قصة كأس العالم ... أفراح وأحزان إعداد: كريم مادي الحلقة السابعة والخمسون الدورة الثامنة عشر (ألمانيا 2006) نطحة زيدان والنجمة الرابعة لإيطاليا في حلقة اليوم سنتناول حكاية مونديال ألمانيا الذي نظم في مثل هذه الأيام من سنة 2006 ورغم عاملي الأرص والجمهور إلا أن أصحاب الضيافة الألمان فشلوا في انتزاع اللقب العالمي الغالي عقب خروجهم في المربع الذهبي على يد الإيطاليين وهو المنتخب الذي توج بالكأس على حساب ديكة فرنسا في مباراة دخل فيها زيزو تاريخ كأس العالم بنطحته الشهيرة للاعب الإيطالي ماتيرازي. وقبل ان نتناول بإسهاب حيثيات دورة المانيا نشير ان المنتخب الجزائر سجله غيابه في العرس العالمي للمرة الرابعة على التوالي بخروجه في التصفيات. إيطاليا لم تسرق النجمة الرابعة لا يختلف اثنان في كون دفاع المنتخب الإيطالي بقيادة الحارس جيانلويجي بوفون والقائد فابيو كانافارو الأفضل في تاريخ المسابقة إذ لم يدخل شباكه سوى هدفان -سُجل أحدهما عن طريق الخطأ بينما جاء الثاني من ضربة جزاء كما اتجهت أنظار المتتبعين إلى نجوم خط الوسط المتماسك (أندريا بيرلو وجينارو غاتوزو) والجناحين جانلوكا زامبروتا وفابيو جروسو. كان غروسو حاسما في المراحل الأخيرة من البطولة حيث سجل هدفاً ثميناً في نصف النهائي أمام ألمانيا قبل أن يحرز ضربة الجزاء الحاسمة في سلسلة ركلات الترجيح خلال مباراة النهائي التي انتهت بالتعادل 1-1 بعد الوقتين الأصلي والإضافي. وبذلك تكون إيطاليا قد طردت نحس الضربات الترجيحية التي كانت تشكل كابوس مزعج للإيطاليين على مدى تاريخ مشاركاتهم الدولية حيث سقطوا بسببها في ثلاث مناسبات في المونديال كانت أبرزها المباراة النهائية لدورة 1994 أمام البرازيل. ودخل الإيطاليون غمار البطولة بعدما عاشوا موسماً على إيقاع فضيحة أخرى من فضائح التلاعب بنتائج المباريات ولعل ذلك كان عاملاً محفزاً لعناصر الأزوري لمحو السمعة السلبية التي التصقت بكرة القدم الإيطالية آنذاك فظهروا عازمين أكثر من أي وقت مضى على تحقيق إنجاز تاريخي جديد بقيادة المدرب المقتدر مارتشيلو ليبي الذي أمضى مواسم طويلة على رأس الإدارة الفنية لنادي جوفنتوس حيث أحرز معه العديد من الألقاب على المستوى المحلي وقد أكد الإيطاليون بالفعل أنهم قادمون للمنافسة على اللقب العالمي حيث شارك 22 لاعباً من أصل 23 في مختلف مباريات البطولة تناوب عشرة منهم على هز شباك الخصوم. ضربات الحظ تبتسم لإيطاليا نطحة زيدان التاريخية ثلاث مناسبات متتالية خرجت فيها إيطاليا بضربات الترجيح من كأس العالم فك الإيطاليون النحس الذي لازمهم منذ مونديال 1990 ونجحوا هذه المرة في اختبار الضربات الترجيحية التي قادتهم إلى لقبهم الرابع. ولا شك بأن تضامن لاعبي المنتخب الإيطالي مع بعضهم البعض بعد فضيحة التلاعب بنتائج مباريات الدوري المحلي كان وراء الفوز اذ سجل 10 لاعبين مختلفين أهداف إيطاليا في المونديال في حين كان خط الدفاع الأفضل في تاريخ كأس العالم لان الشباك الإيطالية لم تهتز الا مرتين الاولى في المباراة أمام الولايات المتحدة (11) في الدور الأول وسجل الهدف كريستيان زاكاردو خطأ في مرماه في الدقيقة 27 والمرة الثانية في المباراة النهائية وسجل الهدف زين الدين زيدان في الدقيقة 7 من ضربة جزاء. من جهتها قدمت فرنسا اداء مبهراً في المونديال مكنها من تخطي اسبانيا القوية والبرازيل العملاقة والبرتغال المبدعة قبل ان تسقط في امتحان ضربات الترجيح في النهائي أمام إيطاليا علماً أن اللقب كان الاقرب إليها رغم طرد نجمها زين الدين زيدان في الدقيقة 110 من الوقت الإضافي لقيامه بحركة نطح برأسه على المدافع الإيطالي الثعلب والمشاغب ماركو ماتيراتزي اثر تلقيه منه سيلاً من السباب والشتائم في الحادثة الشهيرة اما المانيا فعاشت