حلم الرشاقة يغطي غابة المخاوف والمخاطر حبوب التنحيف.. عشوائية في البيع و تقليد يهدد الصحة البحث عن حل سريع لفقدان الوزن هاجس يقلق راحة الكثيرين ممن يواصلون البحث عن أي طريقة أو دواء يساعدهم على ذلك بدون اللجوء إلى طبيب أو حتى باتباع حمية غذائية فالتهاون في بيع أدوية التخسيس وتداولها بشكل عشوائي بين الناس بطرق مختلفة ومتنوعة يشكل خطراً يهدد صحة وسلامة الكثيرين خصوصا تلك التي تُجهل طبيعة مكوناتها. نسيمة خباجة النحافة تحولت إلى موضة العصر وحلم يلهث وراءه الكثيرون من الجنسين وإن كان هوس المرأة أكثر من الرجل في هذا المجال وهي الغاية التي تدفعها إلى تصفح مئات المواقع بصفة يومية للبحث عن وصفات طبيعية للتنحيف ترتكز أساسا على الأعشاب ومنهن من تذهب إلى أبعد من ذلك بالبحث عن أدوية التنحيف والمكملات الغذائية التي تكون مخاطرها كبيرة على الصحة وقد تؤدي إلى أمراض مستعصية بالنظر إلى تأثيراتها ومضاعفاتها الخطيرة كما ان فترة الحجر الصحي أدت إلى عادات غذائية خاطئة مما أدى إلى ظهور مشكل السمنة لدى الكثيرين وجعلهم يلهثون للبحث عن وصفات وخلطات التنحيف عبر الوسائط الاجتماعية . أدوية تؤخذ بناءً على تجارب الآخرين بمحض الصدفة وعن طريق تطبيق التواصل الاجتماعي واتس أب لفت نظر الثلاثينية إيمان نوع جديد من أدوية التخسيس لفقدان 10 كيلوغرامات خلال شهر بدون حمية أو رياضة. إيمان أم لأربعة أطفال كغيرها من النساء اللواتي يحلمن بجسم رشيق فما إن قرأت تعليق المشتركات في قروب واتس اب حتى سارعت إلى شراء هذا المنتج الذي تزعم مروجته بأنه كبسولات أعشاب آمنة. وبالرغم من نجاح هذا المنتج مع العديد من الفتيات اللواتي قمن بشرائه من خلال الواتس اب إلا أن الحال كان مختلفا كثيرا مع إيمان التي عانت فترة طويلة من اضطرابات في الهضم فضلا عن إسهال شديد وقلة حيلة رافقتها خسارة طفيفة في الوزن. السيد خالد في العقد الرابع كان أحد مجربي أدوية التنحيف لرغبته في إنزال وزنه ولكن بدون بذل أي مجهود وكانت صدمته كبيرة بعد أن رأى صديقه وقد خسر 20 كيلوغراما من وزنه بعد مرور ثلاثة أشهر نتيجة تناوله أحد أدوية التنحيف. وبعد رؤيته لقصة النجاح الحقيقية لفقدان الوزن سارع خالد لشراء الدواء بدون أن يفكر إن كان ملائما لجسمه أم لا. اسأل المجرب ولا تسأل طبيب هكذا برر تصرفه عند ذهابه للصيدلية لشراء الدواء متجاهلا الأضرار الجانبية التي قد يتسبب بها الدواء. السيدة منال من بين الذين وقعوا ضحية لتجار أدوية التخسيس العشوائية وبعد شرائها وصديقاتها عبوات لإنزال الوزن ذات تكلفة عالية لم تتمكن من إنزال وزنها بل على العكس تسبب الدواء بألم في الكليتين فضلا عن شعور دائم بجفاف حلقها وتنميل بأطرافها. في النوادي الرياضية وصالونات التجميل تحدث الكثير من القصص إذ تبدأ القصة من الترويج للدواء وفعاليته وفق ما تقول الثلاثينية امينة التي أبدت استغرابها من إقبال الكثيرين على شراء هذه الدواء. وتتساءل عن كيفية إمكانية تداول هذه الأدوية في مثل هذه الأماكن بدون رقابة من جهة فضلا عن بيعها في عبوات بيضاء بدون أن يوضع عليها بطاقة بيان أو حتى أي شيء يبين مصدر إنتاجها وطبيعة مكوناتها. صرف الأدوية بدون وصفة يشدد الاطباء على ضرورة صرف الأدوية من خلال وصفة طبية معتمدة من طبيب خصوصا الأدوية التي تتعلق بالنحافة وإنزال الوزن فالعلاج الذي قد يناسب شخصا ليس بالضرورة أن يناسب شخصا آخر وحذر وا من خطورة تناول أي نوع من أدوية التخسيس قبل إجراء فحوصات طبية كاملة وإجراء فحص سريري من قبل اختصاصي غدد صماء وسكري فالسمنة تحولت إلى مرض العصر ويجب البحث وراء السبب وحله. ان اختصار كميات الأكل وممارسة الرياضة يعدان حلا مثاليا لفقدان الوزن لكن في حين كان هناك خلل في الجسم فمن الأجدى أن يعالج الخلل قبل البدء بالبحث عن حلول لفقدان الوزن وتناول أدوية التخسيس وتكمن خطورة الأدوية بالتقليد حيث يلجأ العديد من الناس لتناول الأدوية بدون الاهتمام بالآثار الجانبية وما يمكن أن يحدثه تناولها من حساسية قد تكون قاتلة في بعض الحالات وشدد الاطباء على ضرورة معرفة سبب السمنة أولا قبل البحث عن طرق التخلص منها كما ان القانون يمنع صرف أي علاج بدون وصفة طبية باستثناء المسكنات التي لا يوجد لها أي أضرار على المريض. حبوب وخلطات مجهولة المصدر انتشرت في محلات العطارة وبيع الاعشاب بعض أنواع أدوية التنحيف والتي يعلو ثمنها إلا أنه يكثر الإقبال عليها خاصة وأن اصحاب تلك المحلات يدّعون انها قادرة على تخفيض الوزن إلى اقصى الحدود وتقضي على السمنة الأمر الذي يجعل الإقبال عليها كبيرا حتى ولو ارتفع ثمنها وهي عادة ما يتراوح ثمنها بين 4000 و9000 دينار وتقبل عليها الفتيات دون ادنى اهتمام لتأثيراتها السلبية على صحتهن خاصة وأنها أدوية مجهولة المصدر ولم تمنح تحت إشراف طبي وبالتالي هناك مخاطرة بالصحة. ويرى المختصون أنَّ معظم أدوية التنحيف تعتمد على الأعشاب التي قد تذيب الدهون وتمنع امتصاصها وبعضها يزيد حرقها لكن كلّها قد لا تكون مرتكزة على امور علمية ولم تخضع لاختبارات كافية في معظم البلدان العربية التي تسوّق فيها. فمنها ما يستهدف مادَّة السيراتونين في الخلايا الدماغية والتي تسيطر على المزاج والشهية. أمَّا النوع الآخر فيمنع امتصاص الدهون من المعدة من خلال أنزيم يحرق الدهون عند تناول وجبة مشبّعة منها كما توجد أدوية تمنع امتصاص الأغذية عند تناولها وتتكون عادة من الألياف الطبيعية ويتم تناولها قبل الأكل وعلى الرغم من أن هذه الألياف طبيعية إلا أن الإسراف في تناولها قد يؤدي إلى حدوث انتفاخ في المعدة كما يمكن أن يتسبب في بعض الأعراض لأن الجسم يبذل مجهودًا كبيرًا في إفراز العصارات الهضمية وفي النهاية لا يستفيد منها ما قد يتسبب بنقص المعادن في الجسم مثل الحديد ما يؤدي إلى الأنيميا ونقص الكالسيوم. وفي هذا الإطار يمكن الإشارة إلى وجود أدوية تتكون من هرمونات الغدة الدرقية لكن لا يجوز تناولها إلا بوصفة من الطبيب وفي حالة الضرورة فقط لأنها من