يعرف مكتب البريد بحي فرحات بوسعد الواقع على مستوى بلدية سيدي أمحمد ضغطا كبيرا بسبب توافد عشرات المواطنين عليه يوميا لسحب أموالهم أو تفقد حساباتهم الجارية، إذ يتزاحم المواطنون في مساحة جد ضيقة، في حين يضطر من لم يجد مكانا له داخل المكتب إلى الانتظار خارجا، بحيث تمتد طوابير المواطنين من الساعات الأولى للصباح إلى غاية ساعة الإغلاق· يعاني هذا المكتب من نقص عدد الموظفين على حد تعبير أحد المواطنين ل"أخبار اليوم" أما البعض الآخر ممن قمنا بمحاورتهم أعربوا عن مدى تذمرهم من تماطل بعض الموظفين في أداء مهامهم غير مبالين بالمواطنين الذين يعانون من الانتظار لساعات تاركين وراءهم أشغالا، وحسب السيد "م·ن" الذي تكلم بلغة التهكم والغضب قائلا إنه في بعض الأحيان يتأخر عن موعد دوامه بسبب هذه المشكلة التي باتت أمرا لا يطاق ولا يحتمل في ظل الغياب التام للرقابة مما يحدث في كواليس معظم الإدارات لاسيما بريد "فرحات بوسعد"، ومن جهة أخرى استطرد محدثنا قائلا إن الحي وما جاوره يعرف كثافة سكانية عالية مما صعب من مهمة قاصدي هذا المكتب، كما أن الموظفين عجزوا عن تلبية طلبات كافة الزبائن الذين يضطر الكثير منهم إلى العودة في يوم آخر على أمل أن يكون الازدحام قليلا داخل المكتب وأمام بابه الخارجي، كما أن هذا المشكل يؤدي في الكثير من الأحيان إلى حدوث مناوشات بين بعض الوافدين والأعوان العاملين بالمكتب· وأمام هذا الوضع يرى الكثير من المواطنين أنه لا بد على السلطات المحلية القيام بتوسعة المكتب الحالي وتعزيزه بموظفين جدد وأجهزة الإعلام الآلي لضمان خدمة أسرع وأفضل، أو على الأقل إنجاز مكتب بريدي آخر بحي مجاور ليتوزع عليه الزبائن بغية التقليل من الضغط المفروض على هذا المكتب طوال أيام السنة، إلى جانب تكثيف الرقابة من جهات مختصة وعلى رأسها المسؤول الأول بمركز البريد وضربه بيد من حديد على هؤلاء العمال الذين لايقومون بمهامهم على أكمل وجه وهذا حسبهم ما أدى إلى تدني الخدمات على مستوى هذه المصلحة، وفي هذا الشأن يطالب المواطنون بتحسين الخدمات التي من شأنها رفع الغبن عنهم لأنهم ضاقوا ذرعا من تلك التصرفات اللامسؤولة من طرف بعض الموظفين، لذا يطالب هؤلاء السلطات الوصية بالتدخل الفوري من أجل تسوية هذه المشكلة التي باتت هاجس كل مرتادي هذه المصلحة من أجل سحب أموالهم· إلى جانب مشكل البريد هناك مشكل آخر طرحه تجار المحلات الواقعة بذات الحي من انعدام شروط النظافة الملائمة لممارسة النشاط التجاري، نتيجة تماطل أداء موظفي مصلحة النظافة التابعة لمصالح البلدية بشأن رفع النفايات، وبهذا الصدد أكد بعض التجار ل"أخبار اليوم" أن الوضع ازداد تأزما وتفاقما مع انتشار التجارة الموازية بأرجاء حي فرحات بوسعد مما انعكس سلبا على تجارة هؤلاء وأدى في بعض الأحيان إلى كساد تجارتهم، وتكبد بعضهم خسائر مادية معتبرة أدت بغالبية هؤلاء التجار إلى هجران محلاتهم، أو بيعها لأن الوضع لا يحفز بتاتا على العمل براحة، هذا إضافة إلى الفوضى العارمة التي يتسبب بها سواء من ضجيج أو نفايات وأوساخ جراء التجارة الموازية المنتشرة خاصة بحيي بوسعد وابن النفيس، وعليه وكنتيجة لهذه الوضعية يطالب تجار السوق البلدي بسيدي بضرورة تدخل السلطات البلدية قصد تخصيص أماكن قارة لهؤلاء والعمل على الحد من التجارة الموازية التي انتشرت عبر ربوع البلدية·