مونديالاً رائعاً تنظيمياً ولعباً ونتيجة. ألمانيا.. مستوى رفيع وحس هجومي كاسح كلوزه هداف البطولة احرز الألماني كلوزه لقب هداف البطولة بتوقعه خمسة أهداف احرز من خلالها جائزة الحذاء الذهبي التي تخصصها شركة أديداس لأفضل هداف في البطولة في حين وقع زميله لوكأس بودولسكي ثلاثة أهداف نال من خلالها جائزة جيليت لأفضل لاعب شاب. قد تمكن كلينسمان من جعل فريقه الشاب في مركز الاهتمام خلال كل مراحل البطولة حيث نجح في إحداث تغيير جذري على طريقة لعب المنتخب الألماني الذي بات يميل أكثر إلى الهجوم واللعب المباشر وفي المقابل كان سلوك الجماهير الألمانية مثالياً جسد معه شعار البطولة حان الوقت لكسب أصدقاء جدد حيث احتشد مئات الآلاف من الألمانيين في مختلف الساحات والحدائق عبر البلاد ليتقاسموا لحظات الفرح والاستمتاع مع ضيوفهم من مختلف بقاع العالم. نجاح بطولة 2006 لم يتوقف عند إنجاز منتخب الأزوري حيث أبهر المنتخب الألماني كل المتتبعين بأدائه الرفيع وحسه الهجومي المتميز بقيادة مدربه الشاب يورغن كلينسمان فقد نال أصحاب الأرض لقب أفضل هجوم في الدورة بهزهم شباك الخصوم 14 مرة سجل منها ميروسلاف كلوزه خمسة أهداف. على صعيد النتيجة فلا شك في ان الالمان راضون على مركزهم الثالث الذي حققوه في المونديال رغم انهم كانوا قريبين جداً من الوصول إلى المباراة النهائية الا ان هدفي الإيطاليين فابيو غروسو واليساندرو دل بييرو في الدقيقتين 119 و120 من الوقت الإضافي للمباراة في الدور نصف النهائي حرما الالمان من خوض النهائي. على صعيد اللعب قدم الالمان كرة هجومية جديدة مبهرة بقيادة المدرب الشاب واللاعب الدولي السابق يورغن كلينسمان الذي زرع في لاعبيه حساً هجومياً في جميع المباريات واعتمد على أسلوب التسديد من بعيد في هز شباك الخصم وهذا ما قاد ألمانيا إلى احتلال المركز الثالث. زيدان يسترجع إيقاع التميز تألق كريستيانو رونالدو عاشت الجماهير لحظات ممتعة طوال أيام البطولة ولعلها كانت سعيدة لرؤية زيدان يرقص على إيقاع التألق من جديد عندما قاد النجم الفرنسي منتخب بلاده إلى فوز ثمين على أسبانياوالبرازيل في الطريق إلى نهائي برلين ليستحق بذلك جائزة كرة أديداس الذهبية إلا أن النهاية كانت حزينة هذه المرة رغم بدايته الموفقة أمام إيطاليا في موقعة الملعب الأوليمبي بافتتاحه حصة التسجيل بضربة جزاء متقنة بعد مرور ثمان سنوات من إحرازه ثنائية حاسمة في نهائي باريس. كما شهدت الدورة تألق الجناح البرتغالي كريستيانو رونالدو الذي قاد منتخب بلاده إلى نصف النهائي لأول مرة منذ عام 1966 لكن الهزيمة أمام فرنسا في المربع الذهبي جعلت مدرب البرتغال لويس فيليبي سكولاري يفشل في بلوغ ثاني نهائي له على التوالي بعدما قاد البرازيل إلى إحراز اللقب في دورة 2002. المربع الذهبي أوروبي خالص الأرجنتين قدّم عروضا رائعة ولكن.. رغم أن المربع الذهبي كان مؤلفاً بشكل كامل من منتخبات أوروبية إلا أن فرقاً أخرى أبلت بلاء حسناً في هذه النهائيات فبغض النظر عن هزيمته أمام ألمانيا بركلات الترجيح إلا أن منتخب الأرجنتين قدم عرضاً رائعاً خلال الدور الأول حيث سجل نجوم التانغو أفضل هدف جماعي في البطولة عندما اختتم إستي بان كامبياسو هجمة منسقة شارك فيها معظم لاعبي الفريق الأرجنتيني وتخللتها 24 لمسة بالتمام والكمال قبل أن يودع نجم إنتر ميلان الكرة داخل الشباك الصربية مؤكداً فوز منتخب بلاده بسداسية نظيفة كما اعتبر أغلب المراقبين أن هدف ماكسي رودريغيز بتسديدة هوائية أمام المكسيك كان أفضل هدف فردي في الدورة. شهدت مبارتا الدور نصف النهائي حضورا أوربيا خالصا متكونا من منتخبات ألمانيا صاحبة الأرض ووصيفة المونديال الأخير وإيطالياوفرنساوالبرتغال. مشاركة مشرفة لترينيداد وتوباغو والاكوادور ومقبولة لاستراليا كوت ديفوار.. مفخرة إفريقيا لم يخيب الوافدون الجدد من القارة السمراء آمال الجماهير الإفريقية حيث زرع نجوم كوت ديفوار الرعب في نفوس الأرجنتينيين والهولنديين على حد سواء رغم هزيمتهم في المباراتين معاً فيما نجحت أنجولا في إدراك التعادل أمام كل من المكسيك وإيران بينما قدم المنتخب الغاني عروضاً هجومية ممتعة بقيادة نجميه ستيفان أبياه ومايكل إيسيان حيث تمكنت النجوم السوداء من هزم جمهورية التشيك والولايات المتحدة قبل السقوط أمام العملاق البرازيلي في دور ال16. على صعيد آخر تمكن منتخب ترينيداد وتوباغو المتواضع من فرض تعادل أبيض أمام نجوم السويد في أول مشاركة لهم ضمن نهائيات كأس العالم في حين نجحت إكوادور في التغلب على بولونيا وكوستاريكا لتتقدم إلى الدور الثاني لأول مرة في تاريخها أما المنتخب الأسترالي فقد استفاد من حماسة نجومه وعزيمتهم القوية ليقلب تخلفه أمام اليابان إلى انتصار بتسجيله ثلاثة أهداف في الدقائق العشر الأخيرة ليتأهل بذلك إلى مرحلة ثمن النهائي كما استحق منتخب سويسرا كل التنويه بحفاظه على نظافة شباكه خلال مبارياته الأربع. تراجع عدد الأهداف تراجع عدد الأهداف (شهدت دورة ألمانيا تسجيل أقل معدل أهداف منذ نهائيات 1990) وتضاءلت إمكانيات وقوع المفاجآت حيث اعتبر المتتبعون أن المفاجأة الوحيدة بعد انتهاء مرحلة المجموعات تمثلت في تأهل المنتخب الأوكراني إلى دور الثمانية وهي المحطة التي شهدت خروجاً مشرفاً لرفاق شيفشينكو على يد منتخب إيطاليا الذي واصل طريقه بثبات لإحراز اللقب عن جدارة واستحقاق. للاشارة بلغ عدد أهداف مونديال المانيا 147 هدفاً في 64 مباراة بمعدل اكثر من هدفين في اللقاء الواحد. أرقام من مونديال ألمانيا * أصغر لاعب في المونديال كان الانجليزي ثيو والكوت وكان يبلغ من العمر 17 عاما و85 يوما .. ويعتبر الحارس التونسي علي بومنيجل الأكبر حينها وكان يبلغ 40 عاما و57 يوما * لاعبان فقط بين جميع اللاعبين المشاركين في مونديال 2006 استطاعا تسجيل هاتريك في كأس العالم: البرتغالي باوليتا عندما فاز منتخب بلاده على بولندا 4-0 والآخر هو الألماني كلوزه في مباراة السعودية 8-0 وكلتا المباريتين كانتا في مونديال 2002. * البرازيلي رونالدو كان حينها الأكثر تسجيلا في كأس العالم برصيد 12 هدف (4 في مونديال 98 و8 في 2002). * أكثر اللاعبين مشاركة في المونديال هو البرازيلي كافو حيث لعب 16 مباراة في 3 كؤوس عالم ( 94 98 2002 ) وبمجموع 1291 دقيقة .. وإذا وصل المنتخب البرازيلي للنهائي وشارك كافو في جميع المباريات يكون قد لعب 23 مباراة وبفارق مباريتين خلف صاحب الرقم القياسي الألماني لوثر ماتيوس . * استقطبت ألمانيا 3 359 439 متفرجاً حضروا لمتابعة مباريات البطولة الموزعة على 12 ملعب من ملاعب المونديال الفاخرة. * حظي هذا العرس الكروي الكبير باهتمام حوالي 30 مليار مشاهد حول العالم تابعوا بشغف وأمل وترقب 32 فريقاً منافساً (من أنغولا إلى الولايات المتحدة) . * أكثر مدرب من حيث عدد المباريات الدولية مع منتخب بلاده هو بروس ارينا - مدرب المنتخب الامريكي - برصيد 119 مباراة .. بينما الأقل هو مدرب توغو الألماني بفيستر برصيد مباريتين فقط. * أكبر المدربين سنا هو الألماني بفيستر - مدرب توغو - ويبلغ من العمر 68 عاما و201 يوم .. بينما الأصغر هو الهولندي ماركو فان باستن حيث لم يكمل عامه ال42. * أكثر المدربين ظهورا في كأس العالم هو الألماني كلينسمان .. حيث لعب 17 مباراة بين عامي 90 و98 وسجل 11 هدفا. * أثقل اللاعبين وزنا هو التشيكي يان كولر ويزن 100 كلغ .. بينما الأخف هو السعودي محمد الشلهوب ويزن 59 كلغ. * أطول لاعب هو الصربي نيكولا زيغيتش وكذلك التشيكي كولر ب2.02 م .. بنما الأقصر هو الاكوادوري لارا ب1.61 ... يتبع