استعداد بلزوم الاستقامة فاستقامة النفس تثمر سمو الروح. (فاستقم كما أُمرت ومن تاب معك) هود :112 ) وقال صلى الله عليه وسلم: قل آمنت بالله ثم استقم. رواه مسلم. استعداد بطهارة القلب فلا ينام أحدنا وفي قلبه شيء من بغض أو حقد أو حسد لأحد من إخوانه المسلمين فذلك كفيل بدخول الجنة.. وكلنا يعلم قصة عبد الله بن عمرو بن العاص مع سعد بن أبي وقاص وسبب تبشير النبي محمد له بالجنة".. من أنه كان لا ينام وفي قلبه ضغينة على أحد من المسلمين. استعداد بكتابة الوصيَّة فلتكن وصيتنا دائماً مدونة ومسجلة بتفاصيل وأخبار دقيقة ولنحرص على تسجيل حقوق العباد فيها من التزامات مالية أو غيرها وكذلك تسجيل حقوقنا لدى العباد ولا ننس أن ندون في وصيتنا أن نُدفن مع الصالحين وألا يقام حال وفاتنا ما يغضب الله رب العالمين. كما يجب أن ندرب زوجاتنا وأبناءَنا على مثل ذلك السلوك، ولتكن الوصية في مكان بالدار معروف لأهلنا من الزوجة والأولاد، أو الأم والوالد والأشقاء، ولنحرص على عدم نسيان شيء في الوصية. استعدادٌ بتذكر الموت فنتذكر باستمرار لحظات الاحتضار وخروج الروح إلى بارئها العزيز الغفار. وأنه قد لايأتي علينا رمضان القادم. فكثير ممن كنا نحبهم فقدناهم في رمضان وقبل رمضان. فلحظات الرحيل عن الدنيا هي لحظات من وقتها يتحدد للمرء المصير إما إلى جنة- لاحرمنا الله والمسلمين منها- أو إلى نار أعاذنا الله والمسلمين منها. استعدادٌ بأخذ العهد بأن نتعاهد مع أنفسنا وربنا بأن نبذل في رمضان - اذا بلغنا ربنا اياه– كل جهد فى الذكر وقراءة القرآن والإحسان وتغيير النفس الى الأحسن مما هى عليه الآن, وتنمية وتطوير العلاقة بيننا وبين ربنا وبيننا وبين رسولنا وحبيبنا وبيننا وبين زوجاتنا وأبنائنا وبيننا وبين الدنيا كلها. وأن نجتهد فى الدعاء بكل قوة ومن قلوبنا رافعين له أكف الضراعة مستغيثين بقولنا: اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك. استعداد بكثرة الذكر فرمضان الخير يتطلب أن نتدرب من الآن على كثرة الذكر وأن نتذّكر دائما أن مَثَل الذي يذكر ربه والذي لايذكر كمثل الحي والميت, وان الذكر يزيل الوحشة بين العبد وربه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن مما تذكرون من جلال الله التسبيح والتهليل والتحميد, يتعاطفن حول العرش لهن دوىٌّ كدوى النحل, يذكرن بصاحبهن، أفلا يحب أحدكم أن يكون له مما يُذكر به؟ ,, وأن الجميل في الذكر, أن الاكثار منه والدوام عليه ينوب عن التطوعات الكثيرة التي تستغرق الجهد والوقت, وفيها عوض لمن لايستطيع أن يفعل الطاعات بدليل ماجاء في الحديث الصحيح: ,,إن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله صلى الله عليه فقالوا: يارسول الله ذهب أهل الدثور من الأموال بالدرجات العلا والنعيم المقيم, يصلون كما نصلي, ويصومون كما نصوم, ولهم فضل من اموال يحجون بها ويعتمرون ويجاهدون ويتصدقون. قال: ألا أحدثكم بأمر إن أخذتم به أدركتم من سبقكم ولم يدرككم أحد بعدكم وكنتم خير مَن أنتم بين ظهرانيه إلا من عمل مثله: تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة. كما أن الذكر يعطى قوة فى القلب وقوة فى البدن, ومن أجمل الأمور فى الذكر والاكثار منه هو أن شواهد الله فى أرضه تشهد له, فالذى يذكر الله فى قمة الجبل أو فى الطريق أو فى السيارة أو فى البيت أو على الكرسى أو على الأرض قائما كان أو قاعدا أو مضطجعا على جنبه.. كل هذه البقاع والأماكن تشهد له عند الله. جاء فى الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية: ,,يومئذ تحدث أخبارها (4) الزلزلة. قال: ,,أتدرون ماأخبارها قالوا: الله ورسوله أعلم؟ قال: فان أخبارها أن تشهد على كل عبد وأمة بما عمل على ظهرها, أن تقول: عملت علّي كذا يوم كذا وكذا,,. وجدير بالذكر أن ننبه هنا أن ذكر الله ليس مجرد أقوال تقال باللسان وفقط, وإنما هى تفاعلات وأحاسيس وإيقاظ للنفس لتتحرك من حالها الذى هى عليه الى حال أجمل مايكون من الروحانية والشفافية والربانية والفراسة والايمان, بل إن الأمر قد يصل بالذاكرين الله كثيرا الى مرحلة الكرامات من الرب العظيم يعطيها لهم كرما وفضلا منه وتفضلا. استعداد بالتدرب على التقوى بأن نسلك كل السبل والوسائل لتنمية وتقوية التقوى فى نفوسنا وأعمالنا وذواتنا فهى دعوة الله للأنبياء جميعا. وقد قال فيها امير المؤمنين على بن ابى طالب رضى الله عنه عندما سُئل عن التقوى: ما التقوى يا إمام. فقال: هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل. استعداد بالتوبة بأن نسارع الى التوبة وطلب المغفرة من الله ونسأله أن يتوب علينا توبة نصوحا, وأن يلحقنا بركب أصحاب الهمم المخلصين المعتدلين العاملين لدينه المحبين لأوليائه المتعاونين على البر والتقوى ونشر الخير للناس كافة, الشرفاء المخلصين لدينهم والمحبين لأوطانهم حباَ هو فى حقيقته أحب اليهم من أنفسهم. وأسوتنا فى ذلك نبينا وقدوتنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذى كان يستغفر ويتوب الى ربه وخالقه سبعين أو مائة مرة فى يومه.. وهو من هو؟ هو النبى لا كذب.. هو من غفر الله له من ذنبه ماتقدم وماتأخر(وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين) 133آل عمران. وكل رمضان والمسلمين وكل البلدان والأوطان بخير وأمن وأمان.