يوميات رمضانية البرامج الرمضانية فسحة الصائمين شفتي مرزاق واش دار ولا دليلة المغبونة اللي حبتوا وما دارش عليها سي العربي يا ما يا ما راجل ونص باين باللي يحترم المرا ويقدرها كل هذا الحديث أسمعه يوميا طيلة الشهر الفضيل من زميلاتي في المكتب فطوال فترة الدوام وهن لا يكفن عن الكلام عن مرزاق وخالد السي العربي ومريم حتى أني في يوم قررت قتل فضولي وسؤالهن عن أصحاب هذه الأسماء الرجالية والنسائية لكني تراجعت في اخر المطاف وحولت سؤالي لكريمتي التي أخبرتني أنهم أبطال مسلسلات رمضان هذا العام فمرزاق وزينو خالد أبطال مسلسل ولاد الحلال أما السي العربي ومريم فهما بطلا مسلسل مشاعر واسترسلت في كلامها وقالت: أن رمضان هذه السنة من الناحية الفنية غني وناجح لدرجة كبيرة فأولاد الحلال ومشاعر يعتبران من أكثر المسلسلات الأكثر مشاهدة حسب سبر الآراء. أولاد الحلال مرآة للواقع ودعتني الى متابعة أولاد الحلال لأنه يبث في توقيت مناسب لي بعد عودتي من العمل ويعالج قضايا واقعية حدثت وتحدث في الجزائر كلها وليس الباهية فقط طبعا فضولي لم يُشبع بشرح زوجتي لذا عزمت الأمر ودخلت البيت باكرا قبل السادسة مساء مباشرة جلست أمام قناة الشروق + منتظرا اياه مع عائلتي فحتى ياسر الرضيع صاحب العامين كان حاضرا وصامتا وهو الذي تعود قلب العمارة ببكائه المزعج. حلت ساعة الحقيقة وبدأ المسلسل كل شيء ممنوع حتى السعال مؤجل الى النهاية السادسةوالنصف مساء تنفست القدر الصعداء وأصبح بإمكاني اعطاء رأي حول المسلسل الذي أثار ضجة في الوسط الفني والشعبي فهو مقارنة بغيره من الأعمال الرمضانية السابقة والحالية مشرف لأول مرة عشنا عنصر التشويق بين حلقة وأخرى القصة حبكت بطريقة رائعة كل طاقم العمل وفق في ايصال الرسائل المراد تقديمها بعفويتهم وتلقائيتهم التي شملت حتى الأطفال ربما ستضحكون عليا لما أقول لكم أني تعلقت بالمسلسل كثيرااا وأنا الكاره لكل ما اسمه فيلم ومسلسل عربي أو تركي والعاشق بامتياز للرياضة بمختلف تخصصاتها .في صباح اليوم التالي وأنا في مكتبي ودون شعور سألت احدى الزميلات عن مرزاق من أمه ومن يكون الساقي الذي يتجول بالحي بعربته كل صباح ؟وهل ممكن أن تكون دليلة أخته المخلوقة لم تفهم شيئا واكتفت بابتسامة وواصلت عملها. قبل نهاية الدوام بنصف ساعة دخل عليا زميل ومن مصلحة أخرى للاستفسار عن شيئ يخص العمل وكم كانت دهشته كبيرة وهو يراني أختلس النظر بين الفينة والأخرى لهاتفي الخلوي لمتابعة الحلقات الماضية من مسلسل أولاد الحلال ما كانش منها الحاج واش راك دير؟ ضحكت وقلت له: راني نشوف في مرزاق تعرفوا؟؟؟ . ورحت أحدثه عن المسلسل وأنصحه بمتابعته لكنه رد عليا قائلا أنه لا يتابع الانتاج الجزائري ويفضل العربي لجدية المواضيع واحترافية الممثلين أعطاني مجموعة من عناوين مسلسلات مصرية وسورية ونصحني بمتابعتها لأني لن أندم على الاطلاق رجعت للبيت وسألت زوجتي عن محتوى هذه العناوين اندهشت هي الأخرى من سؤالي وفضلت أن أخوض التجربة بنفسي انتفاضة المسلسلات وبالفعل استغليت يوم الجمعة بكامله وأنا من قناة لأخرى بحثا عن كل ما هو درامي كوميدي وفي المساء خرجت بالنقاط التالية : - قبل الثورات العربية كانت المواضيع كلها عن الحب العادات والتقاليد الان وبعدما تخلص الناس من قهر واستبداد بعض الحكام تجرؤا وفتحوا الطابوهات الممنوعة منذ سنوات وأصبحوا يتحدثون عن ظلم الحاكم والمظاهرات ...الخ. سواء بطريقة تراجيدية أو كوميدية فهل لهذه الدرجة كان العربي مكبوت وممنوع من ابداء رأيه؟ . -اتحاد العرب فنيا خطوة ايجابية وتبشر بالخير فمسلسل مشاعر جمع خيرة الممثلين الجزائرين والتوانسة فتعدد اللهجات وتنوعها أضاف للعمل مذاق ونكهة خاصة . -الكاميرا الخفية العربية للأسف نزلت الى الحضيض فالمتابع لرامز جلال وبرنامجه رامز والشلال سيصاب بالخوف والذعر ليس من القوريلا والمغامرات التي يقوم بها مع ضيوفه وانما على الوجوه التي استضافها والمشكل أننا كعرب نقلد بعضنا في الأسوء فحتى الجزائريون عملوا مقالب بايخة وغير مضحكة لكثير من الضيوف فليس هكذا نضحك الناس. -ولكي لا يقال عني سلبي تحية لكل القائمين على البرامج الخيرية والانسانية التي شدتني وأدخلت الفرحة لقلبي الحمد لله أنه مازال هناك بشر خيرون وطيبون مع أني أفضل عدم الرياء الالكتروني الصدقة التي في السر تكون أكثر من الصدقة المجهور بها. - تحسن ملحوظ في الانتاج الدرامي في السنوات القليلة الماضية. بعد الانتهاء من تدوين كل هذه الملاحظات سمعت صوت زوجتي وهي تطلب مني خفض صوت التلفزيون للتمكن من سماع الأذان صح فطوركم والسلام عليكم.