الممكن ان تسبب خفقانا في القلب وتوتراً عصبياً. مضاعفات خطيرة على الصحة يحذر الأطباء من هذه الأدوية التي توصف لتخفيف الوزن والتي تباع عند العطارين او حتى الصيدليات بدون موافقة وزارة الصحة او استشارة طبيب والتي تؤدي فعلا إلى التنحيف مقابل الموت البطيء. فعملية تخفيف الوزن تحتاج إلى حذر شديد لأن هناك من يصفون أعشاباً خطيرة على الكلى والكبد أو قد تسبب السرطان أو العقم إلى غيرها من المخاطر. وعليه فإنه يجب عدم استخدام أي من العلاجات العشبية لتخفيف الوزن بل الإكثار من أكل الخضراوات والابتعاد عن الخبز الأبيض واستبداله بالخبز البني والابتعاد عن المعجنات والمكسرات والمواد الدهنية والألبان ومشتقاتها كثيرة الدسم والأكل بين الوجبات ويجب المشي يومياً لمدة ساعة والإكثار من شرب الماء وبالأخص على الريق بشرب كوبين من الماء يومياً فالعلاج الطبي والطبيعي هو الأفضل ولا يوجد شيء في العالم حارق للدهون إنها المعادلة الأبدية وهي اتباع الحمية الغذائية المناسبة وممارسة الرياضة بشكل منتظم. بحيث يجب الانتباه إلى خطورة الأدوية التي تؤخذ لتقليل الوزن بحيث تكون تحت الإشراف الطبي لأن اغلبها مميته وتسبب أمراضا خطيرة. كما يجب الحذر عند استخدام أية منتجات أو مواد أخرى تحتوي على الساينفرين فينيلفيرين كافيين أو أية محفزات مثل الشاي والقهوة. كما ان هناك مكونات من الاعشاب توصف في كبسولات ايضا موجودة على هيئة أقراص وتؤخذ بمعدل قرصين مرتين يومياً قبل الوجبات. الى جانب استخدام بعض المراهم التي تخفف الالتهابات وهي متوفرة في المحال وهي مميتة ايضا وقد تسبب توقف الكبد او الكلية في الجسم ومع الاسف النساء يأخذن هذه الأدوية بعد أن يسمعن من صديقات او من أصحاب القاعات الرياضية ويعرض حياتهن إلى الخطر والمرض. أضرار بليغة الدليل الأكبر على انَّ معظم الأدوية المنحّفة غير فعّالة هو ظهور كمّ هائل منها مع كلّ موسم جديد لا تلبث ان تختفي لتظهر ادوية اخرى ضمن حملة التسويق لانها تُجرَّب ولا تعطي نتيجة وخصوصًا أنَّ التوقف عن استعمال الدواء القاطع للشهية قد يعيد الشخص وزنه الزائد اذا لم يتبع حمية صحيحة وذلك لأن هذه الادوية تقطع الشهية بطريقة غير إرادية وعند التوقف عن تناولها تؤدي إلى آثار عكسية وسلبية لأن الشهية في نهاية الأمر مسألة صحيَّة ولأن لها علاقة بالكثير من الهرمونات. ويلاحظ الأخصائيون أن البعض لا يرغبون في فهم الآثار الجانبية لاستخدام بعض الأدوية أو إتباع حميات معينة على المدى البعيد هذا لأنهم يهتمون بتحقيق رغبة الرشاقة الآنية فقط لا غير فهذا الذي يسمّى بالريجيم الكيميائي وغيره من الحميات التي تستطيع أن تقفل شهية الشخص وتفقده العديد من الكيلوغرامات في أوقات بسيطة ضار جدًّا على المستوى البعيد ولن يجعل مستخدمها يهنأ برشاقته مستقبلاً نظرًا للعوارض المستقبلية التي ستضر بصحته كما وجب الكف عن الترويج لتلك الادوية في صالونات الرياضة وعبر الانترنت وعدم المخاطرة بحياة الاخرين والاضرار بصحتهم.