شرعت جمعية "اِقرأ" في أكبر عملية تحسيسة لاِحتواء ظاهرة الأمِّية وفق برنامج مسطّر شارك في إعداده وتنفيذه الكشّافة الإسلامية الجزائرية كشريك فعّال في مواجهة الظاهرة التي باتت تنخر كيان المجتمع، واستنادا إلى مصادر مطّلعة كشفت أن الحملة تبدأ من ولاية عين الدفلى بالنّسبة لمناطق الوسط لتشمل بعد ذلك باقي الولايات· حيث تهدف الحملة التي حملت شعار "الجهل أكثر تكلفة من العلم" إلى اِحتواء الظاهرة والتبليغ بأثارها السلبية على حياة الفرد والمجتمع، خاصّة هؤلاء الذين لم يسعفهم الحظّ في الدخول إلى المدرسة لأسباب متعدّدة، منها ظاهرة الفقر والنّزوح الجماعي للسكان التي شهدته بعض المناطق المتضرّرة من العشرية الماضية، إلى جانب عامل بعد المؤسسات التربوية عن بعض القرى والمداشر، فضلا عن كلّ ذلك يرجع السبب الرئيسي حسب المتتبّعين والمختصّين في المجال إلى أثار ومخلّفات الحقبة الاستعمارية في الجزائر· وعلى هذا الأساس، تسعى جمعية "اِقرأ" وفق ما أكّده القائمون "إلى تقييم الجهود المبذولة طيلة 20 سنة من العمل والسعي بنفس جديد لاحتواء الظاهرة التي باتت تهدّد المجتمع بنظرة واِستراتجية جديدة، حيث يقدّر عدد الأمِّيين في الجزائر بأزيد من 6 ملايين شخص في مختلف الأعمار، من بينهم أكثر من مليوني طفل ليتجاوز معدّل العمري ال 15 سنة، وهنا "مكمن الخطر ومن الواجب مساعدتهم عن طريق إتاحة الفرصة للخروج من هذا النّفق المظلم وتمكينهم من الاِلتحاق بأقسام محو الأمِّية عبر مختلف مناطق الوطن "· هذا، ويبقى الهدف الرئيسي من الحملة الوطنية المزمع الانطلاق فيها في غضون الشهر الجاري بالتنسيق مع الكشّافة الإسلامية في محاولة لاستقطاب على الأقلّ نصف العدد، أي إدماج 3 ملايين أمِّي وفق الاِستراتجية المعتمدة إلى غاية 2015 التي تصبو إلى حصر معدّلات الأمِّية في نحو 11 بالمائة، فضلا عن كلّ ذلك تبقى إلزامية التعليم لكلّ فرد بصفة مجّانية ومتابعة الأولياء المقصّرين اتجاه أبنائهم في عدم إدخالهم المدرسة قضائيا طبقا لقانون 23 جانفي 2007· وحسب ما أكّدته رئيسة جمعية "اِقرأ" في تصريح سابق، فإن كافّة الوسائل الضرورية تمّ تسخيرها من أجل إنجاح العملية والجهود منصبّة لإقناع هذه الفئة بالاِنضمام إلى ساحة العلم ومشاركة زملائهم دائرة "النّور"، حيث يقدّر عدد المسجّلين في أقسام محو الأمِّية بأزيد من 126 ألف شخص في مختلف المراحل، من بينهم 70 بالمائة نساء·