ليونيل ميسي وتشافي هيرنانديز وأندريس أنييستا وبويول وبيكيه وبيدرو وغوارديولا والقائمة تطول بالأسماء التي أنتجتها أكاديمية برشلونة لكرة القدم التابعة للنّادي العريق، قادت الفريق في سنوات شبابها إلى الإنجازات والبطولات المحلّية والقارّية· ولا ينكر أحد أن مدرسة النّادي منجم من مناجم الذهب، بل إن ما تنتجه أغلى من الذهب، فلو بيع كلّ لاعب من لاعبي برشلونة في أسواق الكرة الأوروبية لكان سعره أكثره من وزنه ذهبا، علاوة على ما يحقّقه من أرباح مالية خيالية بجانب المتعة التي يقدّمها لعشّاق الساحرة المستديرة· ويبدو الفريق الكاتالوني يسير بخطى ثابتة نحو الاعتماد بشكل كلّي على مدرسته والتخفيف من عدد اللاّعبين القادمين من خارجها، وذلك تخفيفا للأعباء المادية المتأتية من استقدام اللاّعبين، إضافة إلى مسألة مهمّة وهي خلق لاعبين يدينون بالولاء المطلق للنّادي، وهو أمر يجعل اللاّعب يعطي كلّ ما لديه من أجل الفريق وسمعته· وقد لا نكون بعيدين كثيرا عن تحوّل الفريق الكاتالوني إلى شكل آخر من أشكال الفريق الباسكي أتلتيكو بيلباو الذي لا يضمّ أيّ لاعب من خارج الإقليم لأن برشلونة وتكوينها السياسي يوصل إلى هذا، فهي عاصمة الإقليم المطالب بالانفصال عن إسبانيا، وهذا قد يقود في النهاية إلى "كتلنة" الفريق· في المقابل، نجد الغريم التقليدي ريال مدريد يعامل كبار اللاّعبين في الفريق معاملة خاصّة، فهم نجوم بحقّ ولا يفرّط فيهم بسهولة، وإنما يجزل لهم في العطاء والمكافآت حتى يخلق لديهم ولاء قلّ نظيره من لاعب لناديه· فكم شهدنا من اللاّعبين الذين يلعبون لعدّة أندية كبيرة ورغم ذلك يبقى حبّ النّادي الملكي متفوّقا على الجميع، فالأسطورة الفرنسي زين الدين زيدان لعب مع جوفنتوس في أيّام عزّه وصنع أمجاده مع الفريق الإيطالي، إلاّ أن اِلتحاقه بصفوف الفريق الملكي أنساه حبّه الأوّل، وها هو زيزو يعمل مستشارا لرئيس النّادي مجّانا· والظاهرة رونالدو لعب لكبار أوروبا برشلونة وإنتر ميلان وريال مدريد وبرشلونة، إلاّ أنه ما انفكّ يعلن عن حبّه وعشقه للميرينغي الملكي، حتى عندما يتقابل مع برشلونة يعلن صراحة أنه ملكي مدريد· فيغو أيضا لا يشذ عن القاعدة، راؤول ونيستلروي وبيكهام ومورينتس وروبيرتو كارلوس وغيرهم الكثير يرون أن ريال مدريد هو حبّهم الأوّل في حلّهم وترحالهم، لذلك يكافئهم النّادي في آخر أيّامه مع الفريق بإطلاق سراحهم، ويقول لهم "اذهبوا فأنتم الطلقاء"· فكلّ من ذكروا تقريبا تركوا النّادي في صفقة انتقال حرّ، رغم أن ريال مدريد كان بإمكانه بيع راؤول مثلاً لكن النّادي يفضّل أن يستفيد اللاّعب من ذلك في تحسين شروط عقده، لتكون هبة النّادي للاعب دان بالولاء المطلق لناد كبير·