* الشيخ أبو اسماعيل خليفة في الصحيحين أنه صلى الله عليه وسلم قال: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر . فقد رغب صلى الله عليه وسلم الصائم في تعجيل الإفطار بقوله وفعله. ومعنى التعجيل: أنه بمجرد غياب قرص الشمس من الأفق يفطر. ففي الحديث الصحيح: إذا أقبل الليل من ههنا وأدبر النهار من ههنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم . وإنما أحب التعجيل لما فيه من التيسير على الناس وكره التأخير لما فيه من شبهة التنطع والغلو في الدين والتشبه بأهل الأديان الأخرى الذين كانوا يغلون في دينهم. قال صلى الله عليه وسلم: لا يزال الدين ظاهرًا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون . ومن السنة العملية في الإفطار: ما رواه أنس خادمه: أنه كان صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي فإن لم تكن رطبات فعلى تمرات فإن لم تكن حسا حسوات من ماء. وقال صلى الله عليه وسلم: من وجد التمر فليفطر عليه ومن لم يجد التمر فليفطر على الماء فإن الماء طهور . ومن السنة أن يقول الصائم عند فطره: [ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إن شَاءَ الله] وليدع بما فتح الله عليه فإن للصائم عند فطره دعوة لا ترد.. ولكن احذر.. فلا يفهم من هذا أن الصائم يجوز له أن يفطر قبل غروب الشمس بل لا بد من التأكد من غروب الشمس برؤية غروبها أو بخبر العدل فالذي يفطر قبل غروب الشمس على خطر عظيم.. قال صلى الله عليه وسلم عندما أخبر الصحابة بأنه أتاه الليلة آتيان فذكر الحديث وفيه: ثم انطلق بي فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم مشققة أشداقهم تسيل أشداقهم دماً قال: قلت: من هؤلاء؟. قال: هؤلاء الذين يفطرون قبل تَحِلّة صومهم . صحيح الترغيب والترهيب. نسأل الله أن يوفقنا والمسلمين للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وأن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه..