أجمع المشاركون في فعاليات الملتقى الدولي الذي احتضنته جامعة "مولود معمري" بتيزي وزو على مدار يومين كاملين حول النّظام التربوي وعلاقته بالتسرّب المدرسي بالجزائر وشارك فيه باحثون وأساتذة جامعيون من داخل وخارج الوطن، على أن فشل النّظام التربوي المتنهج بالجزائر وراء التسرّب المدرسي الذي يرتفع من سنة إلى أخرى عبر القطر الوطني بالرغم من الإصلاحات التي عرفتها المنظومة التربوية مؤخّرا· إذ لايزال النّظام أو البرامج الدراسية المنتهجة في المؤسسات التربوية عاجزة عن استقطاب كامل اهتمام التلميذ بدروسه وتكريس وقته الكامل للتعلّم وتلقي المعرفة، إذ يبقى العالم الخارجي أكثر تأثيرا وجذبا لانتباه الطفل الذي يغادر مقاعد الدراسة في سنّ مبكّرة للالتحاق بعالم الشغل لصعوبة التأقلم والاستمرار في الحياة الدراسية· كما انتقد أساتذة وباحثون جزائريون أهمّ الركائز ذات الأسبقية في تشكيل النّظام التربوي الذي لايزال منغلقا وبعيدا كلّ البعد عن التطوّرات العصرية التي يشهدها العالم· وقد مثّل الملتقى الدولي الذي استمرّت فعالياته إلى غاية يوم أمس فرصة لمناقشة نقائص وعيوب النّظام التربوي المنتهج بالمدرسة الجزائرية ومحاولة للخروج بحلول ناجعة وكفيلة بوضع حدّ للخطر الذي أصبح يهدّد المجتمع عن طريق الشرخ الذي يزداد اتّساعا بين المدرسة وتلاميذها· وقد تمّ عرض بعض التجارب النّاجحة التي تمكّنت الدول المعنية بها من القضاء على الظاهرة التي تنجرّ عنها آفات أخرى تعجز الدول عن مواجهتها، وتناول المشاركون دور المدرسة في بناء مجتمع سوي وتربية أجيال قادرة على حماية والحفاظ على الوطن·