حذر الرئيس اليمني علي عبد الله صالح أمس السبت من حرب أهلية قد تندلع في بلاده بسبب الأزمة الحالية، معتبرا أنها ستؤثر على أمن المنطقة واتهم معارضيه ب"تلقي أموال من دول" لم يحددها، وراهن على انقسام المعارضين له والمطالبين بتنحيه عن السلطة لأنهم "لصوص؟" وهي هانة كبيرة لملايين المتظاهرين اليمنيين. وقال صالح أمام قيادات أمنية وعسكرية في الكلية الحربية امس "نحن حريصون على عدم إراقة الدم اليمني الغالي الذي تجرنا إليه أحزاب المشترك (اللقاء) ونعرف ان الحرب الأهلية لها عواقبها ليس على اليمن فقط بل على المنطقة". وتشير المعارضة اليمنية (اللقاء المشترك) في بيانات متعددة الى ان صالح "يستخدم فزاعات الحرب الأهلية والقاعدة والحراك الجنوبي والحوثيين لترويع دول المنطقة وإخافتهم من حرب أهلية قادمة، في حين ان الثورة المطالبة برحيله مر عليها 3 اشهر ولم يحدث أي حرب كما يردد في خطاباته". واتهم صالح أحزاب المعارضة اليمنية بتلقي أموال "مدنَّسة" من اجل إسقاط النظام، معتبرا ان من انضم إليهم كانوا "محتالين ومجموعة لصوص من اكبر علمائهم"، في إشارة إلى رجل الدين عبد المجيد الزنداني إلى أصغرهم. ووصفهم ب"الحاقدين على الشعب اليمني الذي لن يقبل الدجل والخديعة منهم". وراهن على انقسام معارضيه وهوّن من شأن اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية المليونية وقال "نتحداهم ان يصمدوا.. هم يتآكلون شيئا فشيئا في كل أنحاء اليمن ويعرفون حجمهم الذي لا يتعدى ساحة التغيير بجامعة صنعاء وبعض شوارع مدن اليمن؟". وقال ان الذين انضموا إليهم (المحتجون) من الوزراء والعسكريين كانوا مجموعة "لصوص وناهبي المال العام ومهربي النفط إلى أفريقيا والآن يدعون الطهارة". وأضاف " الأزمة أفرزت من هم الشجعان الذين يصمدون في الازمات من المهرولين والمتساقطين الذين يريدون ان يرتبوا أوضاعهم الى مابعد سقوط النظام وهذا حلم بعيد المنال عليهم". وكان انشق عن نظام الرئيس اليمني منذ بدء الحركة الاحتجاجية المطالبة بتنحيه عن الحكم في الثالث من فبراير الماضي المئات من الوزراء والقيادات العسكرية والبرلمانيين الذين شكلوا حزب (كتلة العدالة والبناء) الذي يمثل أكبر انشقاق عن حزب الرئيس المؤتمر الشعبي العام الحاكم. وجدد الرئيس اليمني استعداده لترك السلطة مشترطا لذلك ان يتم عبر صناديق الاقتراع أو اجراء انتخابات برلمانية او رئاسية وقال ان اللقاء المشترك "يريد القفز على الواقع وتجاوز الديمقراطية والتعددية السياسية". وأكد على "ان التغيير أمرٌ مطلوب لكن دون استخدام الفوضى والفتن وقتل النفس المحرمة وقطع الطرقات وتخريب المنشآت العامة" ليبرىء بذلك ساحة الأمن ويتهم المتظاهرين بهذه الجرائم، معتبرا ان "مطالب الشباب هي مطالب الشعب" ومؤكدا "دعمه لمطالبهم في الحرية والعدالة والمساواة" واعتبرها "مطالب واقعية"، واقترح عليهم إنشاء "حزب سياسي خاص بهم" ليتم سماع صوتهم عبر الأطر الحزبية. ويرى مراقبون أن انقسام الشارع اليمني هو الذي يعطي الرئيس صالح مساحة للمناورة مع شباب الثورة وأحزاب المشترك والمبادرة الخليجية الاخيرة التي تنص على تنحية خلال شهر رغم أن الشعب مصدر السلطة وأغلبيته يطالبه بالتنحي.