إن المتتبع لحالات كثير من الأسر في بلدان المسلمين يرى ملامح عديدة للفقر والعوز والحاجة والبؤس والشقاء والتعاسة تتوزع بين الفقراء والمساكين والمحتاجين والأرامل والأيتام لاسيما عندما يرون غيرهم في نعمة وعافية ورغد من العيش ووفرة من الراحة والهناء خصوصًا في شهر رمضان المبارك الذي يعتبر شهر الجود والإحسان والإنفاق والصدقة والبر. وقد تفاقم هذا الأمر حتى وصل الحال ببعض الفقراء والمساكين إلى ارتياد أماكن الزبالات باستمرار للعيش على ما يُرمَى من بقايا الأطعمة بل اضطرت بعض الأسر إلى فعل ما هو أسوأ من ذلك فأين أنت أيها المسلم من هؤلاء الفقراء المساكين المحتاجين والأرامل والأيتام أين أنت أيها الثري؟! أنقذ نفسك ومالك من الشح بالإنفاق على هؤلاء حتى ولو بشق تمرة واعلم أن الصلة نور والصدقة برهان وهذا هدي نبيك -_- كما قال ابن قيم الجوزية _ رحمه الله تعالى _ عن الرسول -_-: وكان العطاء والصدقة أحب شي إليه وكان سروره وفرحه بما يعطيه أعظم من سرور الآخذ بما يأخذه [زادالمعاد:2/20] وكان أجود ما يكون في رمضان فكان -_- أجود بالخير من الريح المرسلة لا يتكاثر العطاء بل يعيش مع الفقراء والمساكين يتفقد أحوالهم ويتلمس حاجتهم ويسعى في قضائها فكانت تأتيه الجارية فتسأله حاجتها ويأتيه اليتيم فيشكو إليه حاله وهو مصغ لكل واحد منهم لا يحتجب دونهم ولا يتعالى عليهم. فالله الله أخي الصائم في إخوانك المساكين فإنك مسؤول عنهم أمام الله -تعالى- تلمس حاجتهم في شهر رمضان: أنفق عليهم من مالك واحرص على أن يفطروا على مائدتك لتحوز على أجورهم يقول النبي -_-: من فطر صائمًا كان له مثل أجره [رواه الترمذي:807 وصححه الألباني في صحيح الترمذي]. عايش أحوالهم واذهب في الليل الدامس إلى بيوتهم وانظر ماذا يحتاجون من طعام وشراب وملبس وغيرها من احتياجات ثم قم بقضاء حوائجهم وتلبية طلباتهم وليكن ذلك سرًا فإنه أسلم لحالك وحالهم لقول نبيك -_-: صدقة السر تطفئ غضب الرب [رواه الطبراني في الأوسط:3450 وصححه الألباني في صحيح الجامع: 3759].