جول ريمي من جديد ليأمر وهو رئيس للفيفا منذ أن تم تعينه عام 1921 أمر بتكوين لجنة لدراسة بعث بطولة عالمية بمشاركة المحترفين. وفي مؤتمر أمستردام عام 28 تأكد للجميع أن الفكرة قابلة للتحقيق وتم الاتفاق على بعث المسابقة عام 1930 وتكلفت الأورغواي بتنظيم البطولة حماس جون ريمي مكنه من تحقيق حلمه أو قل جزءاً منه إذ لابد أن يكتب النجاح للمسابقة في أول تجربة لها فقام بتكليف الفنان الفرنسي أبيل لافلور بنحت كأس للبطولة واضطر جون ريمي إلى حمل الكأس في حقيبته وإخفائها عن الجميع خلال الرحلة البحرية التي حملت مسؤولي الفيفا والمنتخبات الأوروبية المشاركة عبر المحيط إلى مونتي فيديو حيث كتب لمنافسة كأس العالم أن تولد. ومنذ انطلاق المسابقة ظل جول ريمي يعيش معها أحلى الفترات وحتى التوقف الاضطراري بسبب الحرب العالمية الثانية لم يفقد الرجل إيمانه في تواصل المغامرة إذ عادت المسابقة إلى نشاطها ليعش معها نسختين عامي 50 و54 قبل أن يتوفى في السادس عشر من شهر أكتوبر من عام ستة وخمسين عن عمر ناهز الثالثة والثمانين بعدما استقال من منصبه رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم في عام 1954 بعد بلوغه الثمانين ريمي أغمض إغماضاته الأخيرة وهو مطمئن على مصير ما اصطلح فيما بعد على تسميته بالمونديال.. مونديال الجميع. جول ريمي حضر خمسة كؤوس عالمية الأولى كانت بالأورغواي 1930 والثانية بايطاليا عام 1934 والثالثة بفرنسا عام 1938 والرابعة بالبرازيل عام 1950 والأخيرة كانت بسويسرا عام 1954 وهي الدورة التي لم يصدق جول ريمي وهو يسلم ألكأس لقائد منتخب ألمانيا أن منتخب المجر قد خسر التاج العالمي وهو الذي كان يرى في زملاء بوشكاش أقوى المرشحين دون غيرهم للفوز بكأس العالم الخامسة تلكم باختصار شخصية مؤسس كأس العالم ولولاه لما كان لهاته ألكأس شعبية في مختلف بقاع العالم. لم يعمر إلا سنة واحدة خليفة جول ريمي... بلجيكي فور انتهاء دورة سويسرا 1954 كما سبق الذكر قرر الفرنسي جول ريمي تقديم استقالته لأسباب صحية بعد أن ناهز ال80 سنة من العمر وقد تم تعيينه خلفا له البلجيكي ويليام سليدر احد الأعضاء البارزين في التحاد الدولي إبان عهدة الرئيس جول ريميه. لكن وعلى عكس جول ريميه لم يعمر حليفته البلجيكي ويليام سليدر الا سنة واحدة فقط بعد تعرضه لوعكة صحية أودت بحياته على الأمر الذي يجعل منه الرئيس الوحيد إلى ترأس هاته الهيئة لأقصر فترة. سليدر ترأس الفيفا ولم يحضر أي مونديال يعتبر البلجيكي ويليام سليدر الوحيد ضمن رؤساء الفيفا الثمانية الذين تراسوا الفيفا ولم يحضر أي مونديال في تاريخه على اعتبار أن تعيينه على رأس الاتحاد الدولي تم مباشرة بعد نهائيات البطولة الخامسة بسويسرا عام 1954 لكن سنة من بعد توفي. إنجليزي على رأس الفيفا ثالث رئيس ترأس الاتحاد الدولي بعد تأسيس كأس العالم كان الإنجليزي أرثور دوري والذي دامت فترة رئاسته إلى غاية عام 1961 وتم تعويضه بابن بلده ستنالي راوس إلى غاية 1974 وجاء بعده البرازيلي جواو هافلانج إلى غاية 1998 ليناتي بهده الرئيس الحالي السويسري جوزيف بلاتير. علما ا ناول رئيس شغل منصب رئاسة الفيفا كان الفرنسي روبير غيران من 1*04 إلى 1906 ينتخب خليفة له الإنجليزي دانيان وولفو الذي سبق وان ترأس الفيفا من عام 1955 إلى 1967. بالإجماع.. اختيار السويد تم في مونديال سويسرا تم منح حق استضافة هذه البطولة إلى السويد خلال نهائيات كأس العالم التي أقيمت في سويسرا عام 1954 على حساب دول القارة الأمريكية والتي كان من المقرر استضافة البطولة بالتناوب بين القارتين. الاختيار تم بالإجماع اختيرت الدولة الاسكندينافية السويد بالإجماع خاصة وأنها الدولة الوحيدة التي ترشحت عن القارة الأوروبية لاحتضان العرس العالمي السادس. بطاقة حمراء للفيفا منح شرف احتضان البطولة السادسة إلى دولة السويد تم ضد قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا التي تنص حول البلد الذي يحتضن نهائيات كأس العالم أن يكون هذا بالتناوب بين القارتين الأمريكية والأوربية وبما الفيفا اختارت السويد فيجعلنا نخرج في وجه هاته الهيئة والأعضاء الذين يتشكلون منها البطاقة الحمراء. للمرة الثانية الفيفا ضد قوانينها للمرة الثانية في تاريخ كرة القدم لم ينفذ الاتفاق الضمني على تناوب الدول الأوروبية ودول أمريكاالجنوبية على استضافة نهائيات كأس العالم. 55 منتخبا في التصفيات شاركت 55 دولة في التصفيات أي بزيادة 10 دول عن الفرق التي شاركت في تصفيات عام 1954 مما أكد أن شعبية كرة القدم تزداد في كل أرجاء العالم. بعد أن كان عدد المنتخبات التي سبق لها وان شاركت في التصفيات لا يزيد عن اثنين فلسطين ومصر في البطولة الثانية بايطاليا عام 1964 فان في مونديال السويد الذي نحن بصدد الحديث عنه ارتفع إلى ثلاث منتخبات ويتعلق الأمر بكل من مصر والسودان وسوريا لكن الحظ لم يحالف أي منتخب في بلوغ النهائيات وهو ما سنتعرف عليه في هاته الحلقة. إيرلندا الشمالية تقصي ايطاليا في المستوى الأوروبي مفاجأ مدوية أحدثها منتخب إيرلندا المالية ليس ببلوغهم الأدوار النهائية بل لإزاحتهم المنتخب الايطالي من بلوغ البطولة وهو الذي سبق له وان فاز بلقبين عالميين الأول عام 934 والثاني عام 1938. وظل خروج ايطاليا على يد ايرلندا واحدة من أسوء الذكريات الكروية لدى الشعب الايطالي. الباراغواي تبعد الأورغواي من البطولة مفاجأة مدوية أحدثها منتخب البارغواي عن منطقة أمريكا اللاتينية بإقصائه لمنتخب الأورغواي بطل الدورة الأولى والرابعة وقد شكل هذا الإقصاء واحدة من اكبر مناجاة البطولة قبل انطلاقتها. ألمانيا بطلة العالم الوحيدة التي حضرت البطولة بعد إقصاء المنتخبين الايطالي والأورغواياني في التصفيات لم يحضر إلى بطولة السويد الا المنتخب الألماني الذي سبق له وان فاز بالكأس وجاء تأهل هذا المنتخب تلقائيا باعتبار ألمانيا كانت قد فازت باللقب العالمي بدورة السويد 1954. اسكتلندا تحرم إسبانيا من بلوغ النهائيات من بين المفاجآت الكبيرة التي شهد المباريات التصفوية فشل المنتخب الإسباني من بلوغ الأدوار النهائية وهو الذي كان يضم في غالبيته لاعبين من فريق ريال مدريد الذي كان يهيمن على اللعبة في الوصول إلى النهائيات بعد أن تمكنت اسكتلندا من تصدر مجموعتها والتأهل بدلا منها. ربع المشاركين في البطولة من بريطانيا العظمى وبما أن بطولة السويد حفلت بالكثير من الأشياء التي يمكن وصفها النادرة والتي لم يسبق وان تكررت إلى حد الآن فللمرة الأولى والأخيرة شاركت كل المنتخبات الأربعة التي تتكون منها بريطانيا العظمى وهي إنجلترا واسكتلندا وبلاد الغال وايرلندا الشمالية في النهائيات أي ربع منتخبات البطولة كانت من بريطانيا. عودة الأرجنتين بعد غيابها عن دورة فرنسا والبرازيل وسويسرا عاد منتخب التانغو إلى العرس العالمي وشكل حضور هذا المنتخب ارتياح كبير خاصة مم لدن أعضاء الاتحاد الدولي للعبة بالنظر إلى وزن هذا البلد على الساحة العالمية لكن عودتها إلى المونديال لم يكن موفقا بدليل أن هذا المنتخب لم بتمكن من الفوز بأي لقب إلى في عام 1978 بعد تنظيمها المونديال الحادي عشر وهو ما سنتحدث عنه بأكثر تفاصيل حيث نصل إلى البطولة الحادية عشر. الاتحاد السوفيتي لأول مرة تعد دورة السويد عام 1958 المحطة الأولى للمنتخب السويدي في نهايات كأس العالم حيث تمكن الروس من كسب الرهان بقيادة العنكبوت الأسود ليف ياشين من قيادة منتخب بلاده إلى المونديال لكن حضور الروس كان كعدمه بخروجه من البطولة مبكرا.
الصهاينة في التصفيات لأول مرة بعد قوبل عضويتها في الاتحاد الدولي لكرة القدم في مؤتمر الفيفا المنعقد في منتصف شهر جوان عام 1946 باللوكسمبورغ دخلت الدولة العبرية غمار التصفيات لكن أحفاد السفاح اليهودي بن غوريون فشلوا في بلوغ النهائيات. تطالعون في الحلقة المقبلة مشاركة الكيان الصهيوني أفسد مشاركة المنتخبات العربية والإسلامية التي كان بعضها قاب قوسين أو أدنى من بلوغ النهائيات على غرار تركيا ومصر واندونيسيا. لكن بالرغم من مشاركة منتخب آل صهيون في التصفيات إلا أن الطريق سدت في وجهه ولم يحضر منتخب بنو يهوذا في مونديال السويد. تُرى كيف أقصي المنتخب الصهيوني وكيف كان نظام بطولة السويد وما هي المنتخبات المشاركة في النهائيات وكيف كانت الانطلاقة؟ تلكم من بين الأسئلة العديدة التي سنجيبكم عنها في الحلقة المقبلة إن شاء الله..