عاش سكان حي الينابيع ببئر مراد رايس في الجزائر العاصمة عشية أمس حالة رعب حقيقية بعد الانفجار الذي طال خزّان الماء الواقع بالحي المذكور نتيجة تشقّق في أحد جدرانه، الأمر الذي تسبّب في تسرّب كمّيات هائلة جدّا من المياه أدّت إلى شلّ حركة المرور بالكامل، للراجلين والسيّارات على حدّ سواء، خاصّة بالنسبة للذين يقطنون بالحي، بعد أن وجدوا صعوبات كبيرة في الوصول إلى عماراتهم التي غمرت مداخلها المياه المتسرّبة، ناهيك عن عجز الكثيرين عن العبور في الطريق العام الذي غمر بالمياه كلّية· شدّت الحادثة التي وقعت في حدود الساعة الثالثة ونصف بعد الزّوال أنظار الكثير من المواطنين من سكان الحي السالف الذّكر ومن بقّية المواطنين المستعملين للطريق المؤدّي إلى ناحية بن عكنون وبئر مراد رايس وغيرهما من الاتجاهات، فيما أعاد إلى الأذهان صور فياضات باب الوادي بفعل كمّيات الأمطار الكبيرة جدّا لولا أن الأجواء هي أجواء صيف· بعض شهود العيان من سكان حي الينابيع الذين كانوا يقفون إلى جانب أعوان الحماية المدنية بانتظار انحصار المياه، قالوا ل "أخبار اليوم" إن المشكلة لم تكن وليدة الصدفة أو المفاجأة، بل إنهم لاحظوا قبل نحو ثلاثة أيّام تسرّب كمّيات من المياه، وأن كانت بصورة قليلة عمّا شاهدوه أمس بالجدار الذي كانوا قد أعلموا الجهات المعنية بخصوصه قبل نحو شهر ونصف بعد وقوع نفس المشكلة، وتمّ تدارك الأمر ومعالجة ذلك التشقّق، غير أنه في المرّة الثانية كانت الكارثة أكبر بكثير لأنه لم يتمّ التعامل بشكل جدّي مع المشكلة، ولم يتمّ ترميم التشقّق بالشكل المطلوب. ورغم هذا فإنه وحسب محدّثينا دائما، كان بالإمكان تداركها لو تمّت الاستجابة لنداءات المواطنين قبل ثلاثة أيّام كاملة، دون الانتظار إلى غاية صبيحة يوم الأحد للانطلاق في الأشغال ومعالجة المشكل مثلما تمّ إبلاغهم بالأمر· ولوحظ وجود سيّارات الجزائرية للمياه بالمكان، إضافة إلى شاحنة الحماية المدنية، وكذا ممثّلين عن الحي وإنما دون أن يتمّ وإلى غاية الساعة الخامسة تقريبا التعاطي مع المشكل، بل كان الجميع ينتظر انحسار الماء وتوقّفه رغم أن الأمر تسبّب في عدد من الأضرار، خاصّة بالنّسبة للأقبية والسيّارات والطرقات· من جهة أخرى، تعرّضت مجموعة من المحلاّت المختصّة في بيع الأثاث والعجلات والوسائل المكتبية الواقعة على طريق الولاية بمحاذاة حي 400 مسكن "سوريكال" والمقابلة لمجمّع "سفيتال" لخسائر مادية جسيمة، بعد أن غمرتها المياه النّاجمة عن العطب الذي أصاب الخزّان من كلّ جانب، والتي كانت تنجرف إلى داخلها بسرعة فائقة، ممّا أدّى إلى اتّخاذ تدابير فورية من طرف أصحاب المحلاّت، وكذا المؤسسات التي كانت تعلو الطابق الأرضي، الأمر الذي أدّى إلى تعجيل خروج الموظّفين خوفا من العواقب الوخيمة التي قد تحدث بعد احتكاك الماء بالكهرباء وظهر أصحاب المحلاّت وكذا المؤسسات في وضعية مزرية وهم يحاولون حماية مؤسساتهم وعتادهم الذي طالته الأضرار من كلّ جانب رغم مسارعتهم إلى التخلّص من كمّيات الماء المتسرّبة، كما تشكّلت كتل من الطّين أعاقت الدخول إلى محلاّتهم، ناهيك عن المؤسسة المختصّة في الهيدروليك، والتي كانت مكاتبها بمثابة معبر لسيول جارفة من المياه وصل سمكها إلى سنتيمترات معتبرة داخل المكاتب وأدّت إلى فرار كافّة العمّال من هول الفاجعة التي حلت بهم· وقد عبّر الكثيرون عن استيائهم بمن فيهم أصحاب المحلاّت وكذا المؤسسات الإدارية جرّاء الأضرار التي تكبّدوها منذ بدء العطب حوالي الساعة الثالثة زوالا، حيث أجبروا على احتواء الوضع لوحدهم، سيّما وأن المصالح المعنية التي قاموا بالاتّصال بها كمصالح البلدية لم تحرّك ساكنا ولم يحضر إلى عين المكان سوى أعوان الحماية المدنية تفاديا لحدوث أيّ طارئ، خاصّة وأن العطب خارج عن اختصاصهم وتابع لمصالح المياه، وكذا البلدية الملزمة بالإشراف على إقليمها واتّخاذ الإجراءات الضرورية والتدابير اللاّزمة في حال حدوث أيّ طارئ مفاجىء·