رغم أنهم لا ينقلون الفيروس.. دفن موتى كورونا يتحول إلى مشكل عالمي دفن موتى كورونا تحول إلى مشكل لدى بعض الدول بحيث يُسقط البعض حقهم في الدفن وتُنتهك حرمة الميت بدعوى التخوف من نقل عدوى الفيروس القاتل وقد حدثت في الأيام الأخيرة صدامات وتحوّل دفن ميت كورونا إلى مشكل عوبص زلزل مواقع التواصل الاجتماعي وأسال الكثير من الحبر فالمصابون لم يرفضوا فقط في حياتهم بدعوى الخوف من انتقال العدوى منهم بل حتى بعد مماتهم علما أنّ منظمة الصحة العالمية قد حسمت الأمر بالتأكيد على أنه لم يثبت أي دليل على إصابة أشخاص بالعدوى نتيجة التعرض لجثة متوفى مصاب بكورونا. نسيمة خباجة لحسن الحظ لم يُثر في الجزائر مثل هذا المشكل العويص ونحن نتخبط في ظرف صحي عصيب بحيث يتم الدفن وفق ضوابط أقرتها وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والأوقاف من شأنها إكرام الميت وعدم انتهاك حرمته من جهة مع الالتزام بالإجراءات الوقائية لتجنب العدوى من جهة أخرى فحق الدفن هو مخول قانونا وشرعا للميت ولم نصطدم في مجتمعنا بمثل هذه المشاكل مند بدء الوباء الذي خلف وفيات تعدت 300 وفاة. لكن ما يدور من حولنا حيّر كثيرين عبر العالم بحيث نشبت صراعات وصدامات حول دفن موتى كورونا بسبب الرفض والخوف من العدوى ووصل الأمر إلى تحول أمر الدفن إلى مشكل عويص وهو ما سنسلط عليه الضوء في هذا التقرير... 3 أيام من البحث عن قبر! واصلت عائلة مواطن تونسي متوفي بكورونا رحلة البحث عن قبر لدفن الفقيد بعد رفض أهالي منطقة السلوقية بمجاز الباب دفنه في مقبرة الجهة على مدار ثلاثة أيام. وكان الراحل قد أصيب بفيروس كورونا في الخارج وعاد إلى تونس للعلاج لكن وافاه الأجل المحتوم. كما حاولت عائلته دفنه في مقبرة مجاز الباب لكنهم فوجئوا بنفس الرفض من مجموعة من المواطنين علما أنه من أصيلي قرية السلوقية معتمدية مجاز الباب. واضطرت عائلته إلى إعادته إلى مستشفى عبد الرحمان مامي بأريانة إلى حين إيجاد حل ودفن الراحل رفض دفن طبيبة مصابة بكورونا ألهبت مواقع التواصل الاجتماعي حادثة غريبة من نوعها في زمن كورونا تتعلق برفض دفن واحدة ممن كانت في الصفوف الاولى لمجابهة المرض ومد يد العون للمرضى بحيث رفض أهل قريتها دفنها بالمنطقة تخوفا من نشر الفيروس وهي طبيبة مصرية بحبث استهجن الكل الموقف المعادي للطبيبة التي استشهدت في الميدان وهي تؤدي واجبها النبيل واظهر الفيديو عدد من أهالي قرية شبرا البهو بالدقهلية بمصر تجمعوا أمام سيارة الإسعاف بالمقابر ورفضوا دفن الطبيبة وقامت قوات الشرطة بإلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق الأهالي حتى تم دفن الجثمان بعد أن نشب خلاف بين الأهالي وأسرة الطبيبة على دفنها بالقرية وطالبوا بنقلها إلى قرية ميت العامل المجاورة لهم لكونها مسقط رأسها ورفضوا استكمال إجراءات الدفن. ووصل نائب مدير أمن الدقهلية ومأمور مركز أجا وضباط مباحث المركز ومجموعة من الإدارة الصحية بالمركز وانتقلت أجهزة الأمن إلى القرية بقيادة نائب مدير أمن الدقهلية ومأمور مركز شرطة أجا لتهدئة