كشف الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية أمس الأحد أن جميع أعضاء الطاقم الجزائري لباخرة (أم/ في البليدة) التي تعرضت بتاريخ 1 جانفي 2011 إلى عملية قرصنة (سالمين معافين) وأن الخبر المتعلق بوفاة بحار (خاطئ)· وقال الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية السيد عمار بلاني في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية: (لقد قمنا بالاتصالات اللازمة ويبدو أن جميع رعايانا المحتجزين من قبل قراصنة صوماليين سالمين معافين) مفندا الخبر الذي تناقلته الصحافة وبعض مواقع الإنترنت والذي مفاده أن أحد أعضاء الطاقم الجزائري لباخرة (أم/في البليدة) يكون قد توفي· وذكر الناطق الرسمي أنه (من الجلي أن الأمر يتعلق بخبر خاطئ وأتمنى أن تتسنى الفرصة عما قريب لبحارتنا للتأكيد بأنفسهم لعائلاتهم أنه خبر خاطئ لن يثني من تجندنا للتوصل إلى إطلاق سراحهم في أقرب الآجال الممكنة)· من جهته أشار السيد نصر الدين منصوري مدير عام /اي بي سي/ مجهز باخرة (أم/في البليدة) أن مستأجر الباخرة (ليدارو) الذي تم الاتصال به هاتفيا (في اتصال دائم مع القراصنة وينفي كليا خبر وفاة بحار جزائري ويؤكد أن هذا الخبر لا أساس له من الصحة)· وكانت السلطات العليا في البلاد قد أكدت في وقت سابق على لسان الناطق باسم وزارة الشؤون الخارجية عن (تجندها التام) لإطلاق سراح الرهائن الجزائريين المحتجزين من قبل قراصنة منذ قرابة سبعة أشهر في مكان ما بالصومال، لتفند بذلك ما يشاع هنا وهناك حول تخلي الجزائر عن أبنائها المخطوفين، حيث يبدو أن السلطات تسعى لحل الإشكال وإنهاء الأزمة بعيدا عن كل صخب إعلامي أو مزايدات سياسية· وذكر الناطق باسم الوزارة أن السلطات التي تقول أنها تتابع (عن كثب) و(باهتمام شديد) الوضع تواصل جهودها من أجل الحصول على إطلاق سراح الرعايا الجزائريين المحتجزين من قبل قراصنة· وأضاف المتحدث ذاته أنه إذا كان هناك صمت رسمي مثلما يقول البعض فذلك لأن الأمر يقتضي (السرية) في مثل هذه الظروف ولو لمجرد (ضمان نجاعة الجهود الجارية) من أجل إطلاق سراح الرهائن· وأكد هذا الدبلوماسي أن الإتصال (قائم باستمرار) من أجل الحصول على إطلاق سراح الرهائن· للتذكير، فإن الباخرة التي تحمل العلم الجزائري (ام /في البليدة) قد تعرضت بتاريخ 1 جانفي 2011 إلى عملية قرصنة في عرض البحر بينما كانت متوجهة نحو ميناء مومباسا (كينيا) وعلى متنها طاقم يتكون من 27 بحارا منهم 17 من جنسية جزائرية· وفي 6 جانفي الفارط تمكن جميع أعضاء طاقم الباخرة الجزائرية (أم /في البليدة) (من الاتصال بعائلاتهم الخاصة وطمأنوهم عن حالتهم الصحية)· ولهذا السبب نظمت هذه الأخيرة مؤخرا اعتصاما بالجزائر العاصمة للتعبير عن انشغالها ولفت انتباه السلطات حول مصير ذويها· وبعد أن أكدت أن (السرية مطلوبة في مثل هذه الحالات لضمان نجاعة الجهود الجارية) جددت السلطات الجزائرية التي ما فتئت تضاعف نداءاتها من أجل إطلاق السراح الفوري لهؤلاء الرهائن التأكيد على موقفها إزاء فكرة دفع الفديات للمختطفين· وتعتزم الجزائر التي تعد أول بلد طالب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجريم دفع الفديات في عمليات احتجاز الرهائن التمسك بمبدئها معتبرة أن دفع الفدية يعني بوضوح تشجيع المجرمين وتمويل الإرهاب· في ذات السياق، دعا رئيس الدبلوماسية الجزائرية السيد مراد مدلسي إفريقيا والمجتمع الدولي إلى التجند من أجل وضع حد للإرهاب والقرصنة اللذين يهددان الاستقرار في الصومال·