جسور جوية من مختلف الدول موجة لجوء أفغانستان ترعب العالم تشهد فرنسا ودول أوروبا عامة جدلا وانقساما سياسيا في موقفها جراء التحولات الأخيرة في أفغانستان وهو ما تؤكده التصريحات المتناقضة وحركة اجتماعات الاتحاد الأوروبي المتسارعة وآخرها لقاء وزراء داخلية الاتحاد الأربعاء والذي شهد انقسامات حادة حيال موجات الهجرة واللجوء المتوقعة من أفغانستان. ق.د/وكالات خلفت تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون المتلفزة بداية الأسبوع -والتي تحدث فيها عن موجات هجرة غير نظامية من أفغانستان- استياء وجدلا واسعا في الأوساط السياسية. وقوبلت تصريحات ماكرون باستنكار قوى اليسار الفرنسي ونشطاء ومنظمات حقوقية ووصفتها عضوة مجلس الشيوخ الاشتراكية لورانس روسينيول بأنها مخزية فيما اتهم النائب عن حزب فرنسا الأبية اليساري الراديكالي أدريان كاتين الرئيس ب تقزيم فرنسا . وقالت مارتين أوبري عمدة مدينة ليل عبر إذاعة فرانس إنتر إن خطاب ماكرون صدمها مبدية أسفها لهذا الموقف السلبي . وأوضحت الوزيرة السابقة أنها تنتظر من أوروبا فعل الكثير لحفظ سلامة اللاجئين الأفغان وأثنت على موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في هذا السياق مضيفة أنها تشاركها ترحيبها بالمدنيين الأفغان في أوروبا واعتبرتها الشخص الوحيد الذي يحفظ مرة أخرى شرف أوروبا . من جانبه غرد المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عن حزب الخضر يانيك جادو مندهش مما سمعته من ماكرون ومن إعلانه أن النساء والرجال والأطفال الفارين من جحيم طالبان يشكلون تهديدا وأنهم مهاجرون غير نظاميين . وأضاف جادو يمكن لفرنسا والاتحاد الأوروبي القيام بما هو أفضل بكثير قبل أن يصبح هؤلاء ضحايا أو ربما لاجئين . أما اليمين واليمين المتطرف فقد دعَوَا إلى التشدد في هذا الملف الحساس قبل 8 أشهر من موعد الانتخابات الرئاسية. وبعد الضجة التي أحدثتها تصريحات ماكرون ردت الرئاسة الفرنسية عبر بيان قالت فيه ليس لدينا ما يدعو إلى الخجل لأننا من البلدان الأكثر استقبالا للأفغان والأكثر حماية لهم في حين أعرب ماكرون عن أسفه لمحاولات البعض تحريف تصريحاته . *إجلاء وطلبات معلقة ووفقا للأرقام الرسمية تلقت فرنسا نحو 10 آلاف طلب لجوء تقدم بها أفغان منذ عام 2018. في المقابل بلغ إجمالي طلبات اللجوء إلى دول الاتحاد الأوروبي نحو 50 ألفا. وعلى الأرض قامت الطائرات العسكرية الفرنسية بعدة رحلات إلى مطار كابل في الأيام الأخيرة أجلت خلالها 216 شخصا بينهم 184 أفغانيا من المجتمع المدني بحاجة لحماية كما أعلنت وزارة الخارجية في بيانها. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن العملية أتاحت إجلاء 25 فرنسيا وهو ما يعني قسما كبيرا من حملة الجنسية الفرنسية والأفغانية الذين لجؤوا إلى مبنى السفارة الفرنسية في كابل . كما حطت طائرة تابعة للقوات الجوية الفرنسية تقل أكثر من 200 راكب -بينهم فرنسيون وأغلبية كبيرة من الأفغان- في مطار رواسي (مطار شارل ديغول) بباريس مساء الخميس. *تخوفات الاتحاد الأوروبي وشهدت أروقة الاتحاد الأوروبي حركة اجتماعات عاجلة وردود أفعال وصفها مراقبون ب المتخوفة و الحذرة و المتذبذبة . وقالت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية في أفغانستان إيلفا يوهانسون يجب أن نمنع الناس من القيام برحلات خطيرة للغاية والوصول بشكل غير منتظم إلى حدود الاتحاد الأوروبي . وأضافت يجب تجنب الطرق غير النظامية والخطيرة التي يسهلها المهربون وأن نوفر قنوات قانونية وآمنة للأشخاص الذين يحتاجون إلى حماية دولية للقدوم إلى الاتحاد الأوروبي . *بايدن: الجسر الجوي الأكبر والأصعب في تاريخنا من جهته وصف الرئيس الأمريكي جو بايدن عمليات الإجلاء من أفغانستان بأنها من أكبر وأصعب عمليات النقل الجوي في تاريخ الولاياتالمتحدة. جاء ذلك في كلمة متلفزة للتعليق على آخر تطورات الأوضاع في أفغانستان في أعقاب إعلان حركة طالبان سيطرتها على البلاد الأحد الماضي. وقال: الجسر الجوي الذي أقمناه مع أفغانستان هو الأكبر في تاريخنا مشيرا أن الولاياتالمتحدة تنشر حاليا أكثر من 6 آلاف جندي بينهم قوات من المارينز لتأمين مغادرة المدنيين من أفغانستان. وأضاف أن بلاده ستحافظ على التزاماتها التي قطعتها تجاه الأفغان الذين تعاونوا معها وأشار أن عمليات الإجلاء تتم بالتنسيق مع حلف شمال الأطلسي الناتو وستشمل إجلاء الصحفيين. غير أنه في المقابل شدد بايدن على صعوبة ضمان النتيجة النهائية لعمليات الإجلاء وتابع: مهمتنا صعبة وخطيرة وعلينا أن نكملها . وفي السياق لفت بايدن أن واشنطن ستفرض شروطًا على طالبان حتى تنال اعترافها وأردف قائلا: سنعمل على وضع ضغط دولي على طالبان في سبيل حماية الشعب الأفغاني . واستدرك: نتواصل مع طالبان لضمان سلامة وصول المدنيين إلى مطار كابل لإجلائهم وأوضحنا للحركة أن أي تهديد سيتم الرد عليه بقوة .