رغم أن الخوف من التعذيب والرصاص حجزهنَّ في المنازل، إلا أنهنَّ رفضنَ أن يمنعهنَّ هذا عن إظهار الاحتجاج والغضب من ممارسات النظام السوري، فعقدن العزم أن يصل صوتهن للعالم دون أن يعرضن أنفسهن وأبناءهن ل"الشبيحة" وقوات الأمن الموالية للرئيس السوري بشار، ونظمن المظاهرات وهتفن بالشعارات.. ولكن في بيوتهن، وتكفلت عدسة الكاميرا الصغيرة وموقع تبادل مقاطع الفيديو (يوتوب) بنقل صوتهن إلى العالم الخارجي. ففي الوقت الذي لا تتوقف فيه حصيلة القتلى عن الارتفاع وتشتد فيه وتيرة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس بشار الأسد ويزداد فيه عدد صور القمع التي تحملها شبكة الإنترنت، بث على الشبكة تقارير مصوَّرة من نوع مختلف لنساء يعتصمن ويتظاهرن في منازلهن. وخوفا من الموت برصاص أجهزة الأمن اكتشفت النساء السوريات طريقة جديدة للتظاهر تجنبهن خطر الموت أو الاعتقال والتعذيب، وهي التظاهر في المنازل وبث صور هذه التظاهرات والاعتصامات عبر شبكة الإنترنت التي تحولت إلى الموقع الأول للتواصل السوري مع العالم بسبب القيود التي لا تُحصى المفروضة من السلطات السورية على الصحافة الأجنبية. وفي كل شريط فيديو حرصت المتظاهرات على تسجيل تاريخ الحدث عبر صحيفة أو جهاز تلفزيون، وتظهر النساء وهنَّ ينشدن النشيد الوطني ووجوههنَّ مخفية خلف يافطات تحمل مطالبهن. وعلى قطع من القماش سجلت المتظاهرات دعواتهن للحرية ولإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإقامة حكم ديمقراطي، ومن بين الشعارات نرى صورة حمزة الخطيب الطفل الذي قضى جراء التعذيب الوحشي في أقبية أجهزة الأمن السوري والذي تحول إلى رمز من رموز الانتفاضة في سوريا ضد النظام. وتدعو معظم الكلمات المكتوبة على اليافطات المطالبة بالحرية وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإقامة حكم ديمقراطي، والتنديد بالتعذيب الوحشي، خاصة الذي تعرض له الأطفال وأشهرهم حمزة الخطيب. وعلى الرغم من ارتفاع حدة القمع الدموي للمتظاهرين ضد نظام الرئيس بشار الأسد، تستمر موجة الاحتجاجات في سوريا وتزداد يوما بعد يوم أصوات المطالبين بإسقاط النظام، وتتخذ أشكالا مختلفة بهدف الهرب من القمع الأمني تارة، أو إنهاك "الشبيحة" والقوات الأمنية تارة أخرى. وابتكر الثوار السوريون قبل ذلك أنماطا من التظاهر، مثل المظاهرات الطيارة (سريعة التنقل من مكان لآخر عبر الانفضاض وإعادة التجمع في مكان آخر متفق عليه سلفا) بهدف تفادي القمع إنهاك قوات الأمن في تعقبها من مكان لآخر، وأيضا المظاهرات الليلية التي تجعل الشبيحة وقوات الأمن يواصلون الليل بالنهار لقمع المتظاهرين مما يسبب ضغطا عصبيا عليهم. * خوفا من الموت برصاص أجهزة الأمن اكتشفت النساء السوريات طريقة جديدة للتظاهر تجنبهن خطر الموت أو الاعتقال والتعذيب، وهي التظاهر في المنازل وبث صور هذه التظاهرات والاعتصامات عبر شبكة الإنترنت التي تحولت إلى الموقع الأول للتواصل السوري مع العالم بسبب القيود التي لا تُحصى المفروضة من السلطات السورية على الصحافة الأجنبية.