الأهالي وتدخل مسؤولون بالإدارة الصحية لمركز أجا لتوضيح عدم وجود أي خطورة من دفن الجثة إلا أن الأهالي أصروا على رفضهم ما دفع قوات الأمن لإلقاء قنابل مسيلة للدموع لتفريق الأهالي والانتهاء من دفن الجثمان. اقتراحات لحل مشكلة دفن موتى كورونا قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف السابق إن تغسيل الميت وتكفينه ودفنه فرض كفاية إذا قام به البعض سقط عن الجماعة وإذا لم يقم به أحد أثم الجميع ومع ذلك فإن حفظ حياة الناس مقصد من مقاصد ديننا الكلية ومع أنه لم يثبت انتقال العدوى من الميت إلى الأحياء أثناء تغسيل الميت أو دفنه. وتابع شومان -خلال بيان صدر الاحد الفارط لا سيما مع اتخاذ الإجراءات التي حددتها وزارة الصحة إلا أن الناس يتملكهم الخوف من الاقتراب من جثث الموتى بالفيروس ووضع بعض المقترحات حلا لهذه المشكلة جاء فيها ما يلي: 1-تخرج الجثة من المستشفى بعد تغسيلها عن طريق طاقمها المؤهل والمجهز بوسائل الحماية في سيارة نقل الموتى. 2-يكلف فريق من المستشفى بالقيام بعملية الدفن وفق الضوابط المحددة من قبل وزارة الصحة. 3- يتم الصلاة على الميت ولو بشخصين بعد تغسيله داخل المستشفى. 4- تتوجه السيارة بعد إبلاغ أهل الميت بموعد الدفن ومكانه وتسمح بحضور عدد محدد منهم يقتصر على أقرب المقربين في حدود عشرة أشخاص لحضور الدفن دون مشاركة أو تدخل في مسألة الدفن. 5- إذا حددت الدولة مقابر لدفن موتى الفيروس يتم الدفن بها ولا يجوز الاعتراض من أقاربه. 6- تمنع جميع مظاهر العزاء عن طريق التجمعات والسرادقات ويكتفى بالاتصال الهاتفي أو الرسائل الإلكترونية رفض دفن جثث موتى كورونا حرام شرعًا عبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بشأن المستجدات حول انتشار فيروس كورونا عن رفضه لمظاهر التنمر والسخرية من مصابي فيروس كورونا المستجد وضحاياه مؤكدًا أنه لا يجوز أبدا ولا شرعًا ولا مروءة أن يسخر إنسان من إنسان آخر أصيب بهذا الوباء أو مات به أو يتنمر ضده والواجب هو أن يدعوَ الإنسان لأخيه الإنسان وأن يتضامن معه وألا يسخر منه بكلمة أو نظرة أو فعل أو قول يؤذي المصاب ويؤذي أهله وأضاف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أنه أحزنني كثيرًا كما أحزن جموع المصريين أن نرى بعض أبناء وطننا يرفضون استلام جثث ذويهم ممن ماتوا بهذا الوباء أو دفنهم في مقابرهم وهو أمر محرم شرعًا ومجرم أخلاقًا وإنسانية في إشارة إلى احتجاج عدد من أهالي إحدى القرى في مصر على دفن طبيبة توفت نتيجة الإصابة بفيروس كورونا. وتابع شيخ الأزهر في كلمته كان على هؤلاء المسيئين أن يعلَموا -بل يتعلموا- أن للموت مهابة وجلالاً وله عظة عملية بالغة يجب أن يستحضرها كل إنسان حين يطرق سمعه حديث عن الموت أو كلما رأى جنازة ميت وأن يتذكَر أن النبي كان يهب واقفًا حين تمر به جنازة احترامًا للميت وإجلالًا لأول منزل من منازل الآخرة كما يجب أن يعلم هؤلاء أنهم صائرون لا محالة إلى نفس المصير وعلى المسلمين أن يذكروا أن شريعة الإسلام تطالبهم بالإسراع في تجهيز الميت والتعجيلِ بدفنِه