تشتكي الجالية الجزائرية بالخارج، خاصّة بفرنسا أين تتواجد بكثرة، من غلاء بطاقات السفر من فرنسا إلى الجزائر، والتي تزداد غلاء خاصّة في موسم الصيف لتزايد توافد السياح والمغتربين على الجزائر لقضاء عطلة الصيف وربما اغتنام الفرصة لقضاء شهر رمضان مع العائلة في الوطن· تعاني العائلات الجزائرية المقيمة في المهجر، خاصّة في فرنسا من الارتفاع الكبير لأسعار تذاكر السفر الخاصّة بخطّ فرنساالجزائر، إذ هناك بعض الأسر المتوسطة ذات العدد الكبير من الأفراد ليس لها القدرة المادية الكافية لشراء هذه البطاقات الضرورية للسفر الذي انتظروه طيلة عام كامل أو أكثر، فيضطرون إمّا إلى الاقتراض من البنك أو الأصدقاء أو اختيار بعض الأفراد فقط من العائلة ككبار السنّ أو بعض الأطفال الرّاشدين للتمتّع بعطلة في بلدهم الأصلي، وربما اضطرّت العائلات في بعض الأحيان إلى التخلّي عن مخطّط الصيف لضيق الحال أو تغيير وجهة أخرى بتكاليف أقلّ· تقول السيّدة ليندة القاطنة بجنوب فرنسا إنها تستعدّ لرحلة السفر إلى الجزائر خلال عطلة الصيف طيلة عام، وأطفالها رغم ضيق مسكن جدّتهم وعدم امتلاكهم لسكن في الجزائر إلاّ أنهم اعتادوا على تمضية العطلة في الجزائر، لكن هذا العام ربما ستغيّر البرنامج لغلاء بطاقات السفر التي لم تستطع شراءها لأنها كانت مريضة خلال السنة ولم تعمل كثيرا، وبالتالي ليس لها المال الكافي لتغطية تكاليف السفر لكلّ أطفالها· هذه السيّدة واحدة من كثيرين اضطرّوا إلى تغيير برنامج سفرهم وإلغاء رحلاتهم لغلاءالبطاقا· أمّا السيّد كمال القاطن بمرسيليا فيقول إنه ورغبة منه في إرضاء والدته القاطنة بمدينة بجاية فإن له رحلة سنوية إلى الجزائر مع أولاده وزوجته المغربية، وفي كلّ عام كان يختار الباخرة كوسيلة سفر لامتلاكه سيّارة ولقرب الميناء من مكان إقامته، لكن هذا العام بعد بيعه لسيّارته اضطرّ إلى شراء بطاقة سفر للجزائر عبر الطائرة عن طريق الأنترنت لكنه اصطدم بغلاء الأسعار مقارنة بتكاليف السفر بحرا، كما أن اختيار تاريخ الحجز ليس متاحا دائما فالأماكن كلّها حجزت قبل شهور، إذ للحجز في شهر جوان الذي هو أقلّ تكلفة يكون ابتداء من شهر أفريل، أمّا شهر جويلية الذي ترتفع فيه الأسعار بشكل كبير جدّا حيث تصل إلى 400 أورو للبطاقة لكنها تنخفض قليلا في نهاية الشهر لتصل إلى 300 أورو وذلك بسبب حلول شهر رمضان لهذا العام في وقت مبكّر، لذا هناك بعض العائلات تفضّل قضاء شهر رمضان في فرنسا لبرودة الطقس فيها، لذا فإن الأسعار تنخفض في شهر أوت لتصل إلى 200 أورو، لكن الأسر المتوسطة حتى ولو أرادت المجيء في شهر أوت لانخفاض التكلفة إلاّ أن البطاقات كلّها تكون قد نفدت وحجزت من قبل العارفين بأسعار البطاقات· لذا، يطالب أفراد الجالية الجزائريةبفرنسا السلطات الوصية على الخطوط الجزائرية بأخذ بعين الاعتبار وضعهم وعدم قدرتهم على تكاليف السفر التي تزداد بشكل غير عادي في عطلة الصيف التي ينتظرونها طيلة عام كامل، لكن تضارب الأسعار حال دون تحقّق أمنيتهم في زيارة وطنهم وأهلهم، فهم يريدون على الأقل التكفّل بهم كما هو الحال بالنهسبة لأشقّائهم المغاربة والتونسيين، فالمغاربة لهم مثلا حافلات مخصّصة تنقلهم مباشرة إلى إسبانيا ثمّ المغرب بتكلفة أقلّ، أمّا التونسيون فبطاقتهم أقلّ بكثير من بطاقة الجزائري وهم يستعدّون بأعداد كبيرة للسفر هذا العام إلى وطنهم رغم الظروف الداخلية التي تعيشها تونس·