223 ألف تلميذ معني به بدءاً من هذا الثلاثاء.. همسة قبل امتحان شهادة التعليم المتوسط لقاء يتجدد.. ومشهد يتكرر آخر كل موسم دراسي حيث سيلتحق بمشيئة الله حوالي 625 223 مترشحا لإجراء امتحان شهادة التعليم المتوسط في دورتها لجوان 2021 صباح يوم الثلاثاء 15 جوان 2021. وذلك لمدة 03 أيام موزعين على 2585 مركزا على مستوى التراب الوطني. ولو كانت الامتحانات معلومات تحفظ ثم تكتب على أوراق الإجابات لكان الأمر سهلا لأن الإخفاق يعقبه نجاح لكن القضية قضية امتحان مجتمع كله بدءا من التلميذ إلى الأستاذ مرورا بالآباء والأمهات إلى مديري المتوسطات وعمالها وتربوييها.. وإن كان لا بد من كلمة في هذا الوقت فلا يخفى على عاقل أنه في هذه الفترة يتعرّض الأبناء والبنات الممتحنون إلى حالة انفعالية مؤقتة قد تسبّب وحدة انفعالية وانشغالات عقلية سلبية تؤثر على عقولهم أثناء الاستعداد للإمتحان بل وحتى عند الامتحان مما يؤدي إلى إضعاف القدرات العقلية والمعرفية وكذلك يضعف التركيز والقدرة على التفكير الجيّد.. وذلك لأن تهويل الإمتحانات وتضخيمها وزرع الرهبة في صدور الأبناء والبنات يجعل منه شبحًا وكابوسًا حتى يريد له بعضهم أن ينتهي بأية صورة وكيفما كانت النتيجة عند كثير من التلاميذ والتلميذات وكلما زاد توتر الوالدين انعكس ذلك على الآبناء والبنات وينتج عن ذلك عواقب وخيمة تأخذ الإبن أو البنت للشعور بالخوف مما ينتج عنه مشاعر اليأس والإحباط وقد يتطور ذلك إلى ما لا تحمد عقباه.. لذا ونحن على أبواب امتحان شهادة التعليم المتوسط أوصي الأولياء والأساتذة أن يكون لهم دور كبير في توجيه أبنائهم وبناتهم إلى تدارك النقائص والعيوب الذاتية والثقة بالنفس للتمكن من الحفظ والتحصيل وتطمينهم وتوفير الجو الهادئ لهم وترك الحثّ والحرص الزائد وعدم مطالبتهم بالمثالية.. فلا للقلَق وعدم الثقة بالنفس ولا لوساوس الشيطان فما هذا الامتحان إلا امتحان دُنيا ومن أخفق فيه فإن له فرصة أخرى للنجاح.. دور ثان أو سنة أخرى.. ولكن امتحان الآخرة رسوب نهائي ولا توجد فرصة أُخرى للنجاح.. فأيهما تفضل؟! فتفهّموا نفسية أبنائكم وبناتكم وإمكانياتهم الخاصة واسلكوا بهم سلوكاً داعماً ومشجعاً يجعلهم يشعرون بأن هذه الإمتحانات فرصة لاجتياز مرحلة وليست كابوساً.. اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً .. اللهم يسر لهم كل عسير وافتح لهم كل مغلق... اللهم حقق لهم آمالهم وحقق آمالنا فيهم بفضلك وكرمك أنت المستعان وعليك التكلان ولا حول ولا قوة إلا بك..