على عكس غالبية المنتمين للأسرة الثورية الذين يطالبون، صبحا وعشية، بضرورة اعتراف فرنسا بجرائمها الاستعمارية بالجزائر في الفترة بين 1830 و1962، واعتذارها عنها وتعويض ضحاياها، يرى المجاهد الكبير أحمد مهساس أن الجزائر ليست بحاجة إلى اعتراف فرنسي من هذا النوع· مهساس قال في حوار مطول أجرته معه صحيفة أخبار الأسبوع، في عددها الأخير، أنه لا ينبغي أن نطلب من فرنسا شيئا·· لقد قهرونا مائة وثلاثين سنة، وكنا نقاوم فيها، ثم فزنا في النهاية وطردناهم، أمّا مسألة الاعتراف فلا أهمية لها، فقد دخلنا في حرب ضروس ومات من مات واستشهدا من استشهد، لكن، مع ذلك، لا بد أن نبقى على يقظة ولا ننسى تاريخنا، وكان الشعب الجزائري يحارب في كلّ مرّة تنهض ثورات، وقلنا بيننا وبين أنفسنا أنّ تلك الثورات لم تكن إلاّ مغامرة كتب لها الفشل قبل بدايتها، لكن فيما بعد أدركنا أن هؤلاء مهدوا لنا الطريق وفكروا في أنّ ثوراتهم ستكون محفزا للآخرين ولأجيال ستفعل نفس الشيء، وستنجح كذلك·