عصر التكنولوجيا الذي نعيش فيه يجعل من حياتنا أسهل، وبالنسبة للطلبة المقبلين على الامتحانات، وتلاميذ النهائي المقبلين على البكالوريا، بالنسبة لهؤلاء فان الانترنيت، وبعض المواقع الالكترونية تتحول إلى وسيلة هامة للمراجعة، ولتصفح بعض نصوص أسئلة السنوات الماضية، ولكن المختصين يحذرون من هذه الظاهرة، والتي جعل بعض هؤلاء التلاميذ يقعون في الخطأ. مصطفى مهدي كل الوسائل والأساليب لا بد أن يلجا إليها التلميذ المقبل على البكالوريا، بل إنّ المواقع الالكترونية التي تنشر بعض نصوص الأسئلة قد تكون وسيلة هامة، وحتى التلاميذ الذين لم يعتادوا على استعمالها يلجئون إليها في هذه الأيام، ويطلعون على مختلف النصوص ، وحتى تلك التي تعلق ببلدان عربية مجاورة، في بعض المواد العلمية والأدبية، وحتى تلك المواقع صارت تسارع إلى نشر كل ما يتعلق بالبكالوريا، حتى تحصل على زوار أكثر، أما التلاميذ من جهة هم، كثير منهم تخلوا على المراجعة الجماعية، وصاروا يراجعون على الانترنيت وفقط، وهو الأمر الذي يجده البعض ايجابيا، خاصة وان المراجعة الجماعية تتطلب وقتا، أما التلميذ الذي يراجع لوحده فيكفي أن يبقى مقابلا لشاشة الكمبيوتر ويتصفح كل الأسئلة التي تمت الإجابة عليها، مثل سفيان، والذي وصف المرحلة التي هو فيها بالتربص المغلق، يقول:"منذ حوالي أسبوع لم اعد اخرج من البيت، أبقى طيلة ساعات انهار مقابلا لشاشة الكمبيوتر، احل الأسئلة وأجيب عنها، وافعل كل ما أستطيعه من اجل أن ستفيد، ولا بد أن نذكر انه على التلميذ أن يختار ما يحله، فمثلا أنا اطلعت على مواقع مغاربية، وأخرى من مصر، وغيرها من البلدان، وأخذت بعض الطرائق في حل بعض المسائل الرياضية، وكذا بالنسبة لمادة الفلسفة، حللت عض النصوص من ثانويات في لبنان، وهكذا افعل مع كل المواد تريبا، هي طريقتي في حل الأسئلة، ولا احتاج لا إلى صديق ولا معلم و لا شيء، فهذه الفترة لا بد أن يركز فيها التلميذ ما أمكنه، وان استطاع أن يبقى لخلوته فليفعل". أما صورية، فقالت لنا انه يجب الحذر مع تلك الأسئلة التي نجدها على الانترنت، وألا نأخذها كلها، فطرائق حل المعادلات الرياضية، مثلا، تختلف، وكثير من الأساتذة يطالبوننا بحل الطريقة التي يعموننا إياها، رغم أن الحل في النهاية يكون واحدا، وهو الأمر الذي يجعلنا مطالبين بالتقيد بما أعطي لنا، بل أن بعض الأساتذة، يحمون علينا حتى التوسع في الموضوع ن وحتى من يعرف معلومة راضية، ولكن لا وجود لها في البرنامج فانه قد يتعرض إلى حذف نقاطه. أما المختصون فاغلب الذين تحدثنا إليهم حذروا من الظاهرة، السيدة سميرة محمدي، مدرسة مادة رياضيات في ثانوية المقراني، تقول:" لا بد أن لا يطلع تلاميذنا على كل شيء على الانترنيت، ولان اغلبهم لا يعرفون التفريق بين ما هو نافع لهم مما هو ضار، فانه يجب تفادي تلك المواقع نهائيا، أما نحن فنعلم طريقة واحدة لحل المسائل الرياضية، او طريقتين، ومن الصعب على التلميذ أن يستوعبها، فما بالك بأكثر مكن طريقة، نحن لسنا ضد أن يتعلم التلميذ ما استطاع من المعلومات ومن الطرائق، ولكن في غالب الأحيان لا يتحكم فيها، فخطيء" من جهتها السيدة راضية عمران، مدرسة فلسفلة بنفس الثانوية قالت:"لا بد أن يتجنب التلاميذ الانترنيت، وفي هذه المرحلة عليهم أن يتقيدوا بما يقوله وما يمنحه الأستاذ لهم، ولولا ذلك لما أعطي برنامج ولا شيء، ولاكتفى التلميذ طيلة السنة بتلقي الدروس عبر الانترنيت، فالبرنامج الدراسي، وفي كل المواد، وليس فقط في مادة الفلسفة، و أنا واحدة ممن ساهموا في انجاز البرنامج، والكتاب المدرسي، أقول انه جاء لكي يغربل المعلومات ، ويعطي التلميذ ما ينفعه، أما الانترنيت فتشوش عليه تلك الغربلة، وبالتالي كما لو كان لم نفعل شيئا".