وأن من إكرام الميت دفنَه والدعاءَ له والترحم عليه حسب ما ورد في نص كلمته. ودعا الدكتور أحمد الطيب إلى الالتزام الصارم بما تصدره الهيئات الصحية والجهات المختصة بشأن من يتوفون في ظروف استثنائية مثل ظروف الوباء الذي يضرب البلاد والعباد في هذه الأيام مشيرًا إلى أن التجمهر في وجه جنازةِ الميت ورفضَ دفنه في مقبرةِ بلده ومسقط رأسه هو انتهاك صريح وغير آدمي لحرمات الموتى التي تعارف عليها كل الناس شرقًا وغربًا مؤمنين وغير مؤمنين .واختتم شيخ الأزهر الشريف والذي يعد أهم مؤسسة دينية إسلامية سنية في العالم كلمته بالتأكيد على أن المصابين بهذا الوباء والمتضررين بسببِه هم جزء منا وعلينا دعمهم ومعاونتهم ولكل متوفى في هذه الأيامِ ولأهله علينا واجب تقديم كل الحقوق الشرعية والاجتماعيةِ. هذه قواعد الدفن وسط المخاوف الشعبية من التعامل المباشر مع المتوفين من ضحايا فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) نشرت منظمة الصحة العالمية دليلا إرشاديا يجيب عن الأسئلة المتعلقة بحقيقة انتقال عدوى كورونا المستجد من المتوفى إلى الأحياء. أكدت المنظمة أنه بحسب المعلومات المتوفرة حتى الآن حول فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) فإن جثث الموتى ليست معدية كما لم يثبت حتى اليوم أي دليل على إصابة أشخاص بالعدوى نتيجة التعرض لجثة شخص توفي بسبب الإصابة بالفيروس لا سيما مع اتخاذ إجراءات الوقاية اللازمة من قبل الأفراد المتفاعلين بصورة مباشرة مع جثة المتوفى. هل ينبغي إحراق الجثث؟ من المفاهيم الشائعة المغلوطة أنه ينبغي إحراق الجثث المصابة بفيروس كورونا المستجد لكن ذلك ليس صحيحا وإن تم تنفيذه فهو أمر يتعلق بالطقوس والمعتقدات وليس له أي علاقة بالقواعد الصحية في الدفن. وينبغي إيلاء الأولوية القصوى لسلامة أي شخص يقوم بتج?يز الجثث وقبل الشروع في تج?يز الجثة يجب أن يضمن القائمون على ذلك تنظيف اليدين على النحو اللازم وتوفير معدات الحماية الشخصية الضرورية. هل يجب التعجيل بالدفن أم تأخيره؟ أكد الدليل الإرشادي لدفن موتى كورونا المستجد على ضرورة الحرص طوال الوقت على صون واحترام كرامة الميت وتقاليده وطقوسه الدينية ورغبة أسرته في الدفن. كما ينبغي تفادي العجلة في التخلص من جثة الميت بسبب كوفيد-19 لحين تحضيرها وتكفينها وضمان أقصى درجات الأمان في نقل المريض من غرفته وصولا إلى وحدة التشريح أو مستودع الجثث وحتى الدفن في القبر كما أشارت المنظمة إلى أن جثة المتوفى لا تنقل العدوى بعد دفنها. كيف يحمي فريق الدفن نفسه؟ بنبغي تنظيف اليدين قبل التعامل مع الجثة ومحيط?ا وبعده مع استخدام معدات الحماية الشخصية المناسبة حسب مقدار التفاعل مع الجثة بما في ذلك الرداء الطبي والقفازات. وإذا كان ?ناك خطر انبعاث رذاذ من إفرازات الجسم أو سوائله فينبغي أن يحمي العاملون وجو??م باستخدام الأقنعة أو النظارات الواقية والكمامات الطبية. كيفية تجهيز الجثة يجب الحرص على تقليل تحريك ونقل الجثة وينبغي تغليفها بقماش ونقل?ا في أسرع وقت ممكن إلى المشرحة وبحسب منظمة الصحة العالمية لا حاجة لتعقيم الجثة قبل نقل?ا إلى المشرحة وليس هناك ضرورة لاستخدام حقائب الجثث إلا في حالة التسرب المفرط لإفرازات الجسم. ما احتياطات الغسل؟ عند البدء في تجهيز الجثة للدفن (الغسل والتكفين) يجب أن يحرص الأفراد المكلفون بهذه المهمة على ارتداء ملابس وأدوات الحماية الشخصية المناسبة مثل القفازات والرداء المانع للماء والكمامات وواقي العين لا سيما لهؤلاء الذين يقومون بغسل الجثة وتنسيق وحلاقة الشعر وتقليم الأظافر. ما احتياطات السلامة؟ أفادت منظمة الصحة أنه يمكن لأسرة المتوفى رؤيته وتوديعه دون لمسه أو تقبيله ولا ينصح بتفاعل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاما أو الأطفال أو ضعفاء المناعة (لا سيما مرضى الأمراض التنفسية أو أمراض القلب أو السكري أو ضعف الج?از المناعي) مع جثة المتوفى. ما ضوابط التشريح؟ إذا تقرر تشريح الجثة فيجب أن يكون ذلك في حضور أقل عدد ممكن من المختصين وينبغي ارتداء ملابس وأدوات الحماية الشخصية المناسبة منعا لانتقال الفيروس من رئتي المتوفى كما ينبغي اتخاذ احتياطات إضافية في حالة التشريح من ارتداء المعطف الطبي والملابس الواقية المانعة للماء والسوائل طويل الأكمام والقفازات وغطاء الوجه والنظارات الواقية وأحذية طويلة عازلة كما ينبغي استخدام قناع مرشح للجزيئات (من نوع N95 أو FFP2ّ وFFP3 أو ما يعادل?ا). كما وضعت منظمة الصحة شرط توفير تهوية مناسبة في غرفة التشريح إلى جانب تنظيف مكان التشريح بالماء والصابون جيدا بالإضافة إلى مسح الأسطح بالإيثانول لمدة دقيقة على الأقل. ضوابط مراسم الدفن يمكن لأسرة وأصدقاء المتوفى توديعه وفقا للمعتقدات الدينية والأعراف المتبعة ولكن دون لمس أو تقبيل للجثة كما ينبغي غسل اليدين جيدا بعد ذلك بالماء والصابون. ويجب أن يرتدي الأشخاص المكلفون بحمل الجثة وإنزالها في القبر ودفنها قفازات ويجب أن يغسلوا أيديهم بالماء والصابون بعد نزع القفازات والانتهاء من إجراءات الدفن وينبغي نزع وغسل أي ملابس يرتدي?ا الشخص أثناء تج?يز الجثة فور الانت?اء من تلك العملية. ما الضوابط الصحية في الصلاة على المتوفى؟ بحسب منظمة الصحة فإن تلك الأمور تعود إلى المعتقدات الدينية والأعراف المتبعة لكن تنطبق الشروط نفسها على الشخص المسؤول عن إقامة الصلاة على المتوفى (كرجال الدين) بأن يتجنب لمس المتوفى وارتداء واقي العين والفم وقفازات لليدين لا سيما لمن سيحملون جثمان المتوفى. كما ينبغي نزع الملابس التي ارتداها كل من تفاعل بصورة مباشرة مع المتوفى أثناء تجهيز الجثة أو دفنها وتنصح منظمة الصحة العالمية بضرورة غسل تلك الملابس في درجة حرارة مرتفعة بالماء والصابون. هل يجب التخلص من ملابس المتوفى؟ أفادت منظمة الصحة العالمية بأنه يمكن غسل ملابس المتوفى في الغسالة الكهربائية بالماء والصابون وتحت درجة حرارة بين 60 و90 درجة مئوية. وإذا لم تتوفر الغسالة فيمكن غسل الملابس في حوض كبير بالماء الساخن والصابون ونقعها في محلول الكلور المركز بنسبة 0.05 لمدة لا تقل عن 30 دقيقة وتركها لتجف تحت أشعة الشمس.