* "لن أتوقّف عن مطالبة فرنسا بالاعتراف بجرائمها" استضافت "أخبار اليوم" أمس، المجاهدة لويزة إيغيل أحريز التي تحدّثت في حوار مطوّل خصّت به ملحقنا الأسبوعي "أخبار الأسبوع" يُنشر لاحقا عن جهادها وعن بعض القضايا التي تعيشها الأمّة والعالم العربي، كما كرّرت نداءها إلى الأسرة الثورية لمطالبة فرنسا المُجرمة بالاعتراف، ولم تنس الردّ على ياسف سعدي الذي وصفها بالكاذبة وقال أنها لم تكن مجاهدة في يوم من الأيّام· فقد تساءلت المجاهدة لويزة أو "لويزات" وهو اسمها الثوري، في تصريح ل "أخبار اليوم" عن السبب الذي يجعلنا لا نُطلب اعترافا من فرنسا بجرائمها التي اقترفتها في الجزائر·· "على فرنسا أن تعترف بجرائمها آجلا أم عاجلا، وعلى الأسرة الثورية أن تطالب بذلك لأن اليهود الذين نالوا اعترافا من فرنسا ليسوا أحسن منّا ولم يتمّ تعذيبهم مثلما تعرّضنا نحن للتعذيب، وهو الأمر الذي يجعلنا نطالب اليوم وغدا بالاعتراف"· وعن الاحتفال الذي أقيم بمدينة نيس الفرنسية السبت الماضي على "شرف" ضبّاط المنظّمة الدموية الخاصّة قالت المجاهدة: "فرنسا مهما فعلت فالتاريخ موجود ولا يمكن تغييره بأيّ حال من الأحوال"، وفي سؤالنا لها عمّا إذا كانت تنتظر فوز مرشّح يمكن أن يكون أقلّ عدوانية اتجاه الجزائر، قالت: "ما أستطيع قوله هو أن فوز اليسار يمكن أن يحدث تغييرا ما، فمواقف مرشّحيه أكثر اعتدالا من اليمين"· وقد علمت جريدتنا بأن المجاهدة كان قد عُرض عليها بعض الأطراف التظاهر، وعن رفضها للأمر قالت: "هي ليست معركتي، بل هي معركة الشباب، لقد ساندوني في حربي لنيل الاعتراف معنويا كما ساعدني الخواص ماديا، في وقت وقفت فيه السلطات مكتوفة الأيدي"، هذا وتضيف:" إنني كبرت على التظاهرات، تظاهرت كثيرا عندما كنت صغيرة أمّا الآن فأطلب من الشباب الحذر، فقط الحذر في كلّ خطوة يخطونها"· ولدى سماع المجاهدة بما نشرته إحدى الصحف من تهجّم ياسف سعدي عليها حين وصفها بالكاذبة، وبأنها لم تشارك في الثورة، ردّت بالثقيل قائلة: "أقول إن الخلاف الأكبر بيني وبين سعدي هو حول اعتراف فرنسا بجرائمها في الجزائر، هو لا يريده أمّا أنا فلا، وهو ما دفعه إلى مهاجمتي"· وتضيف محدّثنا عن حياتها الثورية تقول: "لا يمكن أن يقول سعدي أو غير سعدي مثل هذا الكلام، أوّلا لأنه كان في المنطقة الحرّة وأنا في المنطقة الرابعة، ثمّ إن هناك عسكريين قاموا بتعذيبي وتحدّثوا عنّي في كتاباتهم، مثل فلورونس بوجي وريمون كلورات، والذين تحدّثوا عن تعذيبي وحتى في معركة شبلي، والتي يشهد لي الجميع فيها ما فعلته في الثورة"· كما تضيف المجاهدة لويزة إيغيل أحريز عن العملية التي تمّ فيها القبض عليها تقول: "لقد تمّ القبض عليّ بعد أن هُوجمت بالمدفع الرشّاش، واعتقلت بعدها لأُعذّب لمدّة شهرين في بارادو وأسجن في بربروس والحرّاش ولي بومات ولاروكات وبوردو وغيرها، ثمّ في الإقامة الجبرية في اليونان، أجاكسيو وباستيا"· محدّثتنا التي لم تتأثّر بتلك التصريحات كثيرا لأنها كما تقول تعلم بأن خلفية هذا الهجوم هو الخلاف حول انتزاع الاعتراف من فرنسا، صارحتنا: "عندما كنت في فرقة المظلّيين العاشرة قال لي الضابط الذي كان يعذّبني إنني أناضل وأتعرّض للتعذيب، فيما اعترف آخرون بكلّ ما يعرفونه من دون أن يصفعوا ولا صفعة واحدة، وأراني صور سعدي وهو يكتب، أقول إنه لم يتعرّض أبدا للتعذيب مثلما يدّعي ولا حتى صفعة واحدة، وأرى أنه من المؤسف أن يقول مثل هذا، ربما قد أصابه مرض النّسيان" وأضافت تقول: "لابد أن يدفع الثمن، وهذه المرّة لن تمرّ بسلام وسأقوم بمقاضاته، سأكون الأولى التي تفعل لكنني سأفعل"· ص: "أخبار اليوم"