بدأت وحدات كبيرة في جيش الاحتلال الاسرائيلي أمس الأحد المناورة العسكرية السنوية الاكبر في تاريخه واطلق عليها اسم "نقطة تحول 5". ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن الجيش قوله "ان هذه المناورة تهدف الى اختبار مدى جاهزية الجيش لخوض حرب تجرى على جبهات عدة في ذات الوقت وتحاكي احتمالية سقوط مئات الصواريخ على المدن والتجمعات السكنية الاسرائيلية تطلق من ايران وسوريا ولبنان وقطاع غزة". وتستمر هذه المناورة خمسة ايام وتشارك فيها الى جانب الجيش كافة الاجهزة الامنية اضافة الى مكاتب الوزارات ومكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والسلطات المحلية ومنظمات تشغل بنى تحتية استراتيجية. وستركز خلال الايام الثلاثة الاولى منها على تدريب قيادات قوات الجيش والشرطة والاجهزة الامنية وعمل الوزارات وستحاكي تعرض الجبهة الداخلية المدنية الاسرائيلية لهجمات صاروخية مكثفة في جميع انحاء اسرائيل. وسيتم خلالها ايضا اختبار مدى استعداد الجبهة الداخلية في اسرائيل لسقوط صواريخ غير تقليدية في جميع انحائها وتضرر البنى التحتية الوطنية فيها. ويعمل الجيش الاسرائيلي على "وضع مختلف الاستعدادات والاليات الخاصة بكيفية التعاطي مع سيناريوهات عدة قد تتعرض فيها البنى التحتية في اسرائيل كشبكتي الحواسيب والاتصالات لهجوم الكتروني". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية ان مختلف السلطات المحلية في اسرائيل ستتدرب خلال المناورة على كيفية تعاطيها مع اضطرارها لنقل ما بين 300 الف الى 400 الف اسرائيلي من مناطق سكنهم الى مناطق اخرى أكثر أمنا. وستحاكي هذه المناورة نقل هؤلاء الاسرائيليين الى منطقة غور الاردن حيث سيقيمون في قواعد عسكرية وفي معسكرات خيام الى حين تمكنهم من العودة الى بيوتهم بعد انتهاء الحرب المحتملة. وسيتم التدريب في اليومين الاخيرين ميدانيا في انحاء متفرقة من اسرائيل وستطلق صفارات انذار تدعو جميع السكان في اسرائيل الى الدخول الى الملاجئ والغرف الآمنة للاحتماء من هجمات صاروخية. وخلال هذه المناورة سيصل لنحو ثلث سكان اسرائيل بلاغاتٌ على هواتفهم المحمولة تنذرهم بحدوث قصف صاروخي وهمي وانه يتعين عليهم الدخول الى ملاجئ وغرف آمنة. وفي موازاة المناورة وعلى صعيد الجبهة الداخلية سيجري سلاح الجو الاسرائيلي تدريبات على اعتراض صواريخ من خلال منظومة القبة الحديدية لاعتراض القذائف والصواريخ قصيرة المدى وكذلك صواريخ "باتريوت" وسيتم وضع منظومة صواريخ "حيتس" لاعتراض الصواريخ طويلة المدى في حال تأهب. ودرجت الجبهة الداخلية الاسرائيلية منذ عام 2007 على اجراء سلسلة من المناورات والتدريبات الخاصة بالاستعداد لمواجهة عسكرية تطال كافة انحاء اسرائيل تطلق عليها اسم (نقطة تحول). وتتهم اسرائيل تنظيم حزب الله اللبناني والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة بامتلاك صواريخ متقدمة وبعيدة المدى ومتطورة قادرة على ضرب اهداف وسط اسرائيل. ويسود الاعتقاد في اسرائيل ان هذه المناورات المقررة المسماة "نقطة تحول" تأتي كواحدة من تداعيات ونتائج الحرب الفاشلة التي شنها الجيش الاسرائيلي على لبنان في صيف العام 2006. وفي اسرائيل يسود شعور جديد في ظل التحولات التي تشهدها بعض الدول العربية بوجود اشكالية حقيقية تتعلق بتغيير واضح في موازين القوى في المنطقة التي تتجه شعوبها نحو مزيد من العداء لها.