تتقطّع قلوب الملايين من الجزائريين الذين يعيشون على أعصابهم هذه الأيام مما يحدث في الشقيقة سوريا، من أعمال عنف، يذهب ضحيتها يوميا آلاف المواطنين، بين من يساند نظام الأسد، ومن يُطالب برحيله، ومن بقي بين صور الموت والدمار أخرسا أصمّا، كلّ هذا يأتي في وقت من المفروض أن ينتظر فيه المشاهدون المسلسلات السورية التي اعتادوا عليها في شهر رمضان، ولكن ها هم اليوم يصدمون، ويُضطرّون إلى متابعة المسلسل الأكثر درامية، ودموية م سنوات. مصطفى مهدي. حتى الأقلّ إهتماما بالسياسة، وبما يحدث في الوطن العربي، ومن كان لا يعنيه من تلك البقاع إلاّ ما تصدره لنا من مسلسلات، وأغاني، وأفلام، حتى هؤلاء راحوا يُشاهدون، ويتابعون ما يقع من أحداث دموية، إقليميا، وخاصّة في سوريا التي إنحرفت فيها الأمور لتتحوّل إلى مآسي حقيقية، يعيشها يوميا أشقاؤنا، بين موت، وخراب، ونفي، وأحزان، كلّ هذا تابعه الجزائريون من وراء الشاشة، وقلوبهم تحاول أن تطير إلى سوريا لتهب لنجدتهم، ويتألم لتلك المناظر خاصّة ممّن لهم عائلات منها، تقول هبة نادر:" أنا سورية، ولكنني مقيمة هنا منذ ولادتي، و لديّ عائلة في بلدي الأصلي سوريا، وقلبي يتقطع وأنا أسمع هذه الأخبار الدموية التي تأتينا لتعلمنا بالموت والخراب الذي حطم البلاد، دون أن يتزعزع النظام ولا شيء" تقول لنا سعاد من جهتها:"حماتي سورية، ولها أقارب في سوريا، لهذا فإنّ لي أصولا سورية تجعلني أتوجع لما يصيب هذا البلد الحبيب، وأتمنى أن ينتهي كلّ هذا في أسرع وقت، فنحن في البيت نعيش على أعصابنا". آخرون لا تربطهم بسوريا تلك القرابة، ولكن قرابة اللغة والدين والمصير المشترك، عبّروا بدورهم أنه لن يهنأ لهم بال حتى تتحسن الأوضاع في البلدان التي تعاني الأمرّين، وسوريا التي يجد شعبها أنفسهم وحيدين، خاصّة أمام صمت العالم الرهيب، هذا ما قالته لنا سمية قبل أن تضيف"إعتدت أن أنتظر الأعمال السورية ما إن يقترب شهر رمضان، فأسجل مواقيت كلّ مسلسل أو فيلم، وأحاول متابعتها كلها، فأنا لطالما عشقت الأعمال الدرامية السورية، ولكن، وللأسف لن نشاهد هذه السنة إلاّ صور الدمار تأتينا من هذه البلاد العزيزة على قلوبنا جميعا" يوسف هو الآخر صار لا يرتاح إلاّ إذا تابع أخبار سوريا، وما يحدث فيها، يقول:"لا أتزعزع من أمام شاشة التلفزيون، خاصة في المساء عندما أعود إلى البيت، قلوبنا كلنا مع سوريا" يتنهد ثمّ يقول:"هذا البلد الذي أحببته شخصيا من خلال الأعمال التلفزيونية، بين مسلسلات وأفلام جميلة، وهو الأمر الذي جعلني أتحسر ف البداية لأنّ الكثير منها ألغي، ولكن، وما أن الأحداث تحوّلت إلى دمار شامل، فصيرت لا أتمنى إلاّ أن تعود الأمور إلى مجراها، هذا فقط، وبالإضافة إلى الأخبار التي تبثّها مُختلف القنوات الفضائية، فأنا أتّصل ببعض السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، لأستفسر عن أحوالهم كيف هي".