حنان قرقاش مع اقتراب موسم الصيف، يزداد انتشار الحشرات الضارة والجرذان في الشوارع وأسفل البنايات، وفي حدائقها، وحتى في بعض المنازل نفسها، ما يحتم على المواطنين اللجوء إلى مبيدات القضاء على الحشرات والفئران والجرذان، للتخلص من إزعاجها ومن أضرارها، على الصحة العامة، وعلى الممتلكات، هذه المبيدات التي تختلف أنواعها وأسعارها وأشكالها أيضا، ما بين التي تكون على شكل حبوب، أو التي تكون على شكل مسحوق، أو التي يتم رشها، ويتفاوت مفعول كل منها، بسبب نوعيتها، بين التي بإمكانها القضاء على كل تلك الحشرات أو القوارض، وبين من تستلزم استعمالها مرات عديدة، للحصول على نتيجة مؤكدة· ورغم الخطورة الكبيرة التي تشكلها هذه الأنواع من المواد والمبيدات الحشرية، إلا أن هنالك من المواطنين، من لا ينتبهون كثيرا عند استعمالها، خاصة إذا ما كان الاستعمال خارج المنزل، كحديقة العمارة مثلا، أو عند مداخل البنايات، أو حتى في بعض أركان الحي، الذي يعاني من هذه المشكلة، سيما ما يتعلق بانتشار كبير للفئران والجرذان، التي قد تدخل إلى المنازل، حيث يتحتم على سكان تلك الأحياء، توحيد جهودهم لأجل محاربتها· ويعد استعمال المبيدات وأنواع سموم الفئران والجرذان إحدى أهم وسائلها، غير أن ما يطرح نفسه بقوة هنا، هو وضع تلك السموم بطريقة عشوائية في الأماكن التي يسهل الوصول إليها، خصوصا من طرف الأطفال الصغار، الذين لا يترددون في وضع أي شيء في فمهم، ومعلوم أن بعض أنواع سم الفئران تأتي في شكل حبوب ملونة، وهو ما قد يغري الأطفال الصغار أكثر بتناولها، في ظل غفلة الأولياء أو المرافقين لهم، ما ينتهي إلى نتائج كارثية أو مأساوية، ولعل ما حدث بمدينة مفتاح بالبليدة خير دليل على ذلك، حيث لقي طفل يبلغ من العمر عامين حتفه بحي سيدي حماد بعد تناوله سما خاصا بالفئران، وحسب المصادر التي أوردت الخبر، فإن الطفل وجد أمامه علبة السم بحديقة المنزل حيث كان جده يضعها للجرذان المنتشرة بالحديقة، ولم يتفطن أحد للطفل فوضعها في فمه وبلع منها كمية قبل أن يتفطن له أفراد العائلة، حيث تم نقله على جناح السرعة إلى مستشفى مفتاح إلا أنه فارق الحياة· فيما أسعف الحظ طفلا آخر بولاية أم البواقي السنة الفارطة، عندما سخر الطاقم الطبي على مستوى المستشفى الذي نقل إليه الطفل، صاحب 14 سنة، كل الإمكانيات اللازمة من أجل إنقاذه بعد تناوله كمية من سم الفئران الذي كان مخلوطا بمادة الطماطم المصبرة على مصيدة للفئران، إلا أن الطفل القاطن ببلدية الرحية قام بتناول هذا الخليط المسموم الذي أوشك أن يودي بحياته لولا تدخل الأطباء بمصلحة الاستعجالات، حيث تم غسل بطن الطفل· وبحسب المختصين فإن سم الفئران يحتوي على مركبات خطيرة للغاية، ومن بينها مركبات إضعاف الدم، التي تسبب مضاعفات خطيرة للطفل منها النزيف المتواصل، إضافة إلى احتوائها على مواد مثل الباريوم أو الزرنيخ أو الفوسفور الأصفر ذات التأثير الخطير على الكبد والأسنان وعظام الفك والدورة الدموية والجهاز العصبي، تناولها يؤدي للوفاة مباشرة كونها موجهة أساسا للتخلص من الحشرات"أي أنها مادة قاتلة"· ولأجل ذلك وجب الانتباه بشدة، وبشكل أساسي، لمكان وضع هذه السموم والمبيدات، وإبعادها قدر الإمكان، عن مجال رؤية الأطفال الصغار، خصوصا عندما يتم وضعها في حدائق المنازل أو العمارات، أو عند مداخلها، وحتى عند استعمالها في المنزل، يتوجب اختيار الوقت الذي لا يكون فيه الأطفال متواجدين به، وكذا تجنب استعمالها بالقرب من أماكن لعبهم ولهوهم، تفاديا للحوادث المؤلمة الناتجة عن ذلك·