بدأت بقايا مدفونة من التراث التاريخي لولاية المدية تطفو على السطح بعد سلسلة من الاكتشافات التي تم تسجيلها خلال السنوات الأخيرة عبر ولاية المدية . وتأتي الاكتشافات المسجلة بعين توتة ببلدية عين بوسيف أو تلك التي اكتشفت مؤخرا بأولاد بن يمينة ببلدية سغوان لتستكمل إعادة تركيب اللوحة الأثرية وتقديم توضيحات حول الحضارات التي توالت على المنطقة . ويعد موقع عين توتة الذي يوجد بين أشير عاصمة أسرة زيريد الحاكمة وقلعة بني حماد بالولاية المجاورة المسيلة أول المواقع المكتشفة في المدة الأخيرة عبر الولاية. وحسب الاستنتاجات الأولية لبعثة المركز الوطني للبحث في الآثار التي عاينت المواقع فإن الاكتشافات التي تمت بعين توتة تمثل أشكالا لمؤسسة عسكرية قديمة يرجع تاريخها إلى العهد الموريتاني القيصري. وستبقى القيمة التاريخية والتراثية مرهونة بالتقرير الذي سترفعه البعثة بعد إتمام عملية البحث والتنقيب. وقد قدمت البعثة وصفا للبقايا الأثرية التي اكتشفت متناثرة على المواقع مشيرة في هذا الصدد إلى وجود عدة عناصر أثرية التي ساعدت على بناء الصرح هياكل لجدران وكذلك عناصر لطاحونة أحواض وبقايا صهاريج مقببة موصلة بقناة كانت تستعمل ربما لتموين الأجنحة التي تشكل الصرح . كما أن الاكتشافات التي تمت بأولاد بن يمينة الواقعة بمنطقة جبلية شرق سغوان تعتبر هي الأخرى ذات قيمة تاريخية تسمح بفهم الماضي . واكد مسؤولو مصلحة التراث التابعة لمديرية الثقافة وجود صفوف من الطراز البيزنطي حجارة مزخرفة بأشكال منحوتة أحواض آنية خزفية والعديد من الأضرحة قطع صغيرة مصفوفة جنبا إلى جنب مما يوحي حسب هؤلاء المسؤولين وجود بالقرب من هذا الموقع مقبرة قديمة كبيرة مدفونة تحت مكان ما من هذه القرية . ستسمح دراسة الموقع التي أسندت منذ أيام إلى نفس مركز البحث للكشف عن طبيعته وأهميته التاريخية بالنسبة للمنطقة.