مليكة حراث أعربت 90 عائلة قاطنة بحي إدريسي القصديري الواقع على مستوى إقليم بلدية برج الكيفان عن مدى استيائها وتذمرها من الوضعية المزرية التي يتخبطون فيها داخل جحور تفتقر فيها لأدنى ضروريات العيش الكريم· وفي هذا الشأن راسلوا السلطات المحلية، في عدة مناسبات من أجل انتشالهم من هذه الوضعية المزرية، بترحيلهم أو منحهم عقود ملكية قطع الأراضي المشيدة عليها سكناتهم والتي تعود إلى سنوات خلت، وحسب ممثل السكان ل "أخبار اليوم" أن العائلات قد استفادت في 1996 من قطع أرضية بتفويض رسمي من الوالي المنتدب للحصول عليها وتشييد سكنات ملائمة بنفس الحي، إلاّ أنها كانت مجرد كلام لا أساس له من الصحة، حيث حرمت من ذلك الحق، ولم تتجسد على أرض الواقع لحد الآن وبالرغم من المراسلات والشكاوي المتعددة الموجهة لمختلف الجهات المسؤولة إلاّ أن لا جديد يذكر أو جهة تحركت لصالح تثبيت هذا القرار الصادر لمنح الأراضي للمستفيدين، وقد أكد ذات المتحدث خلال اتصاله ب "أخبار اليوم" عن تذمر العائلات من التلاعبات الحاصلة والغموض الذي يخيّم على قضية تلك الأراضي، رغم علم المسؤولين بالوضعية الكارثية للسكان داخل بيوت غير مهيأة وصالحة للسكن جراء افتقارها لأدنى شروط الحياة الكريمة، وقد وقفت هيئات معنية بما فيها الوالي المنتدب للدار البيضاء على حجم المعاناة التي تتخبط فيها تلك العائلات، ولأمر 1996 ستوزع القطعة الأرضية على العائلات المتضررة إلاّ أنهم اصطدموا بواقع مغاير، حيث تم توزيع الأراضي على سكان غير معنيين بأحياء مجاورة ليس لهم أية صلة بالحي المذكور· وبعد الاستفسار عن وضعهم وقضيتهم العالقة رفضت الجهات المعنية الإدلاء بأي معلومات أو تصريحات حول قضية الأراضي، وبعد تقصي الأخبار حسبهم تأكدوا أن الأراضي وجهت لعائلات أخرى ما أثار سخطهم، منددين بسياسة التجاهل والحفرة والظلم المنتهج في حقهم· وأضاف ممثل السكان أنه رغم الشكاوي والكتابات المتعددة المودعة لدى مصالح المجالس البلدية المتعاقبة بخصوص شأن وضعيتهم المأساوية إلاّ أن ولا جهة وصية كلفت نفسها عناء انتشالهم من معاناتهم القاسية التي يعيشونها، جراء انعدام كل وسائل الراحة للعيش، على غرار انعدام الماء والكهرباء والغاز وقنوات الصرف الصحي، إنه فعلا واقع مر وعصيب تعيشه تلك العائلات داخل سكنات لا تصلح كمأوى للبشر على حد تعبيرهم، ناهيك عن انتشار القمامات التي تشكل ديكورا والتي حولت الحي إلى مفرغة عمومية انجر عنها انتشار مختلف الأمراض والأوبئة وسط السكان· وأما جملة المشاكل وهذه الوضعية الكارثية يطالب السكان بالتدخل العاجل للسلطات المحلية والولائية ومنحها القطع الأرضية واسترجاع حقها الضائع الذي استفادت منه سنة